Powered By Blogger

الأحد، 30 نوفمبر 2014

الفرق بين الأمم والمنظمات مَخفيٌّ

الفرق بين الأمم والمنظمات مَخفيٌّ

المنظمات الإرهابية في بلاد العرب يتجاوز عددها الستين وكلها ما شاء الله إسلامية وكلها إذا ما إطلعنا على الأهداف التي أُنشئت من أجلها ، نجد أنها كلها  تعمل على تشريع خاص جديد علينا لمذهب من المذاهب، تشريعات  غابت لقرون وعادت إلينا مغبونة ثائرة على الغبن الذي لحق بها ووجدت من يسعفها فيرفع راياتها ويسُلُّ سيفها إقناعا للناس بصحة سلفية معتقداتها
كلها تدعو إلى رفع راية الإسلام والتبشير به ودعوة الناس إلى الصلاة وراء أئمتها ومبايعة أميرهم أو خليفتهم بالحسنى أو إلزاما حدُّه السيف. لا إختلاف بين تنظيم وآخر وبعضها تحارب بعضها للمذهب ذاته وتحارب من كانت جزءا منه ولها معه نفس العقيدة
الدولة الإسلامية (داعش) والنصرة من رحم القاعدة أتَيا  وافترقا في سوريا دون أن يُغيِّرا إنتماءهما أو العقيدة وهدفهما "أسلمة" سويا والعراق المسلمين (مرحلياً)  بعقائد لم تمليها فتاوى إبن تيمية ولا محمد بن عبد الوهاب( الوهابيون) أو إبن القيم الجوزية . كلهم سلفيون ولكنهم لم يصلوا إلى ما وصل إليه سلفيوا هذا الزمان. وهاتان المنظمتان ومن بايعهما  ينتمون إلى مذاهب سنية وآخرون ينتمون إلى المذهب الشيعي الإثني عشري انضم إليه من اليمن الحوثيون الزيدية من الشيعة
السنيون يمولهم السنة. والشيعة تمولهم إيران. والخلاف بين الفريقين سياسي لا عقيدة تمنع تحقيق أهداف لا علاقة لها بما يبشرون به من إيمان وخلق وضمير. وضعهم وضع الساسة غربا وشرقا، لا فرق. الذبح نبشت قبور من إستعمله في الغابر من الأزمنة وأصبح وسيلة سياسية يقوم بها لقاء أجر سفاح جبان،  كما كان الحشاشون في إمبراطوريتهم فاتحون على حسابهم "دكانة" تأجير القتلة، يدربوهم ويغسلون  من دماغهم ما استطاعوا ثمَّ يؤجروهم لمن يرغب في "ذبح" خصم عنيد. كان سلاح عملهم السكين وفقط السكين لما يوحي بنوع من  الموت من طراز عنيف مخيف مفيد لهم وللعقيدة السلعة التي يبيعون
يلبسون لكل حالة لَبوسَها ، يراوحون ويتشدقون بما لا يفهمون إنما وبظرف لن يذكره التاريخ إلا با نحطاط الأخلاق فيه  وتتويج للمصلحة حتى  بالجريمة، كل ذلك بمباركة لم نكن لنفقه معناها وسببها،  مباركة  غير منتظرة من قادة دول لم يخطر لنا على بال بأن الضمير عندهم أداة وإن مسيرتهم لا ترتفع عن ذلك الوحش الذي حمل السكين وذبح.  كل من ذكرت من منظمات يسعى حثيثا لتوسيع رقعة حكم منظمته. الدولة داعش نجحت في إنشاء دولة هي أكبر من سوريا الأسد في سوريا وأكثر من نصف العراق. الحوثيون الآن لهم في اليمن أكثر من ثلثيها وكل موانئها على البحر الأحمر. أما حزب الله فيدير شؤون سوريا الأسد ويحكم لبنان
مثلان أعطيتهما فقط للتذكير بما ينوون . لا نعرف من يدير داعش ولكن الكل يعرف أن  من يدير حزب الله والحوثيون والفيالق الشيعية الأخرى الموجودة في العراق وسوريا واليمن هي إيران. وإيران تحارب جنبا إلى جنب مع الأسد
إيران تفاوض أميركا على النووي، كما تدعى القضية، وأوباما يكتب للمرشد عارضا  إنهاء"الملف النووي" مقابل ترك سوريا ونفوذها في العراق له. طبعا لكلٍ حاجت  يسعى وراء الحصول عليها تماما كداعش وسكينها والحشاشون وخناجرهم . روسيا تفاوض إيران على "ملف النووي" بصفتها عضو في "الخمسة زائد واحد" ويبيعها وهو يفاوض مصنعين لإنتاج البلوتونيوم. ويفاوض مع المفاوضين الأسد ويرسل من السلاح ما يكفي لهدم سوريا على رأس ساكنيها. والأسد قام بالمهمة خير قيام
ألا تكون هذه "الخلطة" دافعا لنا، "عامة الناس" لنقول أن داعش ليست منظمة وحيدة فريدة في مجال عملها ولها من المنافسين كل من ذكرنا والذين ينطبق عليهم ما ينطبق على داعش من أحكام نصدرها نحن "عامة الناس" منددين ومتهمين الكل بالتواطؤ اللاخلقي الإجرامي الذي  ينتهجونه. ألا يدلنا أحد ، إذا كنا مخطئين على مثل واحد يظهر دون شك الفارق فيما يقومون به وما تقوم به المنظمات الإرهابية؟ 
صحيح إن بعض الظن إثم  ولكن هل أننا "نظن" أم نرى ونشاهد ونسمع وأحيانا يظهر كبارهم  ويتفوهون بما يزيد عن "ما نظن".   ؟
30/11/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق