Powered By Blogger

الخميس، 27 أغسطس 2015

الكذب مهنة


الكذب مهنة 

إن صرخنا بأعلى صوت وأبلغنا العالم أننا سئمنا بعد أن يئسنا من أن يحيا ضمير ما ، له القدرة والقوة والبأس في عالم رديء لا يهُزُّه ما يجري في بلادنا ، بلاد الأغبياء طيبي االقلب مصدقي كل عهد والمصفقين لكل وعد، بعد أن حلَّ البلاء بالبلاد  ولم يعد يفرق الحي من الميت إلا  القدرة على الصراخ أو الكفن إذا توفَّر

المسؤولون الظاهرون أصحاب المصالح أربعة لا غير. رئيس أميركا وهو لا يتعب من تصريحاته بأن سوريا ليست من أولوياته. والوالي الفقيه الذي يُصِرُّ على حكمه لبلاد الشام وغيرها ويمنع لبنان مثلا من إنتخاب رئيس له ولنواب يمثلونه ولا يقبل من الحكومة أن تقرر دون موافقته، ونتنياهو والذي يفيده ما يجري بعد أن تعهَّد المحاربون ومن يوجههم بتقسيم البلاد مذهبيا فيصبح طلب الإعتراف بدولته دولة يهودية، طلبا مرتاحا لأن أعداءها زالوا من الوجود. وبوتين الذي يتمسّك بقاعدته البحرية في ساحل سوريا في خضَمِّ ما يجري ويسعى لتكبير حجم بلاده في البلاد التي تتمسك بخيط هواء خوفا من الغرق في ما هو أسوأ

هؤلاء المسؤولون ضمير كل منهم مَرِن ويتغيِّر مع هبوب الرياح ويكذبون إن وجدوا أن كلامهم لم يَعّد مسموعا ليحولوا الأنظار من مكان إلى مكان. يستلهمون من المآسي خططا ومن الخراب تصاميما ومن البراميل أسبابا لهجاء من لا يضُرُّهم هجاؤه ولا ينفعهم مدحه، علّ في ما يلهمهم شيئا من تطمين المتألِّمين الرازحين تحت نير الظلم الذي لم يسمعوا بمثله ولم يخطر على بالهم العيش تحت  ظلاله

أي شرح لا يفيد ونكتفي ببتين من شعر الأعشى، وهما على ما قيل "أكذب ما قيل":؟
لو أسندت ميتًا إلى صدرها *** عاش ولم ينقل إلى قابر
حتى يقول الناس ممّا رأوْا *** يا عجبا للمَيِّتِ الناشر

والكذب كان ويكون وسوف يبقى ما دام في العالم كبار قادرون يحترفونه متفنِنين بصياغته


26/8/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق