Powered By Blogger

الخميس، 8 أكتوبر 2015

وَمَا لِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانَا


شعر مشهور يتمثل به العامة والخاصة منسوب  في "عيون الأخبار"  إلى  الإمام الشافعي رحمه الله:؟

نَعِيبُ زَمَانَنَا وَالعَيْبُ فِينَا ** وَمَا لِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانَا  
وَنَهجُو ذَا الزَّمَانَ بِغيرِ ذَنْبٍ ** وَلَوْ نَطَقَ الزَّمَانُ لَنَا هَجَانَا 

ولا نتمثَّل به تماما كما لم يتمَثَّل به أهل زمان الإمام الشافعي. نحن أحرار في إلقاء اللوم على زماننا ولكن الأمر إفتُضِح وثبت أن الهجاء إذا وُجِّه إلينا فلن يكون على خطأ

في زمانه كان الأخيار والأشرار كما في كل وقت وزمان يتابعون أعمالهم كما في أيامنا، يزرعون العدل أو الفتنة ، كلّ على هواه وطريقته. والشافعي تصدَّى للأشرار ودفع الثمن جسديا ولكنه أكمل رسالته وقام بواجبه دون أن يكون مُكلَّفا من أحد ولا كان ملزما لإتمام الرسالة. كان من الأخيار الذين كان لهم من الشر مواقف ، وعرف معناه وكتب فيه. كان العالم آنذاك إذا قيس بعالم اليوم ضَيِّقا وبحدوده تعلَّم وعَلَّم ، ننقل عنه بيتين من الشعر للحكمة الواردة فيهما

في زماننا أشرار من نوع جديد. رؤساء وحكام وملوك إستغَلُّوا شعوبهم بالكذب أحيانا والنفاق دوما ووصف الأمور على غير حقيقتها كي يحققوا أهدافا طالما كانت شخصية فيها ربح من مال أو نفوذ أو وجاهة تنقصهم أو ثأر  فأصلحوا أحوالهم ولم تكن الكلفة حدّاً يُتقيد به

أوباما بتردده وجبنه لم يلحِق بشعبه ضررا مباشرا بل بالعكس فإنه وَفَرَ دماءهم فلم يٌقحمهم في حرب في أي مكان من العالم. أصاب الشرق الأدني وشعوبه بويلات لم يشهدها حتى أيام هولاكو قتلى ، ولا بتهجير إلا بتهجير أهل فلسطين ليُحِلَّ مكانهم من نبذهم العالم ، وسوريا الآن تنافس فلسطين في هجرة أهلها ، نصف شعبها مُهَجَّر تماما كما حدث عام 1948 لأهل فلسطين. وهو لا يزال، وبعد أن إجتاحت جيوش روسيا سوريا، يفَكِّر ولم يُقَرِّر بعد. لا مانع عنده من زيادة عدد القتلى فهم رقم من الأرقام تماما كإعصار يواكيم درجة 4 الذي أخذ كل وقته وربما لا يزال

وبوتين له في الحرب "مآرب أخرى". اليوم عيد ميلاده ال63، والإنتصارات في سوريا مناسِبة للإحتفال بعيده. الأهم من الإنتصار العسكري إنتصاره النفسي على رفيقه أوباما، ولا يهم إذا كان ذلك موازيا للحرتقة على أميركا الضائعة بين ما تريد وما يُقَرّر لها.  ولا نزال في حفلة التهجير إلى أوروبا وهذا إنتصار آخر له. فأميركة أوباما وأوروبة ميركل المُمعِنان في حصار الدب الروسي إقتصاديا بسبب القرم وأوكرانيا يدفعان الآن الثمن بسبب تردد أوباما و"زلمته" كيري. الثمن لاجئون بمئات الألوف وربما وباستمرار بوتين بحربه يصلون إلى الملايين بعد أن ضاقت بهم الدنيا ودول الجوار لم يعد عندها ما تساعد فيه. هي بحاجة للمساعدة

أما إيران، وقد أعلن خامنئيها أن لا حوار بعد الآن مع "الشيطان الأكبر"  أميركا تتمختر في مناطق الجيش الحُر وتشتم الخليج العربي بكافة مكوناته هادفة بشكل واضح لا لبس فيه ولا إبهام لزعزعة الحكم في السعودية واحتلال البحرين بأدواتها العسكرية الموجودة على الساحة من فيالق فارسية وأفغانية وحزب الله اللبناني ومن يُدعى لأن يلُف لفهم ويشارك في أذية الشرق الأوسط كله. خسروا على ما يظهر اليمن ومخططاتهم هناك فشلت وهذا لا يناسب صورتهم القائمة دائما على "نصر إلهي" وأي "كسرٍ" لهذا النصر له مردود مذهبي لا تستطيع الجهة الفارسية هَضمه

التحالف الفارسي الروسي مرحلي لأن المباديء تختلف والأهداف تختلف وسيشتبكان عند توزيع الحصص أو قبل ذلك أوعندما تسنح الفرص 

يصِح القول: وَمَا لِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانَ

 8/10/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق