Powered By Blogger

الجمعة، 23 أكتوبر 2015

هَلوَسات في السياسة


روسيا لم تدخل الحرب في سوريا خدمة للأسد ولا لإيران،  دخلت للمحافظة على قواعدها العسكرية البحرية والجوية المهمة جدا لها والوحيدة على المتوسط،،  وقد تغتنم فرصة وجودها لتحصينها بعد توسيعها وحمايتها من أي تهديد لها. هي لم تدخل إلى حرب عبثية طويلة في مستنقع لا تتحمله فقد إكتسبت من الخبرات في أفغانستان ما يناقض ما يُقال. مالها ومواردها ونوعية وقدرات أعدائها لا تسمح لها أن تطرق هذا الباب أو تسلك هذا الطريق. حربها لن تطول ولن تترك لحلفاء اليوم في سوريا ما يطمحون إليه ودفعوا من المال والعسكر الكثير لتحقيقه؛ تتركهم ليواجهوا شعوبهم والثمن الذي دفعوه من شبابهم ومالهم وكرامتهم.

حققت أحد أكبر أهدافها إذ أصبحت دولة عظمى بعد أن لفّها النسيان بعد إندحار الإمبراطورية السوفياتية والآن عادت وهدّدت واحتَلَّت ووضعت حتى أميركا في خانة الغائبين، وأوصلت أوباما وكيري ومن لف لفهما إلى خانة الضعفاء المترددين الخائفين. طبعا لا نعرف ولن ندعي أننا سنعرف ما سبب الخوف وأميركا لا تزال الدولة الأولى والعظمى لا يجاريها في قوة إقتصادها  وجيشها ومركزها دولة أو مجموعة دول. المهم أن يُصدق أوباما أنه رئيس دولة لم تماثلها  قوة وبأسا دولة في التاريخ.

وننتقل إلى الهستيريا التي إفتتح نتنياهو حفلها وأعطى إشارة البدء في مجالاتها . في إفتتاحية هآرتس "كلام بنيامين نتنياهو عن مفتي القدس خطِيئة لا يتوقع صدورها عن إبن مؤرخ مهِم، والحقيقة أنه منذ الثلاثينات سعى النازيون إلى طرد اليهود من النمسا وألمانيا ويومها لم تكن هناك إتصالات بين المفتي والنخبة النازية".  هذه الهستيريا التي أصابت نتنياهو لا بد وأن لها سبب وتحتاج إلى تحليل. فالهستيريا، كما تنبيء المراجع المتخصصة،  مرض من سماته استدرار العطف  ولفت الأنظار والمبالغة والتهويل و الاستغراق في الخيال ، وسلوك هو أقرب إلى التمثيل من الواقع.  من أهم مسبباته : الإحباط المستمر ، والشعور بخيبة الأمل ، وعدم تحقيق الأهداف. هل يُعقل أن يكون نتنياهو محبطا مصابا بمرض  يغطيه بالكلام الفارغ الذي يستند فقط إلى رغبة تأصلت فيه من الكذب والشتم وما بينهما. نتنياهو يكذب كما يتنفس، إن خسر خلية من الخليتين توفي أو نفق أو دخل سباتا عميقا كسبات سلفه آرائيل شارون.

وإذا ما أردنا أن نُرَوِّح عن أنفسنا فبشار الأسد حاضر ناضر لكل نكتة تُحاك حوله. هو شخص غريب الطباع مهووس بحاله مؤمن بأنه منتصر في حرب خسرها من يوم بدأت ، واستعان بالفرس وأعوانهم وحاولوا مساعدته ليس لحمايته بل لمصالح لهم يسهل تحقيقها أو الوصول إليها إذا ما حكموا سوريا، وفشلوا في سعيهم وقبل أن "يفلت الملّق" ويهزم بشار وإيران لجأ
إلى روسيا وأسعفته ونحن هنا الآن وروسيا تسيطر على غرب سوريا والفرس وبشار حائرون.

23/10/2015 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق