Powered By Blogger

السبت، 8 أغسطس 2015

يوم ذي قار



يوم ذي قار هو يوم من أيام العرب في الجاهلية. وأول يوم انتصف فيه العرب من العجم. ذهب المؤرخون إلى انه يوم فيما بين سنة "604" و "615 م"..  وكان سببه أن كسرى أبرويز غضب على النعمان بن المنذر ملك الحيرة واستدعاه ، فلجأ إلى هانئ بن مسعود الشيباني واستودعه أهله وماله وسلاحه، ثم عاد فاستسلم لكسرى، فسجنه ثم قتله

وأرسل كسرى إلى هانئ بن مسعود يطلب إليه تسليمه وديعة النعمان، فأبى هانئ دفعها إليه دفعاً للمذمة، فغضب كسرى على بني شيبان وعزم على استئصالهم، وجهّز لذلك جيشاً ضخماً من الأساورة الفرس يقودهم الهامرز، ومن قبائل العرب الموالية له، من تغلب والنمر بن قاسط وقضاعة وإياد، وبعث معهم كتيبتيه الشهباء والدوسر

 فلما بلغ النبأ بني شيبان استجاروا بقبائل  بكر بن وائل ، فوافتهم طوائف منها، وكانت غطرسة كسرى والفرس قد بلغت أوجّها، وظُلمه لم يعد يطاق فكانت أوامره للشيباني بتسليم الوديعة وفيها سلاحه وماله وأهله  "القشة التي قصمت ظهر البعير" ولم يعد للعرب طريق إلا الذود عن الحياض وخوض المعركة التي أعَدَّ لها كسرى كامل العدة . فتداولوا في أمرهم واستشاروا واستقر رأيهم على البروز إلى بطحاء ذي قار، وهو ماء لبكر بن وائل قريب من موضع الكوفة. وكانت القبائل العربية في أكثرها نصرانية والإسلام في أول إطلالة له

وكانت المعركة التي لم يكن لها نظير ولم يتوقعها بشر إذ إنتصرت القبائل على كسرى وجيوشه وكانت خسارته مُدَوِية ونهاية لمملكة الفرس إمتَدَّت إلى قرون. لما بلغ الرسول هزيمة جيش كسرى، قال: "هذا أول يوم انتصف العرب فيه من العجم".؟

دالت دولتهم وزال حكمهم وأصبحوا بين ليلة وضحاها ولايات تتبع العرب الذين كانوا من رعاياهم. وبقي الحال على هذا المنوال 14 قرنا ثم عادوا ، يتغطرسون ويحيكون المكائد ويتحكمون في مصير العرب وكأنهم يثأرون من يوم ذي قار.
هيّأ بوش الأب وبعده بوش الإبن ظروف الإنتصار للفرس فأزالوا الحاجز الفاصل  بينه وبين الضعاف من الدول، فأخذوا يسرحون ويمرحون ويقبلون ويرفضون ويَتَنَمَّرون بعد أن زال حاجز  العراق من الطريق، وسُرِّح جيشه واضطُهد قادته وإدارته المدنية فاجتُثَت لبعثيتها فأصبح العراق "جسماً بلا روح" ، وولاية تابعة للوالي الفقيه ترفده بمال نفطه وبخيرة شعبه.  رحم الله أبو نواس الذي سبق فشرح الحال في بيتين من الشعر فقال:؟
ما زِلتُ أستلّ روحَ الدنّ في لَطَفٍ ... وأسْتَقي دمَهُ منْ جوْفِ مجْرُوحِ.،
حتى انْثَنَيْتُ ولي رُوحان في جسدٍ ...، والدنّ منْطَرِحٌ جسْماً بلا روحِ

وأتى بعد الأب والإبن بوش خليفتهم فأكَّد للفرس إمبراطوريتهم ووقع معهم إتفاقية الندِّ للندِّ وترك ما ألحقوه بهم من بلاد في حوزتهم وتحت رعايتهم ووُصفوا بأنهم أمة عظيمة ومن قوتها تستقر الأمور وتنتهي الحروب دون أن تكون في حوزتها لأمد ليس بالبعيد أداة نووية تهدد حليفتها القابعة على بقايا ما كان موئلا لأمة شتَّتها وعد بريطاني منذ قرن ودعم أميركي لم ينقطع

والأيام في كَرٍّ وفر والغد يأتي ويأتي بعده ونعلم عندها ونتعلَّم. ونستذكر قول طرفة إبن العبد وفيه حكمة ورؤيا وتطلُّع إلى غد أخباره سِرُّه فيه:؟
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلًا *** ويأتيك بالأخبار من لم تزود

وليس على الناس إلاّ أن تقوم بما هي قادرة عليه، كقول التميمي:؟
ما كلف الله نفسًا فوق طاقتها *** ولا تجود يد إلاّ بما تجد

وللحطيئة، وهو الهاجي بكل مناسبة لا ينسى أن من يفعل الخير يكافأ عليه قول :؟
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه *** لا يذهب العُرف بين الله والناس

في هذه الأبيات حكمة أتتنا من قرون بعيدة يوم كان الصدق عند الناس حسنة والكذب مرذول والعدل مطلوب والشرف ميزة للناس كبارهم والصغار
7/8/2015








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق