Powered By Blogger

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015

"الحرم الشريف-جبل الهيكل"


صرح الناطق باسم وزارة الخارجية جون كيربي أن "الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ من زيادة العنف والتوتر المتصاعد في منطقة الحرم الشريف-جبل الهيكل وتدين بكل قوة جميع أشكال العنف.” من المهم جدا أن يتحلى جميع الأطراف بضبط النفس ويتجنبوا الأعمال والأقوال الإستفزازيية، ويحافظوا على الوضع التاريخي القائم للحرم الشريف-جبل الهيكل". والهيكل المقصود هو هيكل سليمان

الهيكل، على ما ورد وفقا للتوراة، بناه الملك سليمان في موقع أو بجوار موقع الحرم القدسي الشريف وذلك في القرن العاشر قبل الميلاد. ومع أن الدخول إلى الحرم محظور على اليهود لقدسيته إذ أن طقوس الطهارة المفروضة عليهم تقتضي  الدخول إلي الهيكل قبل الدخول إلى الحرم، هناك من الحاخامين من يرى خلاف ذلك فيسمح بزيارة المسجد الأقصى  والصلاة فيه

أما أميركا فقد قررت خلاف ذلك وطلبت من المسلمين واليهود "تطويل البال" والمحافظة على الهدوء وأن يتجنبوا الأعمال الإستفزازية ويحافظوا على "الوضع التاريخي القائم". وهذا الوضع الذي هو ربما من بنات أفكار الفارس المقدام أوباما الذي تسمح له أصوله الكينية أن يُفتي بتساوي الحقوق بين أهل الهيكل والعرب المسلمين أهل الحرم الشريف. لم يَكُفَّ عن مساعدة إسرائيل وغض الطرف عن ما تقوم به من "إستفزازات" وسرقة أراضٍ عربية خاصة لبناء مستوطنات حتى يقترب من تجزئة الحرم الشريف زمنيا أولا بتقسيم أيام الأسبوع بين المسلمين واليهود فيتناوبون الصلاة فيه وفقا لأيام تحدد لاحقا، وفعليا بعد زمن لن يطول فيقَسِّموه كما سبق وقسَّموا فلسطين فتكون للمسلمين فيه دخول بموجب "فيزا" تمنحها لهم حاملة الختم إسرائيل

مسكين اللورد بلفور الذي لم تخطر له أفكار كهذه يوم وَعَد ، وربما وهو في قبره يتلوى حزنا على النقص الحاصل في ما وعد به، لكن أوباما سيصحح الخطأ وبِفعله هذا سيقيم الدنيا ولا يقعدها ويشعل حربا دينية أين منها مخرجات الربيع العربي أو حرب الثلاثين سنة في أوروبا الغارقة اليوم في إستقبال مئات ألوف السوريين، وأكثرهم من المسلمين،  الهاربين بسبب مواقفه والتردد الذي لم يسبق أوباما إليه أحد

الظن بأن وراء ما يجري ويُفتى ويُقرر عقل وفكر ثاقب خطأٌ كبير وكما قلنا فإن مثل هذا الموقف الذي بدأ يطل برأسه من واشنطن ويستذكر عشرين قرنا من تاريخ اليهود ليصل إلى المسجد الأقصى الذي إغتصب موقع الهيكل وأقام عليه ما أقام

وللمسجد الأقصى في الإسلام مقام كبير إذ ورد ذكره في سورة الإسراء :"سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير". والمسجد في الدين "خط أحمر" لا يُسمح بتجاوزه، ولا بغض النظر عنه ، لا للمسلمين ولا لغيرهم

إن مجرد التفكير بأسلوب شفاف واضح لا لبس فيه ولا إبهام  كما أخرجه الناطق باسم وزارة الخارجية جون كيربي، سيؤدي إلى تكاتف أحلاف تشمل القاصي والداني ولا يقف عند العرب المقصرين الضائعين المشرذمين بل سيشمل الإسلام الفارسي والباكستاني والأفغاني وإسلام دول جنوب شرق آسيا وبلدان جوار روسيا دون أن ننسى إسلام أوروبا وأميركا وباقي العالم وبالأخص الملتجئين من الإسلام المتطرف والأنظمة الغاصبة والذين لا شك عندي بانه سيكون لهم موقف. وطبعا لا أستثني داعش والنصرة والمخلوع والحوثي ومن لف لفهم ومن يجد في هذه الحرب الدينية سببا في إقامة متجره المستند إلى الفرص التي تؤمنها هذه النزاعات ولا أستثني دول العالم المتحضر التي تبيع السلاح لكل من يدفع ثمنه

15/9/2015 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق