Powered By Blogger

الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

من وإلى متى ننتظر


من وإلى متى ننتظر

 
للعرب عدوّان معلنان وآخرون كثرٌ إستعديناهم ، بعضهم ظاهر والبعض  مستتر ولنا قابلية في إكثار من لا يقبل بما نقول لغرض في نفسه أو لتفاهةما نقول. نحن قبائل وعشائر وعندنا من الغزوات، افراحها واتراحها،  استقرّت في وجداننا ولا يزال . عندما نُعمل التفكير أول ما يبادرنا ما رسخ في جذور عقولنا، بطولات الماضي الذي رحل وما نعيش  اليوم من عُقّد يفوق تقديرها ما عندنا من قدرات لفهمها واالتعامل معها فنبتكر دون وعي ونغامر وندفع الثمن

طبعا نُستَغَلّ وقد هيأنا ذواتنا للإستغلال فيأتي الغريب عندنا يقدِّم النصح والإرشاد ونأخذ بما يرى ويقول  ونسلمه زمامنا قال   المهلهل ابن مالك الكنانيّ:   "نَدِمَ الْبُغاةُ وَلاَتَ سَاعَةَ مَنْدَم ... "والبغي مرتع مبتغيه وخيمُ" ، ونندم ونحن البغاة وليس من يستغلُّنا. للغير مصالحهم ونبيح مصالحنا للمستغلين أغرابا كانوا أو من أهلنا وربعنا ومن يدعي أنه يعمل لأجلنا

العدوان الكبيران اللذان إستغلاّنا دون خزف وحتى الثمالة وهجرونا وقضوا على ما ملكت أيدينا وعقلنا وتراثنا وما بنى السلف لنا لنُكَمِّل فنقوى ونعيش بكرامة وعزّة ، كلها أخذها العدُوان بطريق ترسيخ هيمنتهم على ما يطمحون، أرضنا وتاريخنا والدين الذي يحكم أخلاقنا وما بنى الأجداد لأحفادهم. إسرائيل حلَّت محل فلسطين، أرضا وشعبا وديانة فهي أعلنت أنها دولة يهودية ولليهود فقط ولا مكان للغير وحظيت، لأنها عملت بجَدٍّ وبرؤية واضحة، دعما ورعاية وحماية وتمويلا وتفرق"أيدي سبأ" أهل فلسطين التي محاها العالم من خريطته ولم تعد منه

والعدو الآخر الشيعة الإثني عشرية المتمثلة ببلاد فارس وعلى رأسها ولي فقيه يحكم في أمور الدنيا والآخرة وفيه شَبَه لغيره من دكتاتوريّي الدنيا وهم كُثرٌ ولو على تراجع، ما يقوله قانون وأمر لا يُرَدّ ومن يليه من المعممين لا قول له ولا رأي يتجاوز قول ورأي سيده وكيل الإمام الغائب ، الولي الأمر في زمن الغيبة الكبرى. وإيران إجتاحت بلاد الشام وحاولت إجتياح اليمن فربحت ثم خسرت ولم يبق بأيديها إلا العراق وسوريا ولبنان. وكالعدو الآخر شردت وهجرت واستبدلت سكانا بسكان ولاقت كالعدو الأول دعما ورعاية وتأييدا لا يزال يزداد يوما بعد يوم

العدو الثالث فرضي. إسلام متحجر وله غاية واضحة تتعلق بنشر دين جديد لا علاقة للإسلام به ولكنه وعلى مدى نشوئه صٌوِّر على أنه الإسلام الصحيح واستُغِل. إستغله العدوان للعرب بكفاءة عالية، إيران تجد فيه عذرا لمتابعة خطاها للهيمنة ولولا وجوده لكانت مهمتها أصعب وانتشار هيمنتها غير مبرر وبالتالي ذو كفاءة منخفضة القدرات. فالراعيان المؤيدان للعدوين الكبيرين كما قلنا كثيرون ولكنهم معروفون وتكرار تسميتهم لا تفيد

وعندنا وفي بلادنا عدو آخر لا يمكن طرده ولا محاسبته ولا محاربته، وهذا العدو هو نحن، عربان هذا الزمان الرديء

ونغتنم هذا السياق لنضيء على أمرٍ اصبح عقدة العقد، وهو وضع المسيحيين حيث للعدوين ساحات ونفوذ. المسيحيون هم الأقدم والأعمق جذورا في الأرض الطيبة التي إنزرع فيها الإسلام بعدذلك وكان للمسيحية دور أساسي في إنتشار الإسلام فهي، وعلى قرون، هيأت بيئة حاضنة لكل ما هو جميل ومفيد ومُبَشِّر بالخير ومُطَوِّرٌ لمجتمع يشكو الكثير من الفُرقة والجهل والتقوقع في كنف قبيلة أو عشيرة ضيقة الأفق محدودة المعرفة

الإسلام الذي نذكره  هو الإسلام الذي جاء في القرآن والأحاديث الصحيحة وليس ما أنتجته أدمغة مريضة إستغلها حاكم يستفيد من تفسير يهيأ له ليحكم بغير ما جاء به الإسلام. يوم نزل الوحي كانت أولى سُوَرِه "إقرأ"، لأن الأمية كانت  النمط وقيل أن النبي طلب جدولاً  بمن يقرأ ويكتب من العرب ليسجل  ما ينزل من آيات  كي لا تنسى أو تُحفظ بخطء يشوبها فوجدوا (17) كاتبا قارءا في كل أنحاء الحجاز

الدين الإسلامي وربما غيره أيضا يُستَغَل والدولة الإسلامية شاهد ماثل للعيان، والحروب المنتشرة في ساحات بلاد الشام واليمن وغيرها ، مُخرجاتها واضحة. الشيعي عدو السني والمسيحي عدو الدولة الإسلامية وفروعها المنتشرة وأماكن العبادة بقاؤها مرهون بعقيدة المتواجد قربها والأصوات تتعالى من "مسلمين؟!" أن المسجد الحرام يجب أن يزال لأن الصلاة فيه ليست لله

بهذه العقول والمباديء والقناعات والثقافات والتحديات ماذا ينتظر العرب ليقيمون الدنيا ولا يقعدوها إلا بشرط؟

24/8/2015


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق