Powered By Blogger

الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

"الضرب بالميت حرام"


"الضرب بالميت حرام"

"الضرب بالميت حرام"، قول مأثور ولكن الضرب بالميت لم يمُت بعد،  فهو إنتفض من لحده، هذا إذا كان مات ، وإذا به سيد الساحة وإذا بالضارب "تُغَنَّى مآثره" وكأنه بطل الساحة وسيدها يضرب الميت ضربا ميرجاً لأنه فقد الضمير والحكمة والرؤيا فلم تعد له طريق للهاوية فإنه وصلها من زمان وحفر وحفر إلى أن إصطدم بصخر أدواته لا تخرقه ووقف عنده
أقول هذا بعد أن إبتلينا بإثنين: حكام مَرِنون في تعبيراتهم وتنقلهم ، فهم للراعي ماشية يقودها إلى حيث المرعى الذي يختار ، كلهم أنيقون أثرياء لهم مظهر المتمدِّن وحكمة التابعين المأجوربن،  قد لا يكونوا كذلك فنحن لا نعرف حقيقة أمر كلٍّ منهم
وابتلينا بصانع القرار لا يصنعه هو. لا يمكن. فهو عصامي تدرج في علمه إلى أعلى المستويات وارتاد خير الجامعات وأحبه الناس واختاروه سيداً على عالمنا. لماذا نختبىء وراء إصبعنا ، رئيس أميركا هو المحرِّك الأوحد في دنيانا. يُسَهِّل حياتنا أو يعقدها . هل هو من  اختار التعقيد؟ لا يمكن لسياسة دولية أن تُقَرّ فيسلكها القاصي والداني إلا إذا، أو لما ، يختار.  وأعتقد، بعد أن سمعنا وقرأنا التحاليل ورأينا  من الأحداث ما تشيب له  رؤوس الأطفال  أن هذا السيد لم يقرر بعد أن يسهِل أو يعقِد فهو يفكر بروية كي تنقضي مدة ولايته فيأتي بديله يحمل اعباء ما ترك ، أعباء تضاعفت مرّات ومرّات ولا يزال الوقت مبكراً للتكَهُن بما سيتراكم اليوم وغداً فيكون العبء  عندئذٍ أثقل والحلول أصعب
كل ما نقول يدور حول ملفات ثلاثة نُعدِّدُها: إسرائيل وإيران وسوريا
إسرائيل وقرار قادتها بإقامة دولة قومية دينية يهودية؛ الوضع واضح . بالإضافة إلى ما يعاني المُستَعمَرُون في ما يعرف بالضفة الى مآسي تجلبها لهم ديمقراطية المحتلّ من إستيطان وحواجز مرور وهدم بيوت وأسر وسجن من يريدون ، فإن الدائرة اليوم تدور على العرب القاطنين في أملاكهم وبيوتهم التي كانت لهم قبل وجود هذه الديمقراطية المسخ في ما يسمى اليوم "إسرائيل". مجرد إعلان وإعتراف الدول بيهوديتها فللعرب المقيمين فيها طريق واحد وهو الهجرة ، الهجرة المقنعة بتهجير مُبرمج، خبره الفلسطينيون منذ سبعين عاما ولا يزالون يختبرونه. لم يبق في الضفة مسيحيون. كلهم وبإستثناء القليل من الصامدين أو المستوري الحال. وتهجير المسلمين قائم ولكن بهدوء
أما ملف إيران وقد كتبنا عنه الكثير فلا يظهر أنه يلقى الإهتمام الكافي إلاّ بما يختص بالنووي وهذا آخر إهتمام البشر في العالم العربي. اهتمام الناس ينحصر فيما تقوم به في العالم العربي، في العراق وقد إحتلَّته واليمن وقد إحتلت أكثره وفي سوريا وهي تحكمه بحكمها لحكامه وفي لبنان وهم يتحكمون بكل تفاصيل حياة الناس مباشرة
حزب الله هو إسم لفرع من الحرس الثوري الإيراني. فإيران تتمدد والموضوع النووي يؤجل إلى أن تُنتج قنبلتها الذرية الأولى فيعود التفاوض وكل أوراق القوة  تكون  بيد من يفكر ويخطط وله من الخبرة في المفاوضات الكثير وعامة الناس هناك يعيشونه في حياتهم اليومية وفي البازارات كما يعيشه السياسيون فيها  ولم ينتبه إليها سادة العالم
أما سوريا فحدِّث ولا حرج. يستبعد سيد البيت الأبيض مجابهة الأسد في الحرب الحالية وقد إعترض على هذه السياسة ثلاثة وزراء دفاع في إدارته واستقالوا أو أُبعدوا كما إعترضت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلنتون وقررت أن لا تتابع المسيرة معه. ربما يفوق الجميع بالذكاء وقد أبدينا  رأياً  في هذا المقلب في مقدمة هذا المقال. ربما لا يمانع في تحرك النظام السوري وضرب المدنيين بطائراته وقتل منهم بالأمس الأول، على ما يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، 63 ثلاثة وستون مدنيا منهم أطفال ونساء وله في القتل والتهجير سبقٌ على من عداه
ما الفرق بين سوريا وإسرائيل وإيران وداعش والنصرة في ما يفعلون؟ تمعنا وسألنا وتابعنا وانتظرنا فلم نعثر على فرق. كلهم يقتلون وكلهم يذبحون وكلهم يهجرون وكلهم يجعلون من حياة  مواطنيهم والعرب حياة بؤسٍ وقرف ولا يعرفون إلى متى ينتظرون. وضع الجميع ثقته وآماله في سيد أميركا وزعيمها والقائد الأول فيها فابتُلوا باليأس لأن من كان أملهم خاب ظنهم فيه وفي البلد الذي يدعي قيادته
"رحم الله إمرءا عرف نفسه فوقف عنده"
26/11/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق