Powered By Blogger

السبت، 3 أكتوبر 2015

إنزلاق روسيا في سوريا وغياب أميركا عنها


أوباما يشن هجوما كلاميا عنيفا على الدور العسكري الروسي وروسيا تشُن من الحروب ما طاب لها واشتهته لأنه ينتهك من أميركا عنفوانها وكرامتها وسمعتها، وجدد إعلانه أن أميركا مستعدة للعمل مع روسيا وإيران للتفاهم على حل ما. وقال تحذيرا لإيران وروسيا "ينزلقان إلى مستنقع إذا حاولتا دعم الأسد". ونسي ربما أو لم يكن على علم أو لم يخبره أحد بأن "إنزلاق إيران وروسيا" بدا منذ بدء الثورة وبدء النزاع بين الأسد وشعب سوريا وأنه هو لم "ينزلق" ، ويدفع هو والعالم اليوم ثمنا باهظا لعدم "إنزلاقه" وتنفيذ ما توعد به مرات ومرات. إيران تعرفه وروسيا تعرفه وهما يستعجلان النص خوفا من ركوب قوي على سدة الرئاسة بعد عام وتصبح الأمور أكثر صعوبة

كتب توماس فريدمان في النيويورك تايمز "لقد دخل بوتين سوريا بحماقة كي يظهر لشعبه أن روسيا لا تزال قوة ، وهذاعظيم، لنتركهما هو والأسد معَلقَين على أعلى الشجرة يحاربان وحدهما الدولة الإسلامية ويصبحان العدو رقم واحد للعالم السني الإسلامي".؟

وفي الليبراسيون قال صموئيل شاراب، الباحث في مؤسسة للدراسات الإستراتيجية في واشنطن "من الصعب خوض عمليات عسكرية ضد داعش وإجراء مفاوضات للحل السياسي في الوقت عينه، وداعش تسيطر على مساحات واسعة من سوريا.  "لا يمكن بدء التفاوض إلا عندما يشعر الفريقان بالتعب ويقرران وقف المعارك".؟

ويطرح صحافي لبناني مرموق السؤال عما إذا كانت إستباحة الأجواء السورية من الروس تؤدي إلى تطور أفغنة الحرب بعد أن أعلنت المعارضة السورية المقاتلة وغير المقاتلة،  أنها تعتبر التدخل الروسي إحتلالا، مما يعني إمكان تزويدها بالسلاح المناسب كما حدث في أفغانستان مما قلب معطيات المعركة في ثمانينات القرن الماضي وأدَّى إلى خسارة روسيا لحربها هناك  وإنطلاقة "القاعدة" بزعامة أسامة بن لادن الذي دربته أميركا وموّلته وباشر طريقه إلى ما نراه اليوم في أعمال تسمى "إرهابية" ومنها داعش الآتية من رحم القاعدة والنصرة والمائة منظمة التي تعمل في أصقاع الأرض قاطبة

وأليس من الملفت أن يحصل بوتين على مباركة الكنيسة الأورثوذكسية في موسكو والتي إعتبرت في أن التدخل في سوريا " معركة مقدسة"، ورغم التصحيحات والتوضيحات  التي تلتها ، أدخلت هذه المباركة إلى الصورة المذهبية السنية_الشيعية  القائمة تعقيدا إضافيا أعطى للتدخل في المعركة صبغة "الغزو الصليبي".؟

 إلى أين يأخذنا كل هذا وكنا ولا زلنا نأخذ على المرجعيات الدينية الإسلامية تقصيرها وأحيانا تدخلها ، والآن لا نستطيع إلاَّ أن  نُدخل الكنيسة الأورثوذكسية في إنتقاد هذا العمل الرديء والمخزي الذي لا يجوز إلاَّ أن يُثار ويُستهجن ويُطلب سحب الكلام ممن قاله ، إذ أن لا محل عقلاني ولا أخلاقي يبرره. يكفينا ما نسمعه كل يوم على المنابر كافة

3/10/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق