Powered By Blogger

السبت، 10 أكتوبر 2015

روسيا وإيران وأميركا في سوريا


الدب الروسي بدأ بمجاراة رديفه وزميله باراك حسين باللجوء إلى الغيبيات في كلام يصاغ لا معنى له. سأل بوتين عن الجيش الحر الوهمي ومكان تواجده وأسماء قياداته وأين يخزن أسلحته وكيف يضربه. يَدَّعي بأنه لم يسمع به من قبل أما الآن فيظهر أنه "تَذَكَّره" وهو  يُوَسِّط زعماء العالم للقاء مع الجيش الحر للتعاون بينهما. اللافت أن الدب إياه يقوم بهجوم ديبلوماسي مكثف وشديد في محاولة للتقرب من الجيش السوري الحر وإقناعه بالمشاركة في الحرب على الإرهاب. وصرح السفير الروسي في بريطانيا أمس الكسندر باكوفيتكو "سيكون الجانب الروسي ممتنا للشركاء البريطانيين على أي مساعدة في إقامة إتصالات مع الجيش السوري الحر".؟

بوتين ضرب "الإرهاب" في سوريا من بحر قزوين ليؤكد القدرات الفائقة لروسيا ونالت البلدان التي يمر في سمائها حصتها من الضرر ولم نعلم أين سقط بعضها،  أما ما تبقى من صواريخ فلم نعثر في أخبار المستفيد منها ما يشير إلى فرحه الكبير من نتائج "عنترة " بوتين. فوجىء بصواريخ التاو التي إصطدمت بمركباته والدبابات فَعَطَّلها  والآن ينتظر الصواريخ المضادَّة للطائرات التي باعها سابقا لدول عربية آملا أن لا تنتقل إلى أيدٍ تستعملها في سوريا  وتصدم السوخويات التي تجول في سمائها وتجعل من كفاءتها أمرا يثير التساؤل

حربُه لم تغير مواقع القتال ولا في نتائجها والساحات فهي لا تزال منشغلة بمحاربة من وصل إلى اللاذقية من مقاتلين معارضين للنظام ولم يهربوا ولم يتراجعوا. وزاد في "الطين بلَّتِه" أنه عَرَّض جيشه لمشاكل مذهبية وأصبحت مشكلته كبيرة مع السُنة. أما الأوروبيون فهو يهددهم  بأنه سيساعد السوريين على تسريع هروبهم ولجوئهم  إلى بلادهم فيزيد حرجهم ويُشغلهم بقضية عالية الحساسية لا يريدونها وتَضُرّ بعلاقتهم ببعض الدول الإسلامية والعربية وغيرها ممن لهم هدف إشغالهم والإضرار بمصالحهم وبالأخص التجارية منها

وهو لا يأمن لإيران من تجاربه ومن رؤياه ،  فلكل منهما هدف ومصلحة ولا يمكن أن يتناسقا. إيران خسرت أول ما خسرت جنرالا من الحرس الثوري إسمه حسين همداني ، قتل في حلب على يد داعش، وهو واحد من أبرز القياديين الإيرانيين في  الميدان السوري. وثانيا أنها لم تَعُد المخطط والمنفِذ الوحيد بل تراجع نفوذها إلى درجة أدنى، درجة  يحددها الدب الحامل أعلى أوسمة التكواندو. وهذا لا يناسب المرشد الأعلى ولا الرئيس الصادق روحاني الذي أتحفنا بتأكيده بأن إيران لم ولن تتدخل عسكريا في سوريا، وعاد ونَعى الجنرال حسين همداني. لا نؤاخذه ولا نكَذِّبه،  إذ ربما كان الجنرال روحاني في سياحة في ريف حلب مرتديا بزَّته العسكرية ويأكل من حصرمها .؟

بوتين على كل حال دخل التجربة وننتظر نتيجتها التي قد تكون أو لا تكون بمستوى توقعاته ويقوم كغيره داعشا كان أو من إيران أو داغستان أو لبنان والشعب السوري يأكل ألعصي ويبصق الدم ويُهَجَّر ، ولم يبق من يقبله مهجّرا لا في الجوار ولا في الدول التي رَقَّ قلبها ثم راجعت أمرها وسارت سيرة دول الجوار

كل ما كتبنا لا يلحظ ولا يذكر  أوباما ولا أميركته فهو لا يزال يُفكِّر ولن يُقَرِّر إلا بعد أن تهون الصعاب أو تُحَلُّ المشاكل عندها يطل برأسه وفي يده دولارات لم يتعب بها ويفَرِّقها على المحتاجين. ما أردت بالفعل قوله أنني لا أستطيع نفي التفاهم المسبق بين أوباما وبوتين وربما روحاني، كي يبق بعيدا وتبقى لآميركا حصة ما تم الإتفاق عليها. لا أستبعد بل لا يمكن أن أستبعد الأمر لأن ذلك يعني أن أميركا إستقالت من العالم وقررت الإنزواء في زاوية يعلم الله أين هي

10/10/2015 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق