Powered By Blogger

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015

سايكس بيكو الجديد


في أحد أيام تشرين الثاني سنة 1917 وبعد الثورة البلشيفية ونجاحها، لم تعد من ضرورة لإبقاء إتفاقية سايكس بيكو سرية بين فرنسا وبريطانيا وقيصر روسيا فنشرت جريدة البرافدا بأمر من تروتسكي الإتفاق وفاجأت العالم الذي كان يتوقع أن تبقى الأراضي العربية كما كانت في كل تاريخها موحدة. وفي ذلك الشهر من العام نفسه صدر رسميا وعد بلفور فتمّ بالوعد ما أرادته بريطانيا

أسوق هذا الكلام للتذكير فقط، لأن أيامنا هذه تشهد تعديلات بالغة الأهمية في سوريا والعراق وتقضي بإعادة تقسيم البلدين بحيث يكون للدولة الإسلامية ، أو من يحل محلها ويعيد إليها سُنَّتُتها الصحيحة ، المناطق التي تحتلها اليوم في سوريا والعراق بإضافات يتفق عليها مع روسيا وإيران

روسيا تنظم وجودها في الساحل السوري وتبني قواعدها وتساعد العلويين في بقعة محمية منها ودائمة الوجود ما دامت الروسيا هناك ترعاها وتحميها ، والبقعة تمتد على طول الساحل السوري الحالي حتى حدود لبنان الشمالية 

أما إيران فيكون لها وجود دائم في دولة شيعية ممثلة بحزب الله في رقعة من الأرض تحدها الدولة العلوية غربا ولبنان أيضا وتشمل حمص ودمشق وما بينهما وبعض مناطق في القلمون. الحدود النهائية ليست معروفة حتى الآن لأحد ولكن الجغرافية التقريبية هي ما فصّلنا. كل ذلك بعلم وموافقة أميركا

وسايكس بيكو يتوفاها من حررها ويكون عمرها إذا تم التقسيم الجديد خلال سنة أو سنتين ، مائة سنة عانت منها شعوب المنطقة وربما العالم بقدر أخَفّ ما لا يتحمله بشر. وتأتي خطة أخرى لا نعرف كما لا يعرف من يرعاها إلى أين تذهب باليلاد وشعوبها والعالم، وأي مصير ينتظر الكل

رغم كآبة الرواية فالربيع العربي الذي إستُغِل من كل من هو مندمج ومحرك ومساهم في حروبها، لن يكون كما يتوقعون. فالمصير واحد والأهوال ستعم العالم بما فيه روسيا وأوروبا وأميركا وسيدفع الكل ثمنها وربما إذا أحسنت الشعوب التي مر عليها كل ما مرّ يكون نصيبها من الثمن أقل وقد ترفض ما يُقَسَّم فيأتي كل من فقد ما كان يطمح في ربحه ليفاوض طمعا في تصغير حصته في الخسارة. وربما يتشبهون بإيران والإتفاق النووي فيأخذون من المفاوضين أكثر مما يعطون

14/9/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق