Powered By Blogger

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

حروب المذاهب والطوائف

يوسف بن علوي بن عبدالله وزير خارجية سلطنة عُمان ، زار البارحة في دمشق بشار الأسد وأجرى معه بعض المباحثات. سلطنة عُمان لا تُقَدِّم ولا تؤخِّر في السياسة وإن كانت ميولها إيرانية ربما لأنها إباضية المذهب ولها علاقة بالنصيريين (العلويين)  في سوريا وأيضا بالزيديين في اليمن.  كلهم شيعة أو أقرب إلى الشيعة الإثني عشرية ويتضامنون بصفتهم من الأقليات التي أصبحت، للضرورات السياسية، مقبولة ومحمية ومُستغَلَّة من الشيعة الإثني عشرية،  ولم تكن مقبولة قبل إنفجار ثورات وحروب الربيع العربي

وطبعا ساحات الحرب قد تشمل بلادا أخرى،  البحرين، بموجب ما نسمع من إيران وأيضا وبالأخص من حزب الله، هدف قيد الدرس لأن فيه أكثرية شيعية تحكمها "أقلية" سنية وقد آن أوان تحرير شعبها. والبحرين كانت منذ عقود، كما يراها شيعة إيران وحكامها جزءا لا يتجزأ منها ، منع الإستعمار إحقاق الحق والحاقها بها وضمها إلى حضن أمها إيران. وقد يبدأ حرب تحريرها عندما تكون إيران بحاجة إلى  فتح جبهة تسترعي الأنظار والأفكار فتنسى أو يغيب عنها ما يجري في ساحات لَفَظَتها أو ألحقت بها هزائم يفيدها تغطيتها

و"التكفيريون" الذين بموجب التصنيفات الفارسية الشيعية ، وهم كل من لم يلتزم مبادئ إيران أو لم يَبِع نفسه لها،  مثل داعش والنصرة والقاعدة والجيش الحر كلهم وبالصدفة سُنَّة. والحرب الجارية الآن في اليمن وسوريا والعراق هي حرب الشيعة على السُنَّة، يشاركها في حربها روسيا التي لم تبدأ حتى الآن حربها ضد داعش واكتفت بضرب الجيش الحر بصفته التكفيرية، ولأن أميركا لم تزودها  بمعلومات عنه وعناوين وأسماء مسؤوليه ولم تخبرها بأن الجيش الحر ليس "إرهابيا"، ضربته ولا تزال أكثر طلعات طائراتها لا تستهدف إلا هوسؤال بوتين عن الجيش الحر مهم ولكنه مُخجل لأن السائل هو رأس دولة لها حيثية وقدرة عسكرية ومخابراتية، فهل كان السؤال لأن روسيا قررت سلفا إنقاذ بشار الأسد فضربت مناوئيه ووفَّرت غيرهم ولم يكن  هدفها إنهاء الحرب السورية؟

طبعا، الحرب الدينية واسعة وتتوسَّع ما دامت القوى العظمى على مواقفها. بالأمس القريب تدَخَّل جون كيري في الشأن الفلسطيني وطلع على الناس بنبأ حماية الأقصى بوضع آلات تصوير تُسَجِّل ما يجري في حرمه ، وما إن ترك البلاد للإعتناء بمشاكل العرب الأخرى حتى أبلغ نتنياهو الجميع بأنه لا يوافق على تركيبها إلا بشروط يحددها هو ويُشرف على تنفيذها. ولم يترك مجالا للإجتهاد في نياته فهَدَّد بسحب أوراق الإقامة للمقدسيين بحيث لا تعود لهم حقوق الإقامة أو الإنتقال فيسري عليهم ما يسري على سكان باقي الضفة. وَنُذَكِّر بأن إسرائيل يهودية ولا مكان فيها لغير اليهود، وهذا ما تقوله علنا ولمن يريد أن يفهم

وكما داعش  كذلك أسرائيل لا تتورَّع عن إعدام من ترى فيه ما لا يعجبها وقد وصل عدَّاد الإعدامات هذا الشهر ولغاية مساء البارحة ستون شابا وشابَّة ويكفي أن  يشكِّ عسكري ما ، على حاجز ما، أن الشاب المارّ قد يُشهر سكينه ويطعن فيستبق الطعن بالرصاص. وللمستوطنين نفس الحق الذي يحوزه العسكري على الحاجز. ونعجب أو يعجب البعض عندما تنتفض الشعوب وإن إقتصرت ثورة شباب فلسطين اليوم على الحجارة وربما المقلاع إن تَيَسَّر

27/10/2015 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق