Powered By Blogger

الأحد، 16 أغسطس 2015

ديك نزار قباني


ديك نزار قباني


"في حارتنا ديك" قصيدة ألقاها نزار وفيها من الوصف ما لا يضاهى. ديك يتمخطر ويتكلم ويحكم لأن من خَلَّفه ترك له إرثا كبيرا من أتباع غُسلت أدمغتهم على عقود وصَدقوا أن الديك فحل لا يُجارى وصدَّق الديك أن أتباعه على يُقَيِّموه بِحقّ

وفي حاراتنا زرازير مزنطرة معنترة لا نجوم على أكتفها ولا حول لها ولا طول ، ولكنها هنا،  ترفع الأصوات والصريخ والزعيق ليس من مناقيرها ولكن من صهيل أو نهيق مستورد، يُستجدى من آخرين يقررون نوع الصريخ المسموح ، يدعمونه بالمال والسلاح فقط عندما تكون  لهم حاجة لا تستأهل إظهار سِحَنهم فيبلغوا غاياتهم  بريش زراريهم التي يفقسونها مقلِّدين ديك نزار، لكن لا حول للزرارير ولا طول دون دعم من صهيل أن نهيقٍ ما

في الشرق جنرالات يحكمون وآخرون يطمحون ويتخيَّلون أنهم دِيَكَة او مادة لديك على مزبلة ، أيُّ  ديك أكان إسمه بشار أوصدام أو مُعمَّر لا يزال في الحكم أم محاه التاريخ وبقاياه في الثرى. هؤلاء الجنرالات لهم نظرة متقدمة لا نفهمها ولا هم يفهمونها ولكنهم يثابرون ما دام وراءهم دعم من صهيل أو نهيق

منذ أسبوع غَرِقت شابة سعودية في بحر لشاطىء لبناني، غرقت لأن والدها لم يسمح لأحد أن ينتشلها من الماء لأن "الشرف الرفيع" لا يسلم إن مسَّت يد غريبة جسمها ؛ ماتت لمبدأ ديني لم يفهمه والدها ولكنه تربَّى في بيئة تعتبر الإمام إبن تيمية متحرر وربما إباحي وهم أصوليون سلفيون أحرص منه على دينهم. وفي الماضي الغير بعيد طلَّق رجل زوجته لأنه أتى البيت فوجد فيه دبور فقال لإمرأته "اليوم دبور وبكرة زرزور وبعدها زلمي، روحي طالقة". إذا تحدثنا عن الجهل الديني إعتبروك كافرا لأن عِلمهم أتاهم من شيخ معمم، والعمامة على فهمهم كافية للحصول عاى درجة العالمية من جامعة الأزهر الشريف

يحضرنا حسان إبن ثابت بقوله:؟
لا بأسَ بالقومِ من طولٍ ومن عظمٍ،.... جسمُ البغالِ وأحلامُ العصافيرِ
المشكل أن  ضرر هؤلاء الزرازير لا يقاس بحجمهم الطبيعي بل بحجم من يساندهم وبالتالي هم على قدرة تعطيل البلاد وشل العباد وجرِّ البلاد إلى قعر لم تعتد الهبوط إليه قبل تشريف هذا الوبأ البلاد ودخوله كالحشرات من كل فجوة ليجعلوا منه بلدا موبوئا يرتاحون فيه لآنه يناسبهم خَلقا وخُلقا وبيئة كالتي أتوا منها واعتادوا عليها ، يجرّون غيرهم إلى مستواهم فتستقر لهم الأمور إذا نجحوا وإحبطوا كل من لا يرتاح لهم
في لبنان زرزور تدعمه عمامة بإذن من الوالي الفقيه وحوله من عائلته من هم على مثاله يجترّون أقواله ومذهبيته الفاجرة المدعومة من مذهبية يعتقد الكثيرون أنها ضد مذهبيته وريما هي كذلك ولكن الداعم والمدعوم، السيد والتابع، يتكاملان مرحليا وهذا يكفي لتفاهم على التقاسم الرابح الأكبر فيها من خارج البلد. هذا يُسَمّى في قواميس السياسة ،أي عندما لا تتلاءم مصلحة البلد ومصلحة الخارج، يسمى خيانة يعاقب عليها القانون إذا كان القضاء وقضاته قادرون عادلون . وفي النهاية الخسارة والفشل ، أكانت أم لم تكن في الحسبان فلا يلومون إلا أنفسهم
 
قد يكون هذا البيت للمهلهل بن مالك الكناني وربما لغيره، وهو يختصر المقال:؟ 
نَدِمَ البُغاة ولاتَ ساعةَ مَنْدَمِ *** والبغيُ مَرْتَعُ مُبْتَغيهِ وخيمُ

15/8/2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق