Powered By Blogger

الجمعة، 11 سبتمبر 2015

الفساد الشمولي


الفساد وما أدراك ما الفساد تفرزه عقول مريضة لا علاج لها ونفوس هائمة لا مكان لها تنتقل من حيث للفساد مداخل وتنخرط مع غيرها لتُكون عصبة تنمو وتكبر وكلما نجحت وأثمرت زاد توسعها إلى ان يمضي من الزمن وقت يسمح بشموليتها فإذا نحن ببلد من بلدان الشرق الأوسط تحتاج فيه إلى مُنجِّم  يسعى ويتنبأ ويصول ويجول في مساحات علومه ليجد لك، إن وفَّقه علمه أو كذب بديل نفيه للمعرفة ،  من لا يزال بريئا ولم ينصهر في مجتمع كله نسيج فاسدين ممتهنين ولا يعرفون غير الفساد مهنة أو هم يعرفون غيرها ولكن ربحيتها لا تنسجم مع الطمع الملازم لمرض عقولهم.

الفساد دخل إلى أكثر البلاد العربية كما الإسلامية دخول الفاتحين ووجد فيها كل مستلزمات السرقة والنهب . تاجر بكل شيء: في البشر والمخدرات والجنس والسلاح والإستزلام لمن يملك المال "النظيف" المعروفة أصوله ليوسع نشاطاته التي ترفض العمل بأي شيء نظيف لعلة ضمير إستتر يوم الولادة.

السياسة باب من أبواب جنة الفساد ومن يدخلها يضمن راحته ودوام العز الذي أعطي له أو أخذه على غفلة من البشر ولم يخجل بل غير أسلوب حياته وإذا به وبأفراد عائلته يقتنون من السيارات ما غلا ثمنه يتجولون بها لإعلام من يعرفهم بأن الأحوال تغيرت وأنهم إرتقوا من طبقة الفقر المدقع إلى إحدى طبقات الثراء الفاقع وتغيرت لهجة كلامهم من درجة مؤدب إلى درحة المفاخرة والتي كثيرا ما يخالطها السباب والكلام النافر.

من هم الفاسدون؟ لا حاجة للتفتيش، في العراق من رئيس وزرائه السابق نزولا بالآلاف لمن لمَّهم من الشارع أو من "شي" كتيبة عسكر أرادهم خدما له وسياجا يقيه مفاجآت الزمان. ولم تقه فهرب إلى بيت راعيه منتظرا يوم الحساب. وفي سوريا كثيرون ويمكن إختصارهم بجماعة بيت الأسد من حافظ ورفعت إلى ماهر وبشار ومن لف لفهم ومشى بركابهم. وهم، وإن مات من مات ونفق من نفق فإن من لم يرحل عن سوريا نهائيا سيلاقي ما لاقاه غيره من الفاسدين. وفي لبنان كثيرون يحمي الحزب بعضهم لأنهم من صلبه أو مفيدا له مرحليا والبعض يأكل من تلزيم النفايات والكهرباء والجسور والسدود وتمرير مشاريع القوانين يلزم الناس بها مقابل ثمن يقبضه من المستفيد وأمور لا تخطر على بال إلا الممارسين المخضرمين ذوي الأنياب الحادة والخبراء الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف. هؤلاء لا ينزلون عن سرج إلا ليزج بهم الى سرج آخر ليمارسوا فن الفساد والإفساد لأنه عمل ممنهج.

والفساد يتطور مع تكنولوجيا تصمم خصيصا كي يرتقي الفساد إلى مراتب أعلى وأربح وأسهل هضما وربما تعدّت الحدود ودخلت بشراكات مع مافيات لها تاريخ وعندها من الأسواق ما يغري الإنسان وتسيل لعاب التاجر الفاجر الذي بنى على فساد ، طريقا لم يعرف بديله يسير عليه بثقة العارف وضميره المستتر لا يرى وقلبه لا يحزن.

الكتابة عن الفساد والفاسدين صعبة، فلا خبرة بالفساد يرشد قلمها ولا خيال يعي شموليتها وليس عند الفاسدين كتاب قادرون ووجودهم لا جدوى منه لا ربحيا ولا إجتماعيا.

11/9/2015 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق