Powered By Blogger

الاثنين، 17 نوفمبر 2014

إيران تتمدد والعرب يدفعون

إيران تتمدد والعرب يدفعون

بعد إنتهاء إجتماعات قمة العشرين في بريزبين بأستراليا عقد أوباما مؤتمرا صحافيا طويلا و أجاب على سؤالين لمراسلة صحفية عن سياسة أميركا في سوريا وهل صحيح أنه يقوم بمراجعات لتغيير سياسته ومحاربة الأسد قصد إخراجه والتخلص منه،   أجاب بكلمة واحدة: "لا" . وسألته عن الأسد ثانية فأجاب إن الأسد مجرم وقد قتل مئات الألوف من مواطنيه إنما الحل في سوريا سيكون سياسيا يشارك فيه العلويون والسنة والمسيحيون وجميع المكونات السورية وإيران وتركيا .

نفهم إدخال تركيا ، الجارة الملاصقة حدودها الطويلة مع سوريا إلى أية عملية سياسية لحل المشكلة السورية ولكن لماذا إيران، وبينها وبين سوريا مئات الأميال تفصلهما،  ودولة كاملة تقع بينهما ولا مصالح مشتركة تقضي بالتشاور معها؟ هل مَنح إيران حقوق لم تكن وليست الآن  لها في سوريا تعويضا أو جائزة إرضاء عن مسألة لا نعرف ماهيتها؟

أميركا من وضع إيران بموضع الجهة التي يجب عزلها اقتصاديا وأوقع أوباما عليها  العقوبات والآن يُدخلها في كل قضايا العرب وسوريا في المقدمة حيث تحارب مع الأسد ضدَّ الجيش السوري الحر وغيره من المعارضين وتساعده بالمال والسلاح والعتاد للإستمرار في قتل مواطنيه . وهو الآن يرى ضرورة أن تساهم إيران في إحقاق السلام هناك.

كررنا ومرارا بأن أميركا ليست قادرة حتى الآن على إعلان نياتها وسياساتها الخاصة ببلاد العرب وأول من أمس فقط أعلن أوباما غير ما قاله في مؤتمره الصحفي في بريزبين أمس ، وغير ما قاله وزير دفاعه منذ ثلاثة أيام  وغير ما قاله وزير خارجيته في ذلك الوقت أيضا، وسألنا: مَن مِن الثلاثة صادقٌ فيما قال واليوم نسأل أيضا أياً من  موقفي أوباما المعلنَين هو الموقفالنهائي والصحيح ؟ أم أن فيما هو أعلن ويعلن،  ذرَّ الرماد في العيون تاركا لمن أراد تفسير مواقفه أن يختار ما يريد ويختار أيضا الموقف المناسب له؟

سلَّمت أميركا  العراق لإيران وأتبَعَها أوباما فسَلَّمها سوريا وبشكل عام قضى على إستقلالية القرار في لبنان إذ أشرك إيران فيه، وسلَم اليمن بأمها وأبيها وسلم إيران بذلك باب المندب. ولإيران في الصومال رأي وأتباع ولا ندري وبالتحديد أين أيضا ،  إذ لا نريد نحن  أن نمنحها بلادا ليست هي فيها اليوم.

إيران بعد إسرائيل ستصبح أكبر دولة شرقي المتوسط ويوضع العرب كل العرب بين فكَّي إيران وإسرائيل ليُنفقوا ، على محاولات الدفاع عن بلدانهم،  كل ما يرِدهم من مال النفط ومال السياحة ومال الصناعة وغيرها من مداخيل لشراء الأسلحة التي تتطور كل يوم فتجري بالتولت معاملات الشراء كلما تطورت نوعيته.

هكذا تضمن أميركا ومن يجري في ركابها فرص عمل لإبنائها وتضمن تدفُّق الأموال إلى مصارفها والبورصات،  إلى أمدٍ لا نعرف متى يتغيَّر لصالح أصحاب الأموال والبلاد التي ترسل أموالها إلى حيث هذه الأموال "بمأمن" من غوادي الزمان وإرباكاته.

أليس في إدِّعاءاتنا أعلاه بعض الإرتباك والتناقض أيضا؟ أليس في قولنا أن أميركا غير جاهزة برئيسها الحالي على أخذ موقف صريح وواضح وبين أن نقول أن ما يجري سيضع البلاد العربية في مأزق أين منه مآزق عشناها بعد الحرب الكونية الأولى ولا نزال نعاني من آثارها وإرهاصاتها؟

ومن يكون هذا الإنسان المُمَيَّز الذي تكون هذه المآزق،  مآزقنا ، صنع يديه؟ من كان ، هو ليس من يدير الدفَّة اليوم ولكننا بشرٌ نخطىء وقد لا يكون من نتهم بهذا السوء في إدارته،  ونحن لا نملك من المعلومات الشيء الكثير بل نعتمد على ما نقرأ ونسمع ونشاهد ولا نستغرب أن يكون هذا كله مدروس ومبرمج كي نقع في الخطأ ولا ننتبه إلى واقع ما نُجَرُّ إليه. هل نُلَقَم ما علينا أن نقول وهل نحن في بحثنا في ضياع؟
الأيام ستُظهر الغث من السمين،
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً    ***ويأتيك بالأخبار من لم تزود.
وننتظر لنرى ما يحاك لنا.

17/11/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق