Powered By Blogger

الاثنين، 21 سبتمبر 2015

ديبلوماسية دون أفُق


في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" الذي تبثه محطة "سي بي اس" الاحد، اعتبر الرئيس الايراني حسن روحاني ان شعار "الموت لاميركا"  الذي يردده المصلون الايرانيون باستمرار خلال صلاة الجمعة ما هو الا ردّة فعل سياسية على سياسة الولايات المتحدة ضد ايران"؟

كلام ، جزءٌ من ثقافة البازار، يلفظها روحاني دفاعا عن ما لا يمكن الدفاع عنه، فالصلاة في حكم الأئمة ليست حرَّة إذ أن ما يقال ويُهتف به يُجاز سلفا من وكيل الولي الفقيه ليتماهى وأحكامه ويتجانس ويتَلاءَمَ ويتَوَافَقَ ورغباته. فالهتاف يُقَرر ويُعلن لمن يؤمُّ الصلاة وللمُصَلّين معا فيلتزم الكل به ويهتفوا كما يراد لهم أن يهتفوا. أليس من الغريب أن يهتف الجمع من المصلين هتافا واحدا موحداً  في وقت واحد وصوت واحد دون توجيه من أحد ، أم أن الله عز وجل يوحي به من خلال والٍ ما فيلتزم به أهل الأرض فيهتفوا أو يصفقوا كما يُراد لهم؟ السياسة والدين ملتصقان في فقهِ إيران ولا يمنع عنّ أعيننا  النوم. هو يعلمنا أن الثقة بين الطرفين مفقودة هّذا إن وُجدت أصلا و"القاضي راضي والشهود عميان".؟

رب ضارّة نافعة. كلما إختلف طرفان في مثلث الرعب زائدا واحدا والذي يلعب في مصيرنا ، كلما إقترب الفرج وانحلّت عقدة
من عُقد حياتنا واليوم بين إيران وأميركا،  واليوم أيضا بين الروسيا وأميركا بهجوم الروس على اللاذقية وتهديدهم بالويل والثبور لمن لا يعجبه العجب. وقريبا لنتنياهو جولة مع أوباما في واشنطن والقدس أحدى زوايا الحديث بينهما ، والمسجد الأقصى لن يكون غائبا عن الحديث. مواضيع الخلاف حسَّاسة ولكنها لن تكون مميتة ، وفي أحسن أحوالها تمنحنا حق التطلع إلى مستقبل أفضل غاب عنا لسنوات أيام كانت اللُحمة بين أطراف مثلث الرعب أشد وأقوى ، قبل أن يأتي يوم الحساب والمحاصصة والخلافات التي تنتجها قِسمة البلدان وما تختزن من ثروات تسيل أللعاب، والثروات ضخمة والحصص كبيرة ما دام العرب هائمون والحكام قاعدون على أرائكهم لا يتحركون

لكن الأمور لا تجري كما نشتهي فقد سمعنا اليوم وزير خارجية أميركا جون كيري يقول أنه" باستطاعة روسيا وإيران إقناع الأسد بالجلوس إلى طاولة الحوار لإيجاد مخرج سياسي للأزمة وأن الأسد يجب أن يرحل ولكن ليس في الحال". يقولها على ما يوحي كلامه، بنفسية وثقافة البازار، وعلى الأقل ما علق في ذهنه منها دون أن يدري وقد يستفيد من أسلوب لم يعهده ولم يعرفه من قبل

 هكذا يقول وينفي ويؤكد ويقرر ويرجع عن قراره ويغير رأيه تماما كمعلمه الذي تفوق على الجميع بالتردد وقول الشيء وعكسه مما يرجعنا إلى التساؤل عما يجري في الواقع وهل أميركا ضعُفت أو أن ما يجري مخطط له. ما نرى ربما كان غير ما يراه غيرنا وقد تكون للذبذبة أصولا تُبنى عليها الأَحكام  وركائز لم نقرأ عنها وقواعد لم نتبيَّنها وقد تكون سرًّا يحفظه من لا حيلة له ولا خلق ولا ضمير ولا دين ولا قواعد سلوك مقبولة. أهذه من رزايا زمنِنا المليء بالشواذ الذي يخالف القاعدة والقياس معا؟

19/9/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق