Powered By Blogger

السبت، 17 أكتوبر 2015

الإستراتيجية الروسية في سوريا


بوتين "طحشَ" على سوريا ليحقق ويضمن تواجُده الفاعل في كل المنطقة وليس في الدولة العلوية المنوي فصلها عن سوريا. مصالح روسيا كثيرة لها علاقة بالإقتصاد والنفوذ في الشرق العربي وربما في دول ومناطق مجاورة، لا يهمه بقاء الأسد وسُمعته لا تفيد طموحات بوتين لروسيا. داعش مفيدة له وكذلك القوى المعارضة وهي في مجملها سُنيَّة والتخلُص من إيران وأدواتها التي تجذَّرت في المنطقة على مدى سنين بدأت يوم إنقلاب إيران من دولة شبه علمية ملكية إلى دولة مذهبية تستغِل الشيعة العرب لتتوسع وتُشَيِّع وتتجذر في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها

 نرى أهمية هذا الوجود الفارسي ومدى النفوذ التي تمارس فيها إقليميا وفي العالم . تطوُّر واتساع رقعة نفوذ  المذهبية الفارسية الشيعية الإثني عشرية لا تفيد بوتين ومُخططه

يعتمد بوتين أيضا على غياب أميركا وغياب رئيسها  أوباما الذي يفسح في المجال لبوتين على أساس أنه يعيد تجربة الحرب في أفغانستان وسيغرق في مستنقعاتها ، وعلى إستغلال الأسد وإيران للمساعدة الروسية العسكرية والتي يمكن أن تجذب بعض ردود الفعل الغاضبة وتُعفيها من بعض اللوم، لأن إيران تعيش في المنطقة ويهمهها أن لا يكون الجرم المستمر إرتكابه يوًجَّه إليها بل يمكن تصويبه إلى غيرها، والروسيا هنا في عِزِّ الساحة والمعركة ، وتلبيسها وِزر ما يجري سهل ومتاح وتوثيقه يتراكم يوما بعد يوم

إسرائيل حُيِّدت بالإتفاق الأخير مع الروس والضمانة الدائمة المُكرَّسة من أميركا وبالتالي لا دور لها في الحرب السورية . أما تركيا فلها وروسيا تاريخ من العداء لن يزعج بوتين تحجيمه بل سيسعى إليه وينجح إذا كان له في جنوبها مناطق له فيها وجود قوي

أوروبا وأميركا أيضا لهما مع تركيا مشاكل دائمة وقديمة حرَّكتها قضية القرم وشرق أوكرانيا ووضع بعض أسلحتها في بلدان أوروبا الشرقية التي كانت جزءا من الدولة السوفياتية، روسيا الحالية. ولا يشك القاريء المطَّلع بأن روسيا ، إذا تمكنت، ستقوم بما يخدم مصالحها

وإيران المنتفخة بحجم توسعها لا مكان لها في عالم تحكم روسيا شَرقُه أو لها فيه نفوذ كبير، وهي إذن ليست حليفا دائما لبوتين. وتتحجم بخروجها من اليمن ، وسوريا إذا ربحت روسيا

أما إخوان الصفا وخلان الوفا مُسلموا الدولة الإسلامية فلا ذكر لهم في ما يُثار ويُبحث عن سوريا وغيرها بمن فيها ليبيا وكأنهم ليسوا في الساحة. وهم على ما تحدثت دول العالم بمن فيهم بوتين وأوباما تُكَوِّن خطرا دوليا ، القضاء عليه واجب إنساني وأخلاقي وأمني ثم نسي من أعلن ذلك قصة داعش واخترع قصة أخرى ما يشغل بال الناس في  العالم

يقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن عدد مواطني روسيا وغيرها من بلدان رابطة الدول المستقلة، الذين يقاتلون مع التنظيمات الإرهابية، يتراوح - بحسب مختلف التقويمات - ما بين 5 و 7 آلاف شخص. ومن الطبيعي أن يعود من إنضمَّ إلى المنظمات الإرهابية إلى وطنه مزودا بتقنيات لا يريدها عاقل

هل يجوز تسهيل الموضوع  وتصغير حجمه بهذا الشكل ؟ نحن نكتب ولا نرى إلا ما نرى وهو ما كتبنا عنه في صدر هذا المقال

17/10/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق