Powered By Blogger

الأحد، 4 أكتوبر 2015

معتدي يملأ فراغات

فراغان جذبا داعش وإيران وروسيا. الفراغ الأول يوم أصبحت مناطق سوريا الشرقية سائبة لعجز الدولة الكامل والعمى الذي أصابها بعد أن فقدت مبرر وجودها فجاءت داعش حرة إلى منطقة سائبة إستوطنتها وجعلت منها قاعدة ولا من يمنعها ولا من يحاربها فعبأت الفراغ.
أما الفراغ الذي تقود سياسته أميركا  وأوجدته بترددها  القاتل أعطى بوتين فرصة ملئه بهمروجة لم يكن أوباما يتوقعها، وعاد  أوباما إلى سياسته ومقولته عن التروي فرأى بأن الروس وحلفائهم المرحليين الحاليين من الشيعة سيتعبون في حربهم ولن يجدوا حلا إلا بالتفاوض. التفاوض مع من ولحساب من وأين هو منه وما دوره أم أنه إستقال من الشرق الأوسط مفوضا بوتين إدارته مع أنه إستبشع أسلوبه، إلى أن يأتي رئيس جديد يأخذ على عاتقه إزالة النفايات السياسية التي أنتجها خلال نوبته الرئاسية.

داعش أصبحت دولة كبيرة لها خليفة يميزها عن غيرها ومع أنها إستعدَت العالم وقامت الأحلاف الدولية لمحاربتها ولم تُوَفَّق فجاء حلف آخر بوتيني الطَلَّة وبدأ حربه ضد من لم هم داعشيون. والحلف الجديد بين بوتين وروحاني هدفه دعم بشار، الشاب الراقي الديمقراطي الذي لا تجوز خسارته لكثرة ما يهتم بالناس وحاجاتهم الماسّة وبالأخص لقماش الأكفان، وحبه القاتل لشعبه. دعموه بضرب المعارضين له ولم يُخفوا قصدهم بسبب حُسن نيتهم وصراحتهم وشفافية أهدافهم ولو أنها فاقعة لا تَخفى حتى على أوباما ، فهم لا يكذبون.

ما نقرأ عن موقف أوباما يُحَصِّن فهمنا بأنه قليل الخبرة متردد يخاف من أخذ أي قرار بأي موضوع له علاقة بالخارج. تخصصه محلي فهو إهتم بالعاصفة يواكيم التي قد تضرب،  ولو عن بعد،  بكارولاينا الجنوبية ، معلنا ذلك يوم أعلنت الروسيا الحرب على مشاريعه في كل الشرق الأوسط بدءًا بسوريا والدولة العلَوية وربما  غيرها في الخليج  بالوقت المناسب وبالتعاون مع الصديق الكبير روحاني الموظف الأول عند الوالي الفقيه. وشهية المذكورَين الفارسِيَّين مفتوحة من زمان على الخليج بدءًا بالبحرين يليها من يليها قبل أن يخسر بوتين وروحاني الصديق أوباما المنتظر إنتهاء نوبته الرئاسية تاركا للأصدقاء في الوقت الضائع حرية التصرف.

في أربعة أعوام أو يزيد رَحّل التردد من السوريين أكثر مما أبقى فيها. أربعة ملايين تملاء شوارع لبنان ومخيمات الأردن وتركيا ولا دولة من المشجعين على رعايتهم صرف فلسا يساعد اللاجيء أو المُضيف في حاجاتهم الماسة الناتجة عن اللجوء القسري. البعض بدأ رحلته إلى الخارج وقامت الدنيا ولم تقعد وأوروبا تخاف على ديمغرافيتها وأمنها فقبلت قسرا بمن وصل ومنعت من هو على الطريق سابحا أو ماشيا، وصل أو غرق أو مات على قارعة طريق ما،  طلبا لأمن يفتقده علَّ في لجوئه هذا حلا مقبولا له ولعائلته.

من سبَّب مآسي الشعوب ؟ معروف هو، إنسان واحد تردَّد وجَبُن واختار سياسة لم يستطع عاقل واحد فهمها أو تقديرها بل لم يبقَ من لم يَصِفه كما نصفه. رجل يريد أن  يذكره التاريخ أنه لم يدخل حربا ولم يضَحِّي بأميركي واحد خلال رئاسته، ولا صحة أبدا لما يحلم به ويرمي إليه. ملايين القتلى والمهجرين من بلاد دمَّرها ولا يزال يعمل بهذا الإتجاه. هو لم يأخذ موقفا جديا ضد داعش ولا إيران والآن في وجه التحدي الجديد الذي يديره دب روسي قاتِل سينهي ما باشر أوباما به منذ سنوات. لو كان للعدل قوة لا تُفَرِّق بين رئيس ومرؤوس، لوضع من نتحدث عنهم على الَرفّ إن لم يكن أمام محكمة قادرة على إصدار أحكام.

والظالم الجالس في أحضان العز اليوم قد لا يستمر مرتاحا إلى الأبد. هذا ما قاله الإمام علي :

لاتظلمنَّ إذا ماكنتَ مقتدراً
فالظلمُ مرتعُهُ يفضي إلى النّدمْ
تنامُ عينُك والمظلومُ منتبهٌ
يدعو عليكَ وعينُ اللهِ لم تنمْ


4/10/2015 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق