Powered By Blogger

الاثنين، 12 أكتوبر 2015

لكل حَلٍ مشكلتين


تم تكليف الهمداني بقيادة العمليات العسكرية للحرس الثوري في سوريا، والتنسيق بين فيلق "فاطميون" الأفغاني ولواء "زينبيون" الباكستاني والمليشيات العراقية وحزب الله اللبناني ولكنه بحسب تقدير المرشد الأعلى فشل في مهمته وعُين بديلا عنه وَحُجمت مسؤولياته ثم قَصُر عمره واستُشهد رسميا.  قال الرئس السابق للحرس خلال التشييع " أن الراحل زار سوريا منذ عام 2011 وأسس قوات الدفاع فيها وشارك في 80 عملية ضد التنظيمات الإرهابية"، و"الزيارة" التي  تدوم أربعة أعوام لا بد وأن تكون  ثقيلة على من عانى منها وتناقض تأكيد روحاني بأن إيران لم تتدخل في سوريا؟.

للحرس الثوري فلسفة قتالية خاصة بها. "أمننا" تقول  "لا يقتصر على حدودنا فقط، بل هو مرتبط بالمنطقة بأكملها كي لا يصل إنعدام الأمن إلى طهران". وبلاد فارس  تمارس قناعاتها هذه في دائرة شعاعها القتالي نصف طوله يقارب  الألف ميل.

وفي سوريا أيضا وعنها مباحثات أوبامية بوتينية تتعلق بالتعاون في ساحاتها ولا ندري كيف ولكن يظهر أن التعاون لا يتعدى تقسيم الأجواء بحيث لا تتصادم الطائرات عفوا أو قصدا أثناء طيرانها وضربها للأراضي السورية. هذا في ظاهر الأمر،  أما في داخله وباطنه فلا توحي الأجواء بعِداء بين المتفاوضَين ولا تتعدى الأمور التكتيك اللازم لزرع كذبة جديدة بين الناس مفادها أن لا إتفاقات قامت بين الطرفين. ولكن هل من المعقول أن تبادر روسيا فتتحدى من وضع عليها القيود وعاقبها على إحتلالها للقرم إقتصاديا فتدهورت عملتها وعانت من مأزق مالي_ إقتصادي صعب، أن تقوم بهجومها في سوريا  وتعطي من عاقبها سببا إضافيا لزيادة العقوبات ؟ الواقع أنها لم تُعاقب بل أصبحت شريكا معترفا به لا ينقصه من الشراكة إلا بعض عمليات التجميل ومنها وضع جداول لطيران الشريكين فتقلع وتحط في الوقت المخصص لها.

إيران أيضا لها دور هناك وإن تراجع حجمه وأهميته بعد دخول قوة عالمية جديدة على الميدان وأصبحت مُزَّوِّدة للعديد وبعض العتاد بإشراف روسيا وتلبية لحاجاتها وهذا وضع جديد عليها لا شعبية له في الدخل الإيراني ولا السوري، وبهذا فإن 
وضعها غير مريح لها ولكن لا حول لها ولا قدرة على التغيير وما عليها إلا انتظار سنوح الفرص المفيدة لها عندما تلوح. 

المشكل أن الوقت لا يلعب في صالح إيران ولا روسيا ولا بشار إبن حافظ الأسد، وإنهاء الموضوع ليس قريب المنال وقد أصبح في عهدة كل يد تتناوشه الِدبّ الروسي والفلسفة الدينية التي تمارسها الدولة الإسلامية والقاعدة ومن يتبعها والنصرة ومن دار في فلكها والوالي الفقيه ومذهبيته ، والمنحسرة نشاطاته وإمكاناته والخاسر الأكبر في مغامرة اليمن ، وبشار  الرابض في حديقة يحرسها من لا يثق به ، وتركيا وأخصامها من الأكراد التي حربهما المدمرة  تدور فيها ، وأوباما الذي لا يزال خيالُه يظهر ويختفي فيها وحولها فهو موجود وغائب وبين الإثنين، ولا أحد من المذكورين له ذَرَّة ثقة في الآخر وقد تنقلب الموازين أو تتَثَبَّت أو تدوم ، كل هذه السيناريوهات حاضرة ناضرة تنتظر كما ننتظر، ونحن لم نسمع بعد عن جهة تعرف أكثر مما نعرف إذ أن الجهل بما ينتظر سوريا عَمَّ العالم وطغى على كل تفكير أو تحليل أو حتى قراءة الكف..

أما في فلسطين المثخنة في جراحها، فقد إنتفض يوم السبت وزير الخارجية الاميركي جون كيري واعرب للرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو عن "قلقه العميق" ازاء تصاعد اعمال العنف في القدس والضفة الغربية المحتلة". الفلسطينيون الذين إلتقيت قالوا إنهم لا يريدون إنشغال فكر كيري، إذ هو بهذا الإنشغال تخف قدرته على التفكير وقد يبكي على كتف نتنياهو حزنا على العنف الذي يطال مستوطنيه، وفي هذا بلاء جديد يصيبهم. هم يُصَلُّون أن يزيل هَمَّ تعرفهم على كيري وعلى رئيسه ويأتي بغيرهما لعل في التغيير رأفة بأعصابهم. وهم على كل حال في إنتفاضة حجارة جديدة يرميها نتنياهو بالرصاص الحي فتقتل من يقف في طريقها، وهي أداة لا تُفرق بين طفل وبين من رجله في قبره، والتصويب بيد حامل السلاح يرأسه في النهاية "شي" نتنياهو ضميره مُستَتِر يدعمه قادر قابع في بيت أبيض بلا ضمير.
     
إلى أين نسير؟ العلم ليس في يدنا والقادرون وقتهم لا يسمح لهم بالتفكير بما نعاني ليعثروا على حلٍّ ، وهم أصلا لا يهمهم أمرنا فنحن وبلادنا حقل تجارب لكل ما تفيدهم تجربته والوقت وطوله وما ينتج عنه من تدمير وقتل وتهجير لا يعنيهم والضمير غائب وهم مرتاحون.

12/10/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق