Powered By Blogger

الاثنين، 31 أغسطس 2015

الأثر الذي تجاوز المنطقة


الأثر الذي تجاوز المنطقة


بدأت إدارة البيت الأبيض تفهم ما يدور في العالم الذي عانى ولا يزال من أعمال وأفعال من سكن فيه والذي أصبح ذكره يخيف البعض لتماثله والبيوت المسكونة وموبوءأ بكلمات ترمى على عواهنها من غير فكر ولا رويّة، تثير غضب المعنيين والدافعين أثمان سياسة مريضة لم نشهد مثلها في تاريخ تلك البلاد وأعطاها أسباب الحياة الرضية. ناسها في واد ورئسيها في واد. قرأنا اليوم على لسانه"رأى الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست أن الأزمات في الشرق الأوسط خلَّفت أثرا تجاوز المنطقة". مدهشة هذه الرؤيا التي رآها الكل إلاّ من إكتشفها من يوم أو يومين وربما قرأ في الصحف أخبار من يلجأ إلى أوروبا من أهل البلاد التي رعاها، بعضهم يغرق في بحارنا وآخرون يموتون بعد الوصول إلى هدف لجوئهم إختناقا في حاويات،  وآخرون وصلوا،  بعضهم ساعدتهم ظروف فبقوا حيث وصلوا وآخرون محجوزون ليقرر في شأنهم

اللاجئون يأتون في أكثريتهم من سوريا وليبيا والعراق. وسوريا قصتها يعرفها البيت الأبيض بحذافيرها منذ قيامة ثورتها وتدخّلت في كل مرحلة من مراحلها وكانت لها مواقف من نظام الأسد فسمحت للمنظمات الجهادية الإرهابية أن تحتل وتحُلّ محل الشعب في مدنه وقراه ومنازله وتطردهم منها إلى لا مكان. أصبحوا من اللاجئين  الذين يرحل بعضهم إلى حيث قال الناطق  " خلَّفت أثرا تجاوز المنطقة" متى وعندما تتوفر لهم الظروف المادية

هذا "الأثر الذي تجاوز المنطقة" يختزن أكثر من ثلثي شعبها أي أكثر من 13 مليون إنسان، كلهم يطمحون إلى العيش الكريم أينما تيَسَّر وعلى من تفوّه بكلمات "جواهر" أن يبدأ بالعَدّ ويعلن بالفم الملآن أن الوضع "تجاوز" الحدود ويًتَصَرَّف بقليل من ضمير فقدَه وبالأخص بأنه سيكون له دور في دفع الثمن اليوم أو غداً وقد تكون جريمته التي تلتصق باسمه، جرائم ترتكب في بلاده وهو أهم أسباب وصولها إليها

والعراق يختزن ملايين، البعض بدأ هجرته  وآخرون ينتظرون وهم كلهم دفعوا ثمن السياسة الأميركية التي بدأت ببوش واستمرت حتى اليوم ولم تتغير السياسة بتغير إداراتها . بوش أنهى الوجود المؤسساتي في البلاد فحَلَّ الجيش والإدارة المدنية وسَلَّم عدو العراق الأساسي إيران إدارة البلاد والتحكم في أمورها ومالها وسياساتها وفرض من شاءت ليدير البلاد موظفا لها فيها. أفلس أغنى بلد عربي وتقَسَّم البلد مذهبيا بموافقة معلنة من القوى الدولية الفعالة، أميركا وروسيا وإيران. واللاجؤن كثر ، وكما في سوريا حلت داعش محل الناس ودفع العراقي الثمن وهو يهاجر إن تمكَّن ويزيد في الطين بلّة، وهو كالسوري في نفسه أحقاد لا تُشفى وسيكون لها وقع " يتجاوز المنطقة" وعلى سنين ، الثأر سيكون عنوانها والموت ليس جديدا على أي منها ققد دفعوا ثمن ذلك دم أبنائهم وبناتهم والعائلات  وسنوات العيش المُذِلّ. الثأر لن يُحصر في المنطقة التي عانوا الأمرين فيها بل يتعدَّاها إلى حيث يستطيعون دون تمييز ولا رحمة

ليبيا تختلف قليلا ولكنها تستضيف الدولة الإسلامية التي تحتل مهمة أجزاء من البلاد وفيها متطرفون وحادقون كما في غيرها من بلاد المنطقة ويجوز الإستنتاج أن أهلها ومن تستضيف لن يعترضوا على من يختزن الحقد والداعي والعامل لأخذ الثأر في بلادٍ ساهمت في ما عانى شعبها منه

الأخبار اللافتة أن المنظات الجهادية، سنية كانت أو شيعية،  لا تتقاتل فيما بينها ولا تتدخل في البلاد التي ترعاها وكأن الإتفاق قائم ومتين ولا يُمَسّ. الدولة الإسلامية لا تتدخل في الشؤون الإيرانية رغم تواجد بيئة حاضنة لها وفي سوريا لا تناحر بين حزب الله ونظام الأسد ولا ساحات حرب بينهما. وقد يعني ذلك أن رعاة الدول الراسمين لسياساتتها وسياسات المجاهدين يملكون خططاً مخفية لم نطلع على فحواها

"الخوف أن يكون " لو تدرين...المخفي أعظم

30/8/2015







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق