Powered By Blogger

الخميس، 6 نوفمبر 2014

تهديد واستعلاء وسوء تخطيط

تهديد واستعلاء وسوء تخطيط

الإنتفاضة الثالثة تطل برأسها من باحات المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وقد إقتحمها مستوطنون ومسؤولون وأعضاء من الكنيست، دنسوا أرض المسجد بدخولهم عنوة وبأحذيتهم  بعد أن منعوا المُصَلُّون من دخوله،  ووصلوا إلى المحراب الجنوبي حيث نشبت معارك بالأيدي وتدخَّل الجيش بالسلاح وحُلت المشكلة مؤقتا بعد إصابة العديد بجروح. تتكرر كل يوم اقتحامات المسجد الأقصى وكأن المخطط اليهودي يقضي بإبقاء النار حامية تحت رماد تفسيراتهم.

كما تأتي موافقة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عقد لجنة التخطيط والبناء التابعة للحكومة الإسرائيلية التي وافقت بدورها خلال الأسبوع الحالي على إقرار بناء أكثر من 800 وحدة استيطانية في القدس الشرقية، لتؤكد أن هذه الإجراءات إنما هي جزء من سياسة إسرائيلية عامة تجاه مدينة القدس يتم رسمها في أعلى المستويات السياسية. وكان وافق الأسبوع الماضي على خطط لبناء 1060 وحدة استيطانية جديدة.

وباستعلاء تهدد الدولة هذه، بنفس كلام وأسلوب ونبرة  ووقاحة داعش، بالويل والثبور وعظائم الأمور، كل فلسطين أهلها وغزتها خصوصا بالخنوع والخضوع لإوامرها وإلا فإنها ستقيم الأرض وتقعدها ولا تبقي لها ولا لأهلها أثراً. ليس هكذا تورد الإبل ولا هذا منطق من يريد السلام. الإستعلاء والتهديد والوعيد لا يُغَيِّر من الواقع شيئا ولو كانت هذه الدولة قادرة لنَفَّذت تهديداتها من زمان؛ لا ضمير يمنعها ولا تاريخ لضمير يهديها وراعيها يدعمها في باطلها دون خجل وطبعا دون وجل.

بالأمس أيضا هدد وزير مواصلاتها لبنان بإعادته إلى ما كان قبل العصر الحجري الأول إذا أطلق عليها صاروخا واحدا، وهو واضح في تهديده فهو يعني غير ما يقول. هو يهدد حزب الله وإيران بهذا الكلام وكأنه يريد أن يُخبِر الجارة كي تسمع الكِنَّة. متى نخلص من كل هذا؟ لا أحد يدري ولكن كثرة الضغط والإبتزاز ينتج ما أنتجته دول أخرى مثل داعش والنصرة وشباب بيت المقدس وكُثرٌ آخرون، ونخافهم ولا ندري كيف نتخلص منهم ونبكي ونولول لتفاهة تفكير المخططين. ونكون، كما يقول المثل، "في الصيف ضيَّعت اللبن".

ونعود إلى سوريا والعراق لنستشرف آفاق التنظيمات ومخططاتها ونتساءل، لماذا إنفصلت النصرة وداعش عن بعضهما وتحاربا لفترة ثم ساد علاقتهما هدوء واضح وهما كلاهما وِلد القاعدة تربتا في أحضانها وبالفعل هما القاعدة بالتفكير والتخطيط والتكتيك والإستراتيجبة،واستطرِد فأسال الَيس هما فقط إسمان لمسمى واحد إنفصلا لتشتيت التفكير وذر الرماد في عيون الباحثين لأهداف لم تتضح بعد، وإن الزمن القريب كفيل بإندماجهما مجددا بعد أن يحققا الأهداف التي كُلِّفوا إنجازها؟ ألم تحصُر النصرة عملها في سوريا تاركة أمر العراق لداعش؟ ربما نكون مخطئين في تصورنا ولكن الوضع يحتمل صرف بعض المال على دراسات للتحقق من الفرضية.

المبعوث الدولي دو ميستورا يقترح بأن يُركِّز الحلف ضرباته وكل جهوده على داعش كي تَضعُف وربما تخف وطأة خطرها وبعدها يصار إلى التكيز على غيرها. المعنى الذي نفهمه من هذا اللإقتراح ترك نظام الأسد وحزب الله والميليشيات الإيرانية العاملة في سوريا تعمل على هواها وبمرور الزمن يحل محلُها "من يليها" في أرض سوريا ونبدأ من جديد بعد أن يكون العالم قد ضَجِرَ من سوريا والعراق ونرى سوريا تبدأ رحلة العراق عام 2003 لتصبح دولة مستباحة لا جيش فيها ولا إدارة تماماً كما حدث لجارتها في ذلك العام المشؤوم.

لا نستثني دولة إسلامية كداعش تحل محل الدولة وتعلن خليفة لا يقبله إلا المستفيد من وجوده، لا يقبله المسلمون بكل طوائفهم ولا العرب الآخرون وتحكم ما دامت قادرة على الحكم. ويكون الحلف قد قام بكل موجباته ويعود كل فريق إلى من حيث أتى وكأن شيئا لم يحدث.

مُحبطٌ هذا الكلام ولكن من تنطح لمواجهة أخطار تواجه الشرق والعالم لم يكن "قَدّ الحمل" ولا ثقة لدينا به وبما يخطط وقد مضت أشهر ولم نرى مخططا ولا ما يحزنون.
5/11/2014







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق