Powered By Blogger

الاثنين، 3 أغسطس 2015

تجهيل الفاعل

تجهيل الفاعل

معايير يردِّدُها من عندَهُم الحرية في الكلام ولا تَعني الكثير لمن يسمع وبالأخص من إبتُلي بما سمع وصَدَّق. جاء في صحيح البخاري : "لا يلدغ المؤمن من جُحر واحدٍ مرتين" ؛ والجُحر لم يتغير والسامع هو المؤمن الذي يلدغ مرة بعد مرة. 

الأولويات والمعايير تعبيران متباينان لا ينسجمان، لكل معناه وصفاته،  ولا يدخلان في لوائح "أولويات" المتكلمين. هل يعرف المتكلمون الفارق بين الكلمتين ويشيحون بعيونهم وعقولهم عن معناها ويتصرَّفون؟ يعني هل يعرفون ويقبل الضمير عندهم أن يَغُضُّوا الطرف فلا ينظرون وليتضرَّر من يتضَرَّر ويستفيد من يستفيد.

كيري، وزير خارجية أميركا، حرص في مؤتمر صحفي تبع لقاءه والرئيس السيسي في القاهرة  ، على إبداء قلقه على الحريات في مصر وفي العالم العربي ويقول أن أولويات بلده هي محاربة الإرهاب. تصوروا الحريات في اليمن وسوريا والعراق ومؤخرا في لبنان والبحرين تحارب الإرهاب؛  حرية حمل السلاح والتعدي على الآخرين فُرادى وجماعات وتطهير عرقي قام ولا يزال قائما وبراميل متفجرة تقتل الآلاف وأطفال يُحرقون فيها وفي فلسطين وشعوب تطرد من بيوتها بدءاً بفلسطين والآن بسوريا والعراق،  ومذاهب وحضارات تُمحى وبحرية تامَّة ولا من يسألون.

هل حرية "الإخوان" هي مطلب كيري وهم من هم وأصل البلاء في عالمنا. هم من إصطفى المذاهب السلفية وسَوَّقها ومنها أتت القاعدة وبناتها النصرة وداعش والثمانون الآخرون العاملون في بلادنا ، القاتلون لكل من وما يقف في طريق إرهابها. الأ يقرأ كيري وأجهزته تاريخ من يحالفون ويدعمون ومن يُعادون يحجَر عليهم ويُتركون؟

 لعل كيري ومن هم في منزلته أو أعلى لا يعرفون عن حضارات وثقافات البلاد التي يقررون مصيرها إلا ما يسمعون من نظرائهم الذين تبوأوا المراكز بالوراثة أو بالإنقلاب وهم دون إستثناء في الجهل متجذرون. هم لا يعيشون هموم الناس،  وليس عن عدم تعاطف إنما لأنهم لا يعرفون ما يقلق الناس. رغيف الخبز وشربة الماء وانقطاع التيار الكهربائي لزمن يطول ويقصر حسب الظروف،  لم يعانونه، وإن سمعوا به فلا قدرة أو خبرة لهم على فهم هذا النوع من المعاناة ولهذا هو ليس من أحاديثهم في زواياهم وقاعات الإستقبال،  وطبعا هذه المعاناة  لا تُنقل من كبير محلي إلى كبير غريب لأنه ليس حديثهم اليومي،  ويبقى الجهل ويتمدد في مكاتب وعقول القوي الزائر المعربد والمطالب بالحرية للناس.

الحريات مطلوبة ممن ذكرنا فقط ولا تشمل من وقعوا معه النووي وإن قال في مؤتمره أن إيران من أبرز من يصدّر أو يقيم الإرهاب. وإيران كما يعرف الجميع لا تهمها حرية الشعوب لا عندها ولا في المحيط الذي تعيش فيه؛ الحرية مقصورة هناك على من ترضى عنه العساكر والوالي الفقيه وكل هؤلاء فئة صغيرة مميزة يقودها واحد أحد، يفكر عن الجميع وكلمته موحى بها من القدرة الإلهية لا مَرَدَّ لها .

لا يهمُّ الناس أجتمع كيري والجبير في حضرة تميم في قطر أو زار إحدى عواصم المنطقة  لافروف ما مُسَوِّقا بضاعته ، لا يهمّ ، كلهم سواء. كلهم لبلادهم مصلحة والحكام عندنا لهم مصلحة ، والشعوب لها مصلحة لكن مصالحها مؤجلة إلى أجل غير مسمى إلى أن يتغيّر الطاقم المتربع سعيدا على عرش العالم ويأتي بدلا منه من في مقدوره أن يحكم بضمير. يظهر مما كتبنا اليوم وبالأمس أن الحكم بضمير حيّ صعب وإلى أن يأتي من هو على قدرها, ما على الشعوب إلا أن تنام نومة أهل الكهف وتنتظر.
3/8/2015






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق