Powered By Blogger

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

الشراكات بين القادرين


التاريخ يعيد نفسه بثقة أكبر وخبرة تراكمت على مدى سنين وأجيال، يأخذون منها ما يناسبهم دون حاجة عندهم لمراجعة ضمير؛ الضمير غائب أو يُغَيِّبوه وإن أرادوا مراجعته فإنهم لن يجدوه. المصالح التي يميزون ويقتنصون كلها مادية ويغلفونها بكلام عن مبادئ عفى عليها الزمن خلاصتها أن ما يفعلون مُبَرَّر إن لم يكن من الضرورة بمكان ومتابعته لا مجال لمناقشته أو لتركه لأن ذلك مُضُرّ لمن هم  هدفهم وساحات إبتزازهم.

مَثَل الروسيا التي قررت وأعلنت أن دعمها الفاضح للأسد قبل أن ينفُق ، هو دعم لسوريا الدولة ضد كل من يرى الأمر من منظار آخر. الذين هم ضد الأسد المُتعب هم فقط الشعب السوري. أما داعش وأخواتها وبلاد فارس وفيالقها وأحزابها  والعمَائم المساندة لها  فلها أجِندتها والطموحات الإلهية، كما يصفونها. فللأسد داعمان رسميان ، ونستثني أميركا، لأننا نعترف بأننا فقدنا القدرة على فهم كلام ممثليها، ونظن أنهم "يحكون" دون تفكير والأرجح أن عدوى التشتت الفكري أتى من علاقاتهم الفكرية مع بعض عربهم

ولا نزال في سوريا. لم ننتقل إلى العراق الذي تَقَسَّمَ إلى عراقات ثلاث إعترفت الدنيا بذلك أم لم تعترف، فالجنوب المختزن أهم إحتياطات النفط هو في عهدة حكام فارس يستغلُّونه عندما "تروق" الأمور ويخفُت الضجيج ويصبح التقسيم واقعا معترفا به وتسمح القوتين الكبيرتين لإيران بإستغلاله، ربما تحت غطاء "معاونة" هذا العراق في إستغلال موارده. ألم يكن مثل هذا أول إتفاق أجرته أميركا مع آل سعود فأخذت النفط مقابل دراهم قليلة إلى أن صَحَت الدولة وقررت،  ولم يكن من الممكن منعها من الإستفادة من نفطها

ومن التاريخ القديم الجديد روسيا وجزيرة القرم مع تًمَدُّد في شرق أوكرانيا. محاولة شجاعة لضم الجزيرة وإيقاع الفتنة في بلد لم يعد تابعا لبوتين ؛  نجاح وفشل في عمل واحد. ربح الأرض واستعدى العالم ليس لأنه قام بعمل خاطيء بل لأنه قام بما قام فيه مستقِلا منفردا فعاقبوه بالإقتصاد ولكنهم على ظاهر الأمر شاركوه في سوريا وجوارها

والتاريخ يُبلغنا أن الوقت والزمن لا يحتسبان عند المصالح. أيام، أشهر، سنوات، عقود.  فلسطين وعام 1947 بدء لمكافأة مجموعة على حساب أخرى واضح وصريح . المكافأة لا تزال قيد الترتيب والإيفاء. كل يوم مكافأة لليهود المستوردين من البلاد التي لا تريدهم وعقاب للعرب الذين لم يرحلوا أو يُرَحَلوا بعد. وبكل صفاقة يسمع المتابع أن العالم لا يقبل بما يجري هناك من مصادرة أملاك الناس لبناء مستوطنات  لليهود المستوردين حديثا ، إلى المحاولة الصريحة للإستيلاء على المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وكما درجنا على قول: على عينك يا تاجر لأن أصحاب القرار الجاثمين على رؤوس الناس والقابعين في البيت الأبيض أو الكرملين أو في حوزة ما في قُم . بلاد الفرس إضافة جديدة للقادرين، ثمنها الشهادة التي منحها الوالي الفقيه لأوباما تقديرا لما يقوم به من خدمات له ولو على حساب الشعب الذي لم يتوقف عن دفع ثمن المكافأة لليهود في فلسطين

المسجد الأقصى جزءٌ من الثمن ويظهر أن إيران ستعارض علنا وبقوة ولكنها لن تعارض فتفعل لأن الأقصى جزءٌ من ثمن توليتها جنوب العراق وثرواته وجنوب لبنان وشرقه، كي يكون لإيران كروسيا مقرّا على البحر الأبيض. ربما يُطلب إليها التخَلِّي عن إدارة الجمهورية اللبنانية والذي يضع لبنان اليوم على حافة هاوية، لا يمنعه من الإنزلاق فيها إلا قرار من الوالي الفقيه

22/9/2015 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق