Powered By Blogger

الجمعة، 18 سبتمبر 2015

الهجرة ومساراتها


يسود البلاد والعباد ما يسود من إحباط وخيبة وإستسلام يخالطها يأس وقنوط وإحساس بالفشل لا مَرَدَّ له ولا مهرب منه  يودي بالبشر إلى إكتئاب وأسى وحزن يهربون منه كله بالرحيل. الرحيل الكامل من أوطانهم التي إغتالتها طبقات حكمتها منذ أن إقتسمت البلاد وخيراتها جماعة سايكس-بيكو وأَمَّرت من أمّرت واختارت من وجدت فيه القدرة على التعامل معها لمصلحتها وامتصت كل ما لدى ألأقسام التي إبتدعتها من خيرات وأعملت بين حكامها سبل الفراق والنزاع ونجحت في كلِّ ما قامت به، وكان من أكبر نجاحاتها ما تمرُّ به البلاد من شرقها إلى غربها ، من العراق إلى المغرب مرورا بليبيا ومصر وتونس  ومن شمالها إلى جنوبها بلاد الشام وفلسطين ولبنان واليمن الذي كان في يوم من الأيام سعيدا فأحَلُّوا محل السعادة تعاسة وشقاء

وكانت ردَّة الفعل الأخيرة من هجرة البشر اللاجئين في العراء في بلادهم وعند الجيران ، إلى بلاد قد يكون لهم فيها رجاء وأمل . هم من كل أصقاع هذا العالم التعيس، سوريا والعراق وبعض الفلسطنيين والصومال وأفغانستان، فإذا إستطابوا الحياة حيث حَلُّوا  وجدوا السلوى في أتراب لهم يلحقوا بهم ليعيشوا عيشتهم ويتركوا البلاد كمن سبقهم، إلى من هم في خيبة أكبر . ويحضرنا قول الشاعر؟

اذا كان الغراب دليل قوم ..... فليس على القوم الا الرحيل

والغراب دليل أتانا يوم إندحرت الدولة العثمانية وأتى سايكس وزميله بيكو ولا يزالان يقعدان حيث قعدا في ذلك الزمان غرابا أسودا بشعا يعمل بكفاءة عالية ودم بارد وضمير مات في تلك الأيام ، منذ بدأ

أسماء الغراب ثلاثة لم تتغير إلا بانضمام غراب البين الأسود، لبسه أسود وعقله أسود، وإلا أن الخلف يحكم اليوم بعد السلف الغائب. غيروا مسمياتهم:  نتانياهو وأوباما وبوتين والجديد المعمم بالسواد كسرى بلاد فارس الوالي الفقيه علي خامنئي والذي أُعطي الكثير من المال  مقابل النووي والقليل من الضمير فأدخل المذهبية في السوق ليبيع ويشتري ويساعد بسلاح لا يملك شركاءه مثيلا له

سرحوا ومرحوا وقصفوا ودعموا وأجازوا لأنفسهم ما لا يجاز وقتلوا وأباحوا دخول الحرم القدسي دون حتى كلمة فيها القليل من الأدب، ورغم هذا وذاك فهم الآن في حيرة من أمرهم. لاجئين يأتوهم بالآلاف إلى أوروبا يوميا والروسيا لثقتها المتواضعة جدا في شركائها تبني مواقع لها على ساحل المتوسط وستقذف من هو من أعداء الشريف النظيف بشار الأسد بأسلحة يصفونها بالنوعية، فتقل أكثر بوقت أقصر و يخلقون  موجة جديدة من المهاجرين إلى أوروبا، ناسين أن في روسيا اليوم مسلمين روس يزيدون عن عشرين مليونا قد لا يعجبهم الحال وقد يتمردون. وأمس بدأ الأسد باستعمال ما سلحته به وما يقتل بأعلى كفاءة

المنطقة هذه هي التي تتركز عندها وفيها القوة والتأثير السلبي ،ومنها تكون انطلاقتها وتوسعها. هي البؤرة،  هي صندوق باندورة ، الذي حرر كل شرور البشرية إلى الدنيا (الميثولوجيا الإغريقية)، وقد تم فتحه ومنه وحولهابدأت مشاكل لم تكن متوقعة أو كانت كذلك ولكن قِصر نظر البعض أخفاها لغرض في نفسه. هل هذا ممكن أم أن السيناريو الصحيح أنها جزء من مخطط مدروس وتنفيذه أخذ وقتا طويلا ليمر دون أن يلاحظ الناس أنه قد رُسم والفاجعة أخذت طريقها بذكاء ومعرفة تامة بنتائجها

لا يمكن لعاقل إفتراض حسن النية عندهم ولا يجوز منحهم أي حق لم يمنحوه هم للشعوب التي يعملون بِجَدٍّ على تشريدها، وأوروبا التي فتحت ذراعيها لهم تعود لتغلق أبواب الهجرة بِسّنِّ القوانين المانعة لدخول بلادهم إلا بشروط تزيد من قلقهم ومعاناتهم. ونخشىى أن يكون الآتي أعظم

18/9/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق