Powered By Blogger

الأربعاء، 21 أكتوبر 2015

المشكلة السورية وطبَّاخوها الأربعة


ما كان يضيرُه لو صَمَت. نزل من طائرته مُهَروِلا رغم العطل الذي في رجله ليثبت أنه رجل، يقول ولا يفعل ، يقول له نتنياهو قُل فيقول وصَرِّح فيصرِّح ، وبسرور لافت ، لأن القرار ليس بيده ولا هو بيد معلمه بل بيد من إذا رضي عنه بقي وإن غضِب عليه رحل إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم. عجيب أمره . كيف يقبل إمرَة مَن دولة تعيش على ما تَمُدُّها أميركا بالمال والحماية والنفوذ، أميركا التي يمثلها كيري وأوباما وغيرهما من الذين يقبلوا أن يمشوا على طريق رسمها من يعتاش منها

وكيف له أن يوافق إسرائيل على الإجراءات الجديدة التي تفرضها على أصحاب البلاد ويؤكد موافقته ويطلب من المظلوم "التريُث" وعدم الإنجرار إلى نزاع مع الظالم؟ نعود إلى عُقَّال من الزمن الغابر وما قالوه. زهير بن أبي سلمى في معلقته العتيقة من الف وخمسماية عام بحكمة وعقل منفتح وشفافية وفهم لمعنى الحرب التي كانت قائمةبين قبيلتين عربيتين زمن الجاهلية يقول:

وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِـهِ... يُهَـدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِمْ النَّاسَ يُظْلَـمِ

وإذ ينتقل إلى أوضاع سوريا فإنه يستطرد بقوله "إن لدى واشنطن مسؤولية تجنُّب التدمير الشامل والكامل لسوريا وتداعياته السلبية وخصوصا موجة المهاجرين الذين يفرّون من النزاع " وأوضح أن "لدينا مصلحة أخلاقية في البحث عن وسيلة لتجنب تفاقم الكارثة الجارية حاليا". يُبَكِّر في خوفه من تفاقُم الكارثة ويُبَكِّر في لجوئه إلى "المصلحة الأخلاقية" ، فمرور أربعة أعوام ونيِّف على مواقف سيده منها لم تؤثر فيه ولم يبرز على الساحات جديد في هذه الأيام إلا تدخل روسيا العسكري واللجوء السوري إلى أوروبا، وإلا "فالمصلحة الأخلاقية " لم تكن لتَرِد. سوريا وأهلها ليسا "مصلحة" لها

وأوروبا تخاف اللجوء واللاجئين  لألف سبب وسبب، منها ما حذر الرئيس البولندي أندريه من أوبئة وأمراض يحتمل أن ينقلها المهاجرون معهم ، داعيًا حكومته إلى اتخاذ إجراءات مناسبة لـ"حماية البولنديين". ورأى أن الحروب والصراعات التي نشبت في بلاد يفر منها هؤلاء تسببت بإعادة إحياء أمراض قديمة أو ظهور أخرى حديثة تهدد الأوروبيين جديًا

المنافسة الروسية المستجدة والخطر الداهم على أوروبا، كما أسلفنا،  حرَّكا "الضمير" فقال ما قال، وكان قد ضَمِن "مصالح" إسرائيل بتنسيقها مع روسيا جوا و"عدم التشويش على أنظمة الإتصالات" فبقي "حق" إسرائيل في التدخل محفوظا لها تمارسه عندما تريد وبحماية من أوباما وبوتين معا، وهما اللذان يختلفان على كل شيء فيما عدا إسرائيل ومصلحتها

ونعود إلى العلاقة الأميركية الإيرانية لنسمع من المرشد الأعلى أقوالا تمنع الدولة من التفاوض مع "الشيطان الأكبر" أللهم إلا إذا إقتضت التقية تغليف "مباحثات ضرورية" لها بغلاف من السرية وتكذيب كل ما يُسَرَّب عنها أكان مقصودا أو كان عفويا. ما موقف أميركا من هذه الأقوال وهي تردنا "بايتة" بعد أن يكون الطرفان أشبعاها بحثا وتمحيصا ووقعا على بنودها. هل هما على إتصال جدّي أم أن إيران تلتزم وضع أميركا في موضع "طالب المساعدة". كل شيء في إدارة أوباما وارد والسؤال في محله والجواب عليه لن يأتينا

الأمور معقَّدة فكيف إذا ما إقثضت الظروف أن يكون أوباما وكيري مولجين بها، إذ ذاك لن تُحَل قبل أن يرحلا ويأتي بعدهما من عنده القابلية والرجولة والحكمة ليتولاها ويقودها إلى شاطيء أمين

20/10/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق