Powered By Blogger

الجمعة، 2 أكتوبر 2015

السوريون والفلسطينيون في هجرتهم


بوتين يقول بعد أن كشّر عن أنيابه وخلع ثوب الحَمل الذي كان صوفُه يوحي بأنه يرتديه ، وأعترف بأنه دبٌّ أبيض وزنه من وزن العِلل التي يحملها هو وأترابه وهو الذي لم يسمع بكلمة "الديبلوماسية منذ ولد، لا هو ولا من يعمل معه أو من له عنده موَدّة . حمل على ظهره " كشة" بضاعته وفيها ما يقتل ويُدَمِّر ويُهجِّر ويُسوي العمار بالأرض تاركا إياها حفراء نفراء لا حياة فيها . قال: موسكو ترفض أن يواجه الرئيس السوري مصير صدَّام والقذافي وأن الإرهاب أيا كان مصدره سيُستهدف ما دام يتصرف بشكل إرهابي ، يحدده زميله الأسد،  وكل من يحارب الأسد إرهابي.

في النهاية "غطس" بوتين في المستنقع السوري وقد نَسي أو تناسى ما قاسى في أفغانستان وما يعانيه اليوم من عقاب إقتصادي يتعلق بأوكرانيا وهجمته عليها. ما يجري اليوم خطير على ما تبقى من شعب سوريا ونخشى،  إن خشينا أن يكون ما يجري تكرار لنكبة فلسطين عام 1948 يوم تهجر شعب كامل وحلت محله شعوب أخرى لا تزال هناك ولن تترك "بخاطرها" لأن  العدالة لا تشمل هذه القضية، ولم تكن الروسيا بعيدة عن ذلك التهجير لأنها ساهمت فيه وأول من إعترف بالكيان الغاصب الجديد.

لن نذهب إلى التاريخ ليدلنا، فكل قيصر يسعى لتوسيع مساحة نفوذه، وهذا القيصر، لا يختلف عن غيره إلاّ في وحشيته وقساوة أسلوبه ، بَرِّي غير متمدّن  ديبلوماسيته عضلات نمَّاها  ليتماهى وأبطال تلفزيونات عالمنا الذين لا يُقهرون.

في هذه الحرب الجديدة  التي تغيب عنها أميركا والتي لم يُفصح رئيسها عن موقفه منها بعد، هذا إذا كان له موقف، وقد دَكَّت طائرات الدب الروسي أمكنة تواجد " الإرهابيين" الذين تُدَرِّبهم لقتال ما ، داعش أو غيرها، :"وراح" معها العديد من المدنيين ولم ينبث أوباما ببنت شفة واحدة اللهم إلا إذا كان ما يجري مُتفقٌ عليه وبوتين في الواجهة وأوباما خلفه يُنَفِّذ ما إتُّفق عليه من قتل وتدمير ، وقد أُدخلت إيران إلى الساحة بقوة أكبر وبآلاف العسكر الفارسي الذي وصل إلى ساحات القتال أو هو على الطريق،  للمساهمة في القتال المذهبي الحاصل وترسيخ أُسُسِه وتعميم ساحاته وهم على ذلك مُدَرَّبون ملتزمون غُسِلت أدمغتهم بالقدر الكافي ليموتوا في قضية لا تخصهم وأمر لا يعنيهم.

أما عن التغيير الديمغرافي الحاصل فحدِّث ولا حرج. التغيير لم يعد سريا بل يُتفاوض عليه علانية ولم تكن هدنة فوعا _كفريا_ الزبداني  إلا مثلا يُقايض به أهل الزبداني السُنَّة بأهل فوعا وكفريا الشِيعة، يُنقل الشيعة إلى الزبداني والسنة إلى فوعا وكفريا "فيكتمل النُقل بالزعرور" وتصبح مدينة الزبداني تابعة لمحافظة شهرستان ويتكلم أهلها الفارسية بعد أن إستورد حزب الله شيعة من إيران ليضمنوا إستمرار وديمومة التغيير المُقَرّر.

هل يؤشِّر غياب أميركا عن سوريا والعراق عن غيابها عن الشرق بأكمله أم أن أوباما يريد، لآهمية الموضوع، أن يتركه لمن يليه في سَدَّة الرئاسة ويضعه في زاوية خَلاصُه منها يُشغِله عن كل ما هو ليس جزءا منها ويضمن فشله أو على الأقل  يهيِّء لفشله، وهو يفتخربأنه لم يدخل حربا ولم يسفك دما أميركيا في أي مكان والثمن الذي لم يكن قدَّره بالحسبان يدفعه الرئيس الخامس والأربعون وعرب سوريا.

في التحَوُّل الجديد ستغيب من الأسماء أكثرها والصغار منهم ربما بدأ غيابهم. بشار، الشاطر حسن، الحوثي، المخلوع صالح وأمثالهم يغيبون أو غابوا  لأن الكبار توَلُّوا زمام الأمور ولم يعد لغيرهم إلا الصبر وخدمة الأولياء. ويبقى في الساحة الخامنائي وبوتين والخليفة أبوبكر البغدادي . ثلاثة كبار وواحد غائب عن السمع وعشرات ممن لم يبقى لهم من النفوذ إلا ما يسمح به كبير من الثلاثة.

2/10/2015 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق