Powered By Blogger

الاثنين، 10 نوفمبر 2014

لا رأي لمن لا يُطاع


لا رأي لمن لا يُطاع

لا نصدق بأن ما يجري عندنا وفي أرضنا ومحيطنا نتج عن جهل أو غباء ، أو تردّد مارسه من في يده الربط والحل . نحن كلنا في ضياع تتسع ساحاته ومساحاته يوما بعد يوم ولا نعرف إلى أي هاوية يأخذنا. لا جدل في أننا نسير وبسرعة نحو هاوية عمقها غير معروف وزاوية أمراؤها ليسوا من خيرة الناس وتصفية حسابات نحن حطب نارها.  ويظهر ما يُخفى ويحاسب عليه من إفتعله. على الأقل هكذا يقول زهير في معلقته ولكن الشك في القول مقبول:

فَلا تَكتُمُنَّ اللَهَ ما في نُفوسِكُم..... لِيَخفى وَمَهما يُكتَمِ اللَهُ يَعلَمِ
يُؤَخَّر فَيوضَع في كِتابٍ فَيُدَّخَر... لِيَومِ الحِسابِ أَو يُعَجَّل فَيُنقَمِ

نقول هذا لأننا نُفاجأ صباح مساء بما لا يخطر على بال. العراق تُرك في فوضى وهو يخوض الآن معارك تزيد بما لا يقاس الفوضى التي تخبَّط فيها. أهله لا قول لهم ولا رأي،  وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وَضح الأمر فقال: "ولكن لا رأي لمن لا يُطاع" ولو أن في الأمر حلحلة لرأينا بوادر لها تظهر،  ونحن وغيرنا لا نرى ما يخفف عنا وعن أهل العراق الشجون والهواجس والكوابيس فنحن على ما يظهر في بداياتها ونأخذ من الأمثال العامية  الشامية " أول الرقص حنجلة".

الكل يعرف كيف تبدأ الحروب والخراب الذي تهديه منه المرئي ومنه الباطن. الأول يرينا  دولا بأمها وأبيها يصيبها الفناء وإعادة بنائها يكمن في الغيب والخراب الباطني وهو أسوأ يبدأ ويزول بزوال حامله. حروب جنوب شرق آسيا والبلقان وأفغانستان أنتجت أجيالا من الشباب المريض والمنبوذ والذي يعود إلى بلاده للتداوي جسديا ربما ولكن العلاج النفسي الضروري لإعادة التأهيل هو المأساة لأنه يترك من تَجَنَّد لخدمة بلده ، أو هكذا فهم أو أفهموه ما  الحرب،  يتركه منبوذا من مجتمع شبَّ فيه ولما عاد إليه لفظه. القصص عما يَحِلُّ في مثل هؤلاء مادة تستغَل لإنتاج أفلام ومسلسلات لا حصر لمواضيعها ولا لمبناها ومضموناتها. ونعود إلى زهير لنأخذ عنه معنى الحرب.

وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ. وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ.
مَتى تَبعَثوها تَبعَثوها ذَميمَة.. وَتَضرَ إِذا ضَرَّيتُموها فَتَضرَم.ً
فَتَعرُكُّمُ عَركَ الرَحى بِثِفالِها.. وَتَلقَح كِشافاً ثُمَّ تَحمِل فَتُتئِمِ.

 وإذا ما إحتطنا لخطأ في قراءة الوضع أو فهمه أو تحليله  فإننا نتذكَّر أن كل ما هو موضع بحث أو قرار أو حرب،  إقتصر على العراق في شماله وسوريا في بعض شمالها وإن باقي البلدين ليسا مما يُبحث حاضراً. بغداد والجنوب وما بهما من نزاعات شيعية سنية وحروب عصابات منذ إنتهت حرب عام 2003 فيها ، وتعيين من أدارها منذ ذلك الزمن ولا يزال وهي تتخبط في كل ما يسودها. سرقات ونهب وإنفجارات يومية توقع آلاف الضحايا كل شهر ولا من يسأل اللهم من يقتل له معيل أو ابن أو قريب وأصبح ما يجري وكأنه عادي لا تذكره حتى وسائل الإعلام إلا بأعداد من قُتل وجُرح.

وسوريا لا تختلف عن العراق إلا بعدد المتحاربين فيها ومنهم نظام الحكم فيها والذي تُرك ليقتل وينهب ويرمي براميل متفجراته وقذائف طيرانه على من يشاء، مدنيا كان الهدف أم عسكري. وهكذا النُصرة والدولة الإسلامية وإيران وحزب الله وغيره من التنظيمات الإيرانية وروسيا صاحبة الأفضال في رعاية الأسد فتزوده بالبراميل إياها والقذائف إياها وتقوم بصيانة طيرانه ولا من يسأل. الهدف الوحيد الآن هو داعش ونعرف مما أبلغنا إياه أوباما وغيره من زعماء الحلف بأن إضعافه هو الهدف إذ أن إزالته غير ممكنة الآن.

وفلسطين وإنتفاضتها الثالثة التي بالكاد بدأت وتهديد ووعيد مسؤولي دولة المستعمر لها والبدء بسحب الجنسية من مَن يعارض ، قولا صريحا لا لبس فيه ولا إبهام وقتل كل من يُشتبه به وهدم منزل عائلته ومصادرة أراضي بعض القرى لبناء المستوطنات وآخرها مصادرة 3000 دونما من قرية إسمها ، لكثرة المآسي، غاب عن ذاكرتي.  ولا أحد يسأل وأميركا تريد في فلسطين دولتين وتأمر بالمفاوضة وأظن ان الفاوضات هذه ضربت رقما قياسيا في طولها فهي بدأت في الأربعينات من القرن الماضي ولا تزال جارية. تَزُمُّ فلسطين وتتمدد إسرائيل والكذب على الناس ماشي والكذابون لم يتغيروا. أتقنوا الفن ويمارسوه.

واليمن، اي مصير ليمن له عقود في حروب بدأت بالقاعدة ودخل عليها علي عبدالله صالح والحوثيون وجماعة أنصار الشريعة  والحرب ماشية بين إيران والمملكة العربية السعودية وطبعا أوباما يشارك فيها لهذا فلا بد أن تطول.

ولا نريد أن نوسع البيكار فندخل في شؤون وشجون ليبيا والسودان والصومال وبوكو حرام والسياف وغيرهم فهي كلها جزء من تَغُّير يجتاح المنطقة والصحيح أننا لا نعرف على وجه الدقة التقريبية لماذا كل هذا؟
11/11/2014




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق