Powered By Blogger

الجمعة، 23 أكتوبر 2015

مفتي القدس كابوس اليهود


نتنياهو إحترف من يوم مولده وربما قبل ذلك الكذب على مستواً عالٍ لم يسبقه إليه أحد. كابوسه يرجع إلى أيام كان فيها الحاج أمين الحسيني  مفتيا اللقدس، أحبه الناس وقَدَّروه إلى درجة ألزمت بريطانيا العظمى على التخلُّص منه فطاردته من بلد إلى آخر وإلى أن إلتجأ إلى المانيا واستقر فيها إبان الحرب العالمية الثانية ، مكملا ثورته على وعد بلفور وعلى بريطانيا التي دعمت الوعد باستيراد اليهود بحرا بعشرات الآلاف وكان وجوده مصدر خوف لليهود حتى وهو يمضي وقته لاجئا في بلد بعيد. الخوف من المفتي لا يزال قائما والكابوس لا يزال يفعل فعله ، واليهود على لسان زعيمهم نتنياهو يؤمنون بأن الحاج أمين هو من تسبب بالشتات كما والمحرقة التي راح ملايين اليهود ضحايا لها.

أما العرب المتبق!ِين في فلسطين وبسبب ما قام به الحاج أمين فهم خطر على لإسرائيل وواجب تشتيتهم وإحراقهم إذا أمكن ، واجب ديني لا إجتهاد فيه. المهم أن نتنياهو ومن قبله والشعب والقيادات والحاخامات و قد إسْتَقَرَّتْ فِكْرَةُ الثَّأْرِ فِي نَفْوسِهِم باشروا منذ أمدٍ بالتفنُن بأساليب الأخذ الثأر لأن لهم فيه أمران: الثأر بمعناه اللغوي القاموسي والثأر بمعناه السياسي الذي يبغي ويهدف إلى إجلاء كل عربي من كل فلسطين بحدودها كما فَصَّلها سايكس وبيكو بحيث تصبح وبمسمَّاها الجديد "إسرائيل" يهودية صرف لا أثر فيها للحاج أمين ولا لهتلر، الذي عاونه على الشتات والمحرقة.

وبعد أن حددت أهدافها علناً وأقامت أحلافها مع الدول لم يبق لإسرائيل إلا المباشرة بما تنوي عمله وبفجاجة  ووقاحة واستهتار بالعالم ومن لم يعجبه ما تقوم به له أن يختار أي حائط "يدق" رأسه به  أو بحراً "يُبلِّطُه".

الصدفة خير من الميعاد، هكذا الأمثال تحكي. وقد وردنا خبران عجيبان لا علاقة لهما بالواقع ، رؤية نتنياهو الجديدة  للشتات والمحرقة وإستدعاء الأسد لمقابلة راعيه الجديد بوتين.

وعليه، بشار إستكان في أحضان راعيه ، كالطفل يشتكي من أخذ لعبة من يده،  "ويبكي ملكا لم يحسن سياسته"، ففقده وهو الآن يتقبل التعازي بمستقبله،  وبدأ بالهرولة للقاء بوتين الذي لم تظهر على وجهه إبتسامة واحدة أثناء الزيارة المتلفزة كون الزيارة ليس فيها شيئا ما يفرح القلب،   والواضح أن مستقبله الشخصي والعائلي كان مدار بحث بينهما وتوقيت إنتهاء وظيفته على رأس الائحة، ولا بد أن   يكون  بشار أعطى لبوتين وكالة عامة يتصرف بموجبها كما يرى مناسبا ودون الرجوع إليه فيعقد الصفقات ويؤكد الإلتزامات المالية  السورية لروسيا ويوثقها ويرهن أملاك الدولة تأمينا لها والبالغ قيمتها على ما يُحكى هي "بحيطان" الثلاثين مليار دولار،  ثمن الأسلحة والبراميل التي إستخدمها ضد شعبه في السنوات الخمس الماضية، يضاف إليه ما تنفقه روسيا مجددا إلى أن تنتهي الحرب فتعود "بالمال وبالسبايا" وكل ما تبقى من سوريا.

 كل هذا أصبح ممكنا بعد أن أنتهت الحقبة الأميركية في كل المنطقة. والسؤال المتبقي له علاقة بمستقبل الإمبراطورية الفارسية في المنطقة إياها. هل تحصل على ما خطَّطت له أم أن حقبتها، كرديفتها أميركا، إنتهت بدورها ولم يبقى إلاّ تشييعها شهيدة في سبيل مهامها الجهادية في اليمن وسوريا والعراق وطموحات ائمتها؟.

 22/10/2015  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق