Powered By Blogger

الخميس، 10 سبتمبر 2015

الدولة والدين


أنا مؤمن بإله واحد. مؤمن بالدين الذي ولدت فيه وتعلمت مبادئه في البيت الذي ترعرعت فيه وفي الأسرة والبيئة التي نشأت على قناعاتها فكان أن إلتزمت بما تعلمت وارتضيت بأن أكون صادقا مع نفسي متفهما لقناعات غيري. هذا أنا الإنسان المؤمن الملتزم بمباديء الدين الذي أسَّس لي نظرتي إلى الحياة.

أنا أرفض أن أعيش في ظل دولة دينية يحكمها رجال دين مهما سمت مراكزهم وارتفعت معارفهم وارتقت ثقافاتهم إذ أن للدين مكان وللدنيا مكان ونحن نعيش في دنيا فيها حضارات وأديان ولا نريد لأنفسنا ولعيالنا وأولادنا والأحفاد أن يتبعوا رجل دين ويؤمِّروه وللتاريخ في حكم رجال الدين عِبَر ، المعممين بالأسود أوالأبيض واللابسين من القلنسوات التي فيها من قوس قزح ألوان. إن حكموا أرجعونا إلى محاكم التفتيش أو إلى الفرد الحاكم اليوم في قم من أعمال إيران ولا أجد في ذلك ما يرضيني أو يرضي ضميري ولن يُحَسِّن من أمور الدنيا في شيء.

كل الأديان ولكن في المبدأ ، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتَحُثُّ البشر لعمل الخير والإيمان بأن للجار على الجار حق فتمتَنِعَ عن إيقاع الأذى عليه و تحْتَمِل الأذى عنه وتناصره وتكون له عونا في حاجته. كلام جميل ولكن الجار ليس من يعيش ملاصقا لبيتك بل الدنيا دول وجيران تتناحر وتتحارب حتى لو كانت من دين واحد. الأديان تقسمت إلى مذاهب والمذاهب إلى طرق وفروع ولم يعد للدين الأم مكان في قلوب الناس بعد أن أعماهم رجال الدين فغسلوا لهم دماغا ربما كان لينمو مختلفا لو ترك لحاله فنما في محيط علماني في غياب معمم له مكان في سلم القرار وهيكلية النظام . مصلحته ومصلحة مهنته والنظام المذهبي الذي ينتمي إليه أن ينمو الدماغ وهو مهيأ لقبول ما لن يقبل لو أتيحت له فرصة النمو خارج نظام خشبي جامد كالذي نراه كل يوم في داعش والنصرة والوالي الفقيه وما يؤسس من زُمر ما أنزل الله بها من سلطان.

في روما رأس لدولة الفاتيكان مُجَدِّدٌ مغيِّر لمارسات  لا يرضى الله عنها وبدأ عمله متقشفا رغم ثراء كرسِيَّه وقام بما لم يقم به رأس للدولة في عدد من القرون وبدأ بالتطهير وتبسيط القوانين التي ترعى العائلة والمجتمع مشجعا الكل من تابعين مؤمنين وأساقفة يعيشون كباقي أغنياء الدنيا عندهم سيارات فارهة وقصور وخدم ، أن يعيشوا بتعاليم يدعون إلتزامهم بها وأن يكونوا مثالا للناس لا هدفا يرنون إليه ليماثلوه ولا من مجيب إلا بمقدار.

في تلك الدولة شبه ثورة على رأس الدولة المتجدد، يرون فيه مثلا إذا إحتذي خَفَّت سطوتهم ونقص إحترام الغير لهم. نظرتان تؤسسان لما لا يرتضيه مؤمن ولكن الخطر هو في إنقسام الرعية بيو مؤيد ومعارض. لهذا أقوا أنني أرفض أن أكون حجر شطرنج في يد رجل دين ولا مانع أن أكون أي شيء في نظام مبني على الإنسان وقدراته لا على ما نزل من السماء يفسره كل مجتهد على هواه.

10/11/2015 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق