Powered By Blogger

الاثنين، 19 أكتوبر 2015

الأقتصاد العالمي تنعشه ساحات القتال


المخزي لأوباما والأميركيين والأخلاق والإنسانية قول أوباما "أن حق إسرائيل في الدفاع عن شعبها مقدّس" وقوله مهين لكل من يسمعه. الشعب الذي يعنيه "أولئك الذين هم عنوة في الضفة الفلسطينية من يهود العالم المستوردين المستوطنين المطلوب منهم حمل سلاحهم أينما ذهبوا في الضفة". لم يذكر أوباما ذلك ولم يأت على ذكر الدولتين اللتين يتشدَّق بذكرهما بمناسبة أو دون مناسبة. لم يذكر أن حق أهل البلاد الذين هم قانونا "تحت الوصاية الإسرائيلية" لهم حقوق وعلى من يرعى شؤونهم واجبات أقلها حمايتهم " من تعدّي رعاياها وعسكرها". أما كيري فهو سيزور "المنطقة" سعيا وراء تفاوض جديد بين ظالم ومظلوم يبدأ كالعادة "بتفاهم" يُفرض على المظلوم ولا ينفذه الظالم وبمعرفة ومباركة من فقد الذوق والحكمة والضمير

يؤسفنا أن نذكر أوباما سلبا أو إيجابا فهو وَصَفَ نفسه وعَرَّف مُراده ولم يبق سترا إلا وهَتَكه . للناس خارج أميركا صورة لأوباما،  ولمن هم في الداخل الأميركي أكثر من صورة،  هو ليس قريبا  للقلب وليس صادقا في أقواله ولا موقفا معروفا فرأيه مطاط ، يأخذ القرار ويعلنه ثم يتراجع عنه أو يتردد في تنفيذه فيموت الرأي ولا من يتذكره حتى من أخذ القرار ورحع عنه بعد تردد. كلامه بالأمس القريب عن أهل الضفة لا معنى له ، صفاقته ووقاحته فاقعة تجعل ممن يتأثَّر من قوله عدُوَّا وممن يسمعه مُحتقِرا وممن لا رأي أو مصلحة له لامبالاة بالقائل ولا بصفته. في كل حقبة من التاريخ يظهر رجل مثله "يخرط" ما بناه غيره ثم يموت وذكره لا يعيش إلا أياما

ونعود إلى أوروبا "المحشورة" بين واقع تدفُّق اللاجئين إليها واستمرار خلق موجات من اللاجئين تُجّدِّد التدفق، سببه حروب الدولتين الكبيرتين وأعوانهما من بلاد فارس ومستعمراتها والأعوان  في الساحات السورية الحاضنة لأميركا وروسيا وإيران والمعارضة السورية الأصلية. وهذا يدخل الرعب إلى أوروبا . فكل ساحة في سوريا، وقد زادت على عشرة ساحات في شرقها وجنوبها وغربها مصدر جديد للهاربين الهائمين على وجوههم، الحفاة العراة الجياع الأيامى واليتامى والمصابين الذين يتمنون الموت على ما يعانون ، أللهم إلا إذا توفرت لهم أساليب اللجوء إلى مكان أقل خطرا .  يتزايدون عددا بازدياد شعارات يطلقها أمثال أوباما وبوتين والوالي الفقيه ورجالهم وأعوانهم ومن إشتراه أحدهم، شعارات الخلاص من داعش، والأصدق أن لداعش دور ولإيران دور ولمعامل الأسلحة دور ولإقتصاد الدول أدوار كلها لا يهمها من عاش ومن مات ومن زهقت أرواحهم وهُدم ما بناه جدودهم. هذا كله تفصيل فالمهم إقتصاد ينمو بالحرب كما أسلفنا وبعد الحرب واقع معروف، سوق كبيرة  لبناء ما تهدم يخدم الهدف نفسه

 عبء اللاجئين على أوروبا كبير الآن ولا تعرف أوروبا أعداد من ينوي اللجوء،  يكفي أن نعرف أن تركيا التي تسعى للإنضمام إلى أوروبا ولاقت رفضا من عدد من دولها، تجد نفسها اليوم حجر الرحى في سماحها أو رفضها مرور اللاجئين عبر أراضيها.  اليوم ومقابل إبقاء اللاجئين في تركيا فإن أوروبا تُفضل إنضمام تركيا إليها  بدل تدفق  المهاجرين اليها من كل حدب وصوب وربما بالملايين ، كما تعرض منح العديد من الأتراك سمات سفر شنغن كحافز لإبقاء اللاجئين فيها. وكحافز إضافي وعلى ما أوردته وكالات الأنباء ،عرضت ألمانيا على تركيا ثلاثة مليارات دولار كمساعدة إضافية

أليس من عجائب الزمان أو من واقعه أن تدفق اللاجئين على أوروبا أن قد يخلق ظروفاً تُشَجِّع على نشوء تطرف مسيحي موازٍ للتطرف الإسلامي السني والشيعي يسعى لمنع تكاثر اللاجئين وأكثرهم من المسلمين مما يغير في ديمغرافيتها ومع مرور الوقت يوقظ التنافرا الجدي بين الديانتين؟  هل تتمكن أوروبا من منع الهجرة الكثيفة إليها، ربما ولكن الغرب هو الذي خلق الظروف التي أدت إلى النزوح ثم الهجرة؟

روسيا على عجلة من أمرها فهي فتحت عدة جبهات دفعة واحدة. هل هذاإستباق لوضع يمنع عليها تحقيق طموحاتها؟ وما القول في التدريبات لحلف شمال الأطلسي في البحر المتوسط والذي سيشارك فيه 140 طائرة و60 سفينة و36000 جندي لمدة خمسة أسابيع؟ هناك تساؤلات "عن سبل التعامل مع خطر روسي لم يعد يقتصرعلى الجناح الشرقي للحلف".؟

ربما تفيدنا الأيام القادمة ببعض ما يغيب عنا من خطط ما أنزل الله بها من حجة ولا برهان 

19/10/2015 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق