Powered By Blogger

الجمعة، 16 أكتوبر 2015

الكذب ملح الرجال


لكل صفة مداً تتحرك فيه وحَدًّا تقف عنده ولا تتعداه. للشجاعة والإقدام مدى إذا تعدته دخلت نطاق المغامرة والتهور. أما الكذب فمداه مفتوح على غاربه ولا حدود له ومن تلتصق هذه الصفة به لا يتمكن من تغيير نهجه ، ويرتاح لحريته في القول وكذبه ، والخبرة  في الكذب قاعها سحيق لا قعر ولا حدّ له.  ممارس الكذب يستهويه ويشرح صدره تصديق بسيطٍ أو متلهفٍ لخبر يفبركه هو ولا يتردد بدعمه كذبة بواحدة أكبر منها ويستمر عل هذا المنوال ما سمحت الظروف فحياته وسمعته مربوطة بصفته هذه. بعض الكذابين يُدهشون من يعرفهم بخبر أو قصة صحيحة والمستمع ، إذا إهتم بها ،  يبادر يستقصي صحة ما سمع لأن الصدق غائب عن صفات من أوردها ويبقى الكاذب يتمتع بصفته ما دام حيًّا

أكتب عن الموضوع لكثرة ما نتعجب من كذبة يوردها زعيم أو رئيس، بعضها فاقع لا يحتاج إلى تأكيد وبعضها الآخر لا يُخجل قائله ولا يفاجيء سامعه لإلتصاق صفة الكذب بالقائل. يؤكد ما ندَّعي  أن من رجالات العالم ولكثرة ما "يُصرحون" على الشاشات يقولون الأمر وعكسه ويكذبون، كان الكذب ملح الرجال واليوم أصبح زادهم وأسلوبهم والثقافة التي إختزنوا منذ أن طرقوا أبواب السياسة واستساغوا فسادها فمارسوه

أربعة لا يُضاهوا في هذا المضمار: المرشد الأعلى الوالي الفقيه يساعده رئيس جمهوريته روحاني وكلهم رجال دين يرتكبوا معصيتين متلازمتين : الخروج عن دين لا يقبل الكذب وخرق المواثيق المدنية وحقوق الإنسان بلا حياء ولا خجل ولا مراجعة ضمير ربما أراد الهروب فاستتر

ونتناهو الذي مارس القتل بداعي خدمة الدولة واستساغ القتل وهو يمارسه يوما بعد يوم بلَذَّة ويطلب المزيد ليشفي غُلَّه ويطرب على صوت الرصاص الذي يُمَزِّق صدور الشباب والأطفال وإن غاب هؤلاء فأي شيخ أو إمرأة تفي بالغرض مؤقتا. وهو يكذب لأنه وُلد بالعاهة ولأن ممارسة هوايته تقتضي الكذب. آخرها كذباته أن العرب يدخلون المسجد الأقصى مُخرِّبين إرهابيين رغم منع الشرطة لهم. الدخول إلى مسجد للصلاة إرهاب ومنع الشرطة للمصلي من تأدية واجب صلاته  أحد أصول فِقه نتنياهو ودولته. وإذا ما واجهه مدافع عن نفسه إعتبره إرهابيا وقتله وهدم بيت والديه

أما دوليا فلا مجال لا للمقارنة ولا المفاضلة فالكاذبان أخَوان في المهنة يقولان شيئا ويعملان عكسه، يحاربان الإرهاب ويدعمانه ، يهاجم واحدهما الآخر و"يتباحث" معه ، طائراتهما تقتل الناس بغض النظر عن من يُقتل ويتركان لبعضهما قتل من لا يناسبهما أن يعرف العالم أنهما يريدان قتله. دعم الأسد روسيًّا هو قتل لكل من يعارضه ويتقاسمان، بوتين يقتل معارضوا الأسد وأوباما يقول أنه يحارب داعش ولم نعد نعرف إن كانت داعش هدفا لأوباما وطائراته أم لا. الكذب عندهما من مستوى عالمي لا يقل عن التقية عند المرشد ولا أشك أنهما يزدادان علما ومعرفة بفنون الكذب والنفاق وما يتعلق به من قتل وتدمير، وكل فريق له أسلوب يريحه وينعشه ويعطيه راحة نفسية تملأ فراغ إحساساته والضمير المستتر

13/10/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق