Powered By Blogger

الاثنين، 10 أغسطس 2015

"القطبة المخفية -2"


"القطبة المخفية -2"


أيجوز أن نبدأ بتعداد ما لاح في الأيام القليلة الماضية من أصداء لتطورات يلمسُها المراقب وتدور في الذهن ولو بحذر نابع عن سنوات من الإنحدار أوصلنا إلى ما أوصلنا، زمن يُعتبر اليأس والإحباط فيه نمطا للحياة لا يتغير ولا يتحول ولا مكان فيه إلاّ لمتابعة التدهور والهبوط  إلى قعر سحيق 

لهذا لا نُصّدِّق أن من بيده الربط والحل إرتأى أن  يحيد عن طريق ألفناها لكثرة ما عانينا منها إلى زواريب كانت موئلا لأحلامنا. ولهذا نتمهّل ونتأنى بإنتقاء الكلمات كي لا نُحبَط أكثر مما نحن فيه ونفقد الرغبة في البقاء والقدرة على الحياة لو تبيَن أن ما نقول أضغاث أحلام رماها سيء خلق في طريق نسلكها ليُشَوِّه العقل والأحلام

لكننا نذكَّر أن هناك وقائع تأتي من مراقبين عادة ما يكونون صادقين يعيشون أيامهم قرب ساحات القتال والإنتحار يقولون أن تَغَيُّرا حصل وأن فريقا ربح وآخر خسر ، والربح والخسارة ملحوظتان لحجم وقعها في العالم الذي يهتَمّ أو لا يهتم ولكنه مُجبر على قول ما يقول اليوم المتعارض عما كان يقوله بالأمس، ونحن نتلَقّف الكلام ونبني عليه ونلمس تغَيُّرا في الساحات وفي كلام الأقوياء، الكلام المستجد والمتغير اللاحظ لما في الساحات من إشارات ليس في المقدور تجاهلها

طبعا لا ننسى أن يكون لصاحب القول المتغير دور ، وهو في الساحات موجود يديرها عن قرب أو بُعد لا فرق ويفاوض ويقبل ويرفض دون رضى من في الساحة، ويُعطي النصر لمن يشاء ويوقع الخسارة على الأهوج الذي صَدّق الوعود وقتل وخرب وسبى وقطع الرؤؤس وهجّر الناس وأفقرهم إلى عقود مقابل بدل لا يتحقق. أداة هو يُستعمل لأمد ثم يُرمى في مطامر نفايات التاريخ

نعود إلى واقع اليمن، حيث للحوثيين والمخلوع صالح نهاية بعد أن فقدا لزومهما لمُفاوِضٍ ما في أمر ما ، في بلد بعيد،   وحتى بقاؤهما على قيد الحياة ، وهذا ما أصبحوا يتوسلونه "كسدرة المنتهى" ، ولكنهم  لمن رعاهم  صاروا من "لزوم ما لا يلزم" ، وتنهي حرب وتبدأ مسيرة إعمار لبلد منكوب آملين أن تستمر "عاصفة الحزم" لبناء ما تهدَّم

أما سوريا فلها حسابات تختلف ولكن الساحات تحكي نفس حكاية اليمن، فالحرب وإن كانت فيها سِجال، تدور دوائرها على من كان من رعايا إيران وروسيا، والذي لم يعد له لزوم وفي مزابل التاريخ الممتلئة نفايات مكانا له. الأمر المُحَيِّر للرعاة إختيار مزبلة في بؤرة في دولة تقبله، وإن لم يتحقق ففي تاريخ ما نبحث قذافي لم تتح له فرصة الإختيار وقد تتكرر هنا ويلقى نفس المصير، وهذا يقرره الرعاة

العراق فاجأ العالم بقرارات إصلاحية لم يكن من الممكن حتى التلفُظ بها دون أن يكون للكبار قولٌ وقرار، وإن كنا لا نرى فيها الوضوح الذي يؤهلنا لمتابعة الكلام

والله على كل شيء قدير وكذلك الشعوب أن نَوَت وقررت وتحررت من نفايات الماضي الطويل ومفاهيمه
10/8/2015

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق