Powered By Blogger

السبت، 5 سبتمبر 2015

بماذا يتلهى ولاة العالم


بماذا يتلهى ولاة العالم


نحن عامة الناس والمثقفون منهم نعيش تعتيما كليا كاملا لما يُقرر بشأننا فنسمع باجتماعات قمة يصدر عنها بيان أوأكثر لا ندري من قراءة ما يصدر أكُنا قد ذُكرنا فيه أم غاب أمرنا عن المجتمعين. هذا وبعد سنوات من الضياع الكامل أيضا وبدء فقدان كل أمل لفهم ما يُخَطّط لنا لإنهائنا شعبا وتراثا وتاريخا وقِيما وازدياد أعداد المُشرّدين الهائمين المهاجرين مشيا على  الأقدام إلى حيث تحملهم الأقدام، نسأل أنفسنا لأن ليس هناك من نسأله لآنه غارق في سبات نوم عميق على جنب مريح وبغياب ضمير ربما لم يكن موجودا يوم ولد

تفاجأت أوروبا بوصول من لم يُتوقّع وصوله بعد ما جرى ولسنوات في بلاد قريبة جغرافيا وبإدارة من يرعاهم أكان يسكن واشنطن أو موسكو. حتى أن بوتين وبوقاحة العارف بما يجري وأكثر فهو قائد فيها أعلن أن سبب الهجرة التي فاجأتهم هي الدولة الإسلامية داعش وليس بشار بن حافظ الأسد النظيف الشريف، ربيبهم وأداتهم والقاتل باسمهم ، فهو بريء "من دم هذا الصديق". ويلفتنا أن بوتين العارف المشارك في تخطيط الأذى اللاحق بالبلد الذي أنتج الهجرة ، يُفَرِّق بين داعش والأسد وهما فعلا وجهان لعملة واحدة، لا يتحاربان ولا يتنازعان فكلاهما يحاربان بقايا أهل الثورة وبالتالي يحاولان منع سقوط اللعبة التي بيدهما ، نظام الأسد

يفاجؤنا أن يُفاجأ أهل أوروبا والحكومات بهروب المهاجرين من تجمعاتهم الأصلية حيث العيش أصعب من أن يُصَوّر إلى آفاق تؤملهم بعيش كريم وبأمن لم يعتادوه طوال حياتهم ، وُلدوا مقيدين سياسيا وفكريا ومذهبيا وأتتهم الحروب كي تهدم حتى هذا القدر الصغير من الكرامة الإنسانية وهجرتهم إلى حيث "ما لا يُسمن ولا يغني من جوع" فتَهَجَّروا مرة أخرى واتجهوا إلى أقرب ما يؤملهم في عيش مقبول، وكانت أوروبا الموئل الأقرب والمفاجأة  التي هزَّت بعض كياناتها. ألم يعلم القوم أن بلاد مصدر الهجرة ليست معزولة عن العالم؟ هل فتحوا خارطة تعلمهم بمدى قرب الأزمة منهم؟ الحق عليهم وعلى من إفتعل المشكلة

بعض المهزوز من كياناتهم في أوروبا الشرقية والتي مرَّت في أوضاع تقارب الأوضاع التي أنتجت المفاجأة تعلن تحفظها الكلي عن إستقبال المهجرين ، تحفظ جذوره دينية طائفية يعلنون بصراحة كلية أنهم لا يريدون "أسلمة بلادهم"، وهم لم ينسوا بلواهم وهذا درس لما يجري في شرقنا، أي أن الصراع المذهبي حتى لو توقف سياسيا مفاعيله طويلة تدوم إلى أن تتغير الرؤى على مدى طويل وتَخِفُّ رويدا رويدا إلى أن تذوب إذا لم يحدث ما يذكِّر الناس بما يحاولوا نسيانه

وندخل إلى قمة الملك سلمان وأوباما ونقرأ ولا نفهم علام إتفقا وأين الناس في إتفاقهم؟ نقرأ أن أوباما وعد بأسلحة دفاعية فعّالة وانه يقول لنا أن ما إشترته السعودية أقل من دفاعية، وفي حديث لأوباما من خارج اللقاء أنه حدد نوعية السلاح بحيث لا تتمكن السعودية من ضرب إسرائيل والتي أعطاها ما لم يعطها رئيس قبله، أي أن على السعودية أن تكتفي بالدفاع ويُمنع عليها تقنيا الهجوم "إلا بمقدار".؟

 ولم نفهم، وهذا ما يهمنا كما كل الناس، هل هناك حلٌ لحرب سوريا وهل للعراق نصيب فيه؟  الظاهر أن الكلام له تتمة وإن جرت مسايرة الملك سلمان بإعلان أوباما أن "مستقبل سوريا لا مكان فيه للأسد" وهذا لا يُطمئن، فأيام المستقبل، أسابيعه والشهور وربما السنوات ستأخذ منا الكثير وداعش ليست المشكلة، وهم يعلمون ونحن نعلم أن لداعش دور تقوم به ومتى إنتفت الحاجة لهذا الدور تنتفي الدولة الإسلامية كمنظمة ورربما تترك نتاتيفها عل أرض سوريا وهذا لا يهم من إستولدها. داعش قضية مرحلية ويظهر أن دورها لم ينته بعد. لا تزال ضرورية لإعطاء إيران العذر في التدخل العسكري والسياسي وروسيا للتأكد من دورها المستقبلي في سوريا وأميركا التي لم نتمكن من وضع الإصبع على المصلحة التي تلزمها بدور كالدور المتردد المترهّل الذي نلاحظه

كيفما دُرنا وفكرنا ومحّصنا ورجعنا إلى الكتب والمصادر نجد أننا ندور في دوامة فنصل إلى نقطة الإنطلاق لنجد أن شيئا لم يتغير. الولاة الثلاثة في الفقه والسياسة والتدبير يلعبون معا وبإتفاق فيما بينهم على إعادة ترتيب أوضاعهم والبيوت، وبأي ثمن يدفعه الغير مالا وهدما وقتلا وتهجيرا وبدون حساب ولو أنهم حتى الذبح يجدون فيه ما يعطيهم مادة كلام لا يعنيهم بشيء ما دام "الحمار ماشي". الوالي الفقيه آية الله علي الخامنئي أولهم وربما هو قائدهم فالتقية أصبحت فن في السياسة وهو المعلم فيها، وباراك حسين أوباما وهو نال ما إبتغى واستلم الشهادة من الوالي الفقيه وبوتين بطل الكاراتيه من مدرسة "كيو كوشن كان" لفنون القتال من الدرجة الثامنة (8) دان والساعي لضمان موقعه العسكري في اللاذقية وتسلله إلى أسواق السلاح في المنطقة على حساب أميركا التي بدأت تفقد بعضه والثلاثة راضون بحصصهم ويوصمون بعضهم بما لا أتلفظ به من كلمات والتي لن أوضح كتابة

5/9/2015




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق