Powered By Blogger

الاثنين، 28 سبتمبر 2015

السياسة في بازار بوتي-أوباما اليوم

صياغة رديئة أنبتتها عقول مريضة شريرة فيها من الكفر الشيء الكثير تتميَّز  الأخلاق فيها بانحطاط جيني ربما نشأ عن إختلاط مصالح بين أفراد ومجموعات لا تنتمي إلى البشر ولا يخطر على بال أي منها أن الجريمة التي يرتكبون ستكون لها من العواقب ما يشيب لهوله الأطفال. هذا ما ظهربين الأمس واليوم من خطط روسية سارعت دول كثيرة على تلقُّفها كردة فعل لا تأتي إلا من قليلي الخبرة والمِراس المحرومين من العقل السليم الخائفين المرعوبين من تنامي الهجرة إلى بلدانهم التي لن  تقبل بها وإذا قبلت فلشعوبها قول وموقف آخر أماطت اللثام عنه في ردات فعل غاضبة ضائعة وفي كل حال لا تُبَشِّر إلاّ بالمزيد من الخوف والرعب وردَّات الفعل .

جاءت الروسيا وعلى لسان رئيسها بفكرة قديمة جديدة عندها وهي تتلخص بحل سلمي في سوريا يُبقي الأسد الهزبر بشار في الحكم لأنه وجيشه على قدرة عالية للإجهاز على داعش. الفكرة مفيدة لبوتين علما بأن المخفي من الكلام أكثر مما قيل وسيقال. فإذا كان بشار وجيشه على هذه القدرة والكفاءة فلماذا لم يمنع داعش من النمو بحيث أصبحت من القوة بمكان يستدعي إنشاء أحلاف دولية لمحاربته. هذه الأحلاف أنشئت وهي تدير الحرب من الجو وبشار لا يتدخَّل فالحرب ليست حربه والحلف المقترح سيكون إلى جانبه والتعاون في الحلف الجديد سيجُّث داعش ويترك سوريا للتقاسم بين الخامنئي وبوتين وطبعا ، وبعد حلول "النصر الإلهي" تُرمى عظمة للعلويين في أصغر رقعة ممكنة يديرها ألأسد أو من يحل محله ويستولي ، إذا كان الإتفاق ممكنا، بوتين وروحاني على ما يريدانه من سوريا وتنتهي الحرب ويحل سلام على الضعفاء الفقراء الباقين في قلب العروبة النابض.

ما ينشأ من أخطار نتيجة للحلف الذي هو قيد التأليف يمكن إيجازه بثلاثة مخاطر أساسية:

أولها: تأجيج الجبهة السُنِية_الشيعية وتوسيع بيكار الخلافات من فكر وحرب في ساحات تمتد من الشرق الأقصى من إندونيسا  شرقا إلى المغرب غربا مرورا بباكستان وأفغانستان وإيران والشرق العربي وتركيا ومصر والسودان وليبيا وتونس والجزائر وغيرها. وفي جوار روسيا وشرق أوروبا دول غالبية سكانها من المسلمين ومنها أذربيجان وطاجيكستان وتركمانستان وكازاخستان وقرغيزستان وداغستان والشيشان وإثنان وعشرون مليون مسلم في داخل الروسيا . ولا ننسى ما أصاب المسجد الأقصى في القدس وما جرى من تدافع أدى إلى قتلى في الحرم المكي ليُسًرع في التأجيج.

ثانيهما: قوننة زرع نوع من الحرب يزيد في مآسي سوريا من قتل وهدم وتهجير وفقر وثورة إنسانية داخلية ضدّ كل من ساهم في المشروع تنتفض عندما تؤاتيها الظروف.

ثالثها: فرض واقع عدائي بين كل عربي وكل مسلم والغرب وتكون مفاعيله طويلة الأمد لا يعلم أحد الآن بمخرجاتها.

اليوم يجتمع بوتين وأوباما ليتحدثا ونأمل أن "يشيلوا الزير من البير" لا "أن يقطعوا الحبل فينا"، وهذا أمل إمكان حدوثه ضئيل جدًّا يقارب الصفر، ونبني هذا التقدير الإحصائي على ما رأينا وسمعنا وعايشنا من نتائج ما إبتدعا مما  لا يبني بل يُخرِّب. فهما،  كما وصفناهما أمس من رعيل لا يُحسن قراءة التاريخ ولا الكتب السماوية. بئس مصير من سيقرر مصير سوريا اليوم.

28/9/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق