Powered By Blogger

الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

حيرتنا والمسؤلون


حيرتنا والمسؤلون


1.          اليمن
أمِل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي "ألاَّ تكون هناك توسعات جديدة لجماعة أنصار الله (الحوثيون) لتجنب إراقة الدماء وتلافي احتمالات إكساب الصراع الطابع المذهبي الذي يرفضه الجميع". هذا بعد أن إستحوذ الحوثيون على محافظتي إب والبيضاء وتوجهوا إلى محافظة مأرب الغنية بالنفط بُغية إحتلالها
 الحوثيون يحتلون أكثر محافظات اليمن وأهمها شاملة كامل الحدود البرية مع المملكة العربية السعودية وكامل الشاطىء الغربي لليمن والموانىء التي فيه  ويتحكمون بدون منازع  بباب المندب
وبعد هذا وبعد آلاف القتلى من الشيعة الزيديين  والسنة الشافعية على أساس مذهبيتهم يتحدث مسؤول كبير عن تفادي إكساب الصراع الطابع المذهبي وكأن العباءة المذهبية تُكسب من اليوم وصاعدا ، وليس قبل ذلك ، هذا القتال ثوبا جديدا بلون مذهبي
هل يتمتع من يقول هذا الكلام بكامل قواه العقلية؟
2.          كيري عن سوريا
في خطاب ألقاه كيري في مؤتمر لمجلة  الفورين بوليسي " أن داعش أوجد إجماعا ضده في المنطقة" ، مشيرا إلى "أن السنَّة والشيعة والعرب والأكراد والتركمان ضده. وإن قيادات لبنان بخلفياتها الدينية المتعددة تواجه مشتركة المحاولات المسلحة لإختراق داعش أراضي لبنان".  و"مواجهة داعش هي المسؤولية الأساسية للعراق، وحتى إذا نجح العراق في حربه ضد داعش فإنه سيستمر في مواجهة تحديات صعبة نتيجة الأحداث في سوريا لأن فيها وجود "مدمر" لداعش"
والسوريون "ومنذ وقت طويل يواجهون خيارات مستحيلة بين الإرهابيين والديكتاتور  الوحشي من جهة أخرى وقال أن هنالك علاقة تكافلية (تعاونية)بين الأسد  وداعش وإن داعش تقدم نفسها على أنها البديل الوحيد من الأسد بينما الأسد يدعي أنه الخط الأخير للدفاع ضد داعش". ومن المفيد أن نعرف أن داعش والأسد لا يتبادلان القصف فهما في شبه صلح دائم
التبسط مفيد إذا لم يُغير المعنى والمضمون. ونبدأ بما قاله عن لبنان وكأنه لا يعرف أن لبنا ن هو لبنانان ، أحدهما ضد داعش والأسد والثاني مع الأسد ضد داعش، ولا ننسى أن الأسد وداعش على ما يقول كيري "قوتان متكافلتان"  أي حليفتان على الأقل مرحليا. وحزب الله أحد الفريقين عداواته داخل لبنان لا تختلف عن عداواته في سوريا
 وداعش ولدت وتربَّت وقامت في سوريا وهناك مركز قوتها. وإضعافها في العراق أو حتى هزيمتها هناك تُرَكِّز نطاق أعمالها في سوريا وهزيمتها لا تسير بنمط هزيمتها في العراق. العراق له في جيشه ،رغم ما تبين أخيرا من نقاط ضعفه، سندا قويا بدأت ملامح كفاءته تظهر في معارك الأسبوع المصرم . أما في سوريا فالجيش جيش "الديكتانور الوحشي" لا يحارب داعش ولن يحارب داعش إذا ما تبين له أن خياره الأسد أو المعارضة المقبولة عربيا ودوليا
3.          فلسطين والعرب والغرب
 فلسطين التي كثُر الكلام عنها أخيرا والتي أصبحت أخبارها لأكثر القُرَّا ء عبئا نفسيا ومعنويا . البعض يُفضل أن يقلب الصفحة ويُفتش على ما عداها من أخبار . أخبار ها وعلى مر عقود مثيرة للإحباط وحتى القرف بالأخص عند مقارنتها بجارتها الجائرة إسرائيل وإستئثارها  بصورة الدولة الديمقراطية في خضم دول في مناطق واسعة كلها عربية ودين أكثريتها الإسلام ، يحكم كلا منها  فرد أو عائلة ويستنزف أهلها مالا وثقافة وحرية كي يبقى هو قائد وحيد  يملي إرادته و يدير مزرعته ويرعى أغنامه فيها ويحلبها ويبيع إنتاجها ويشتري بثمنها قصورا وبيوتا ومتاعا وذهبا يزين به حريمه  و"يوفر من راتبه الشهري!!" ليستثمر في بقاع الأرض . يشتري العقار وأسهم الشركات ويؤسس فيها ما يسمح موقعه في بلده أن يستفيد من تشكيلها مشاركا أترابه أصحاب الحل والربط في مواردها فتنجح وتجني الأرباح يوم تأسيسها ولا تتأخر .كله لحساب الحاكم الفرد لا يشاركه فيها أحد،. هو يتماهى مع "الواحد الأحد"  ويأخذ من المعنى فقط  أُحاديته
طبعا يناسب إسرائيل ورود أسماء الحكام العرب في لوائح أثرياء العالم فالمليارات مجال إفتخار لهم وكأنهم عصاميون كافحوا الفقر والظلم ونجحوا وربُّوا الثروات وشجَّعوا العلم والإبداع والإبتكار ؛ لا يخجلون ولا يتسترون ، فالثراء ليس بمعصية حتى يتستروا، هو ليس بمعصية للذين استحقوه ومعصية كبرى لمن أخذه من أفواه من حق لهم هذا المال المتراكم
ونعود لإسرائيل المستفيدة من كل هذا وهي لا تختلف في تصرفها مع غير اليهود عن تصرف داعش. هي لا تذبح بالسكين من يعارضها لكن للمستوطن "المتطرف" أن يشنق عربيا في وسيلة نقل لا لسبب معروف إلا أنه عربي.  والقرار الرسمي الفوري عن الجريمة يصدر بأن المشنوق إنتحر في باص إسرائيلي الملكية . وجاء الجواب سريعا : والدائرة تدور ومسلسل القتل والقتل المقابل مستمرٌ لا مهرب منه

وخمسة اسرائيليين قتلوا بالمقابل صباح اليوم في هجوم على كنيس في القدس، نفذه فلسطينيان قتلهم رصاص المحتل حال تنفيذهما للعملية

 وللغرب نظريات  نسمعها تباعا وليس فيها ما يبشر. "أوروبا لا تعتزم فرض عقوبات على إسرائيل إذا أعاقت الحل". جاء هذا الكلام في تصريح للممثلة العلياللإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فديريكيا موغيريني. تطمين مناسب، فأسرائيل أعطيت الإشارة الخضراءء لإعاقة الحل السلمي والكل يعرف أن الإعاقة هذه تشمل بناءمستوطنات على أراضٍ عربية تصادرها سلطاتها من أصحابها ، هدم بيوت من تصفهم بأنهم إرهابيين، إضافة حواجز للحواجز القائمة على طرقات الضفة وقد تجاوز عددها ال500 حاجز، منع تعاون السلطةفي الضفة وحماس في القطاع، إحتلال المقدسات العربية في القدس والخليل وبيت لحم، إجراء عمليات شنق كي تستمر صورة اليهودية الداعشية
هذا غيض من فيض نتاج إسرائيل لم ولن يُتح لغيرها في التاريخ الحديث اللهم إذا إستثنينا  الهنود الحمر في أميركا
18/11/2014


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق