Powered By Blogger

الجمعة، 16 أكتوبر 2015

الأحلاف وإلام تهدف


بعد أن صارحنا من يقرأ لنا بأن الكذب ملح الرجال وأوردنا الأسس التي إليها رتكازنا لتسمية البعض منه نجد أن الكلام في أخلاقية الكذبة يُدخلنا في شِعاب فلسفات لا نفقهها ولا هي تُدَرَّس في المدارس ولا الجامعات إلا لمن تخصص في فنونها وأتقن تعليمها واختار من تثبت كفاءته ليعلَّمه وأجازه في إختصاص آليات مستحدثة وفلسفته القديمة مُجَدَّدة. نقول أن لا مصلحة للناس في طَرقها والدخول في زواريبها والكواليس فتضيع في لغة لا يفهمها إلا من مارسها وكانت له اليد الطولى في تحديث تقنياتها. ما نعلم وما يؤكد الممارسون لنا قدراتهم فيها وبلاغتهم في صوغ كلماتها  يوما بعد يوم وربما ساعة بعد ساعة ولا يستحون. نعرفهم من قلة حيائهم وليس من أقوالهم؛ أقوالهم تعكر المزاج وتثير  في النفس السخرية وتدفع بالناس إلى إحباط لا يريدونه ولا نحن من مُحَبِّذيه

إنهم أشرار. ربما بلادهم إستفادت منهم بأمور محلية ونحن نحصر التقييم بمخرجاتهم الشرق أوسطية وما جرى من تخريب يزداد يوما بعد يوم بتدَخُّلٍ جديد من هنا أو هناك، بدأ في العراق بقرار أميركي من أتعس ما شهد التاريخ فدمَّر البلد وأرسى من النزاعات الطائفية والإثنية ما فتح الطريق أمام كل محبط وكل من سنحت له فرصة واستغلها ووجدت داعش في أصولها وسلفيتها قبولاً من شرائح مذهبية واسعة وممن تَضَرَّر مما جرى في العراق وسوريا كالبعثيين الذين عانوا من محاولات إجتثاثهم وغيرهم، فإذا بالدولة الإسلامية تقوم وتحتل نصف سوريا ونصف العراق في أشهر قليلة وإذا بالأحلاف تُنشأ لمحاربتها ولا تُوَفَّق فيدخل غيرها إلى الساحة بأحلاف لا تتفق والأحلاف القائمة ويصبح النزاع دوليا وإقليميا ومحلياً وتدخل المعارك أسلحة أكثر تدميرا؛ لا يهم مَن مِن الأحلاف يربح لأن اهل العراق وسوريا يدفعان الثمن وضررٌ كبير يدفعه الجيران

في مؤتمر صحافي في بوسطن الثلاثاء، دان كيري بشدة الهجومين "الارهابيين" اللذين نفذهما فلسطينيان في القدس، ودعا السلطات الاسرائيلية والفلسطينية الى "وضع حد للعنف".   وبدا كيري اوكانه يحمل الطرفين مسؤولية موجة العنف الحالية. وقال بوضوح "انه يريد ان يتخذ الطرفان اجراءات ملموسة (..) لخفض التوتر واعادة الهدوء ومحاولة التقدم باتجاه حل الدولتين".  هل يعي كيري بأنه يمثل الطرف الوحيد القادر على وضع حدِّ للإرهاب اليهودي، ودولته هي التي تدعمه قولا وفعلا وتمنع أي قرار بالفيتو ضد أي عمل "إرهابي" تقوم إسرائيل به أو يقوم به مستوطنوها وكأنها توافق علنا جهارا نهارا  بأن لا حل لهذه القضية إلا بما ترضى إسرائيل به وهي لا ترضى إلا بضم الضفة إليها خالية من أهلها. هل أوباما راضٍ بما يجري وما هو مطلوب وكان تعهد من سنوات بحل القضية على أسس مغايرة لما يقوم به الآن وتفاصيلها معروفة من الجميع وفي خطاباته المختلفة؟

لن نبحث فيما يجري في سوريا والعراق واليمن وليبيا لأن ما تريده الأحلاف من كل قضية لا يمكن قبوله من أهلها والصراع سيستمر

16/10/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق