Powered By Blogger

السبت، 15 أغسطس 2015

بوادر حلحلة

 بوادر حلحلة

 
أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ (150-204هـ / 767-820م)  ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة ومؤسس علم أصول الفقه، وإمام علم التفسير وعلم الحديث، وفصيحاً شاعراً، ورامياً ماهراً، ورحّالاً مسافراً

قال فيه الإمام أحمد: " كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس»، وقيل أنه هو إمامُ قريش الذي ذكره النبي محمد بقوله: "عالم قريش يملأ الأرض علماً". هذا الذي قال:؟
ولرب نازلة يضيق لها الفتى ..... ذرعا وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلما استُحكمت حلقاتها ..... فُرجت وكنت أظنها لا تُفرجُ

الترياق جاء من العراق. وإذا برئيس الوزراء هناك ينتفض على فساد البلاد ويعلن على الملأ مشروعا إصلاحيا جريئا شاملاً واعداً ويُصدِرُ من القرارات ما يثلج القلوب ويريح الأعصاب، مع الشكِّ الذي يساور الناس  والخوُّف من الإنقلاب على الإنقلاب لتزداد قوة ونفوذ مؤسسة الفساد الضاربة أطنابها في التاريخ الحديث وفي كل مكان. وليس من عجب  في الشك والخوف فالدولة بكامل أجهزتها البشرية غارقة فيه ورفع اليد عن أموال الدولة و شعب العراق المسكين يطال شبكة أولها في رأس البلاد مرورا بالوزراء ووكلائهم والنواب ورؤساء المصالح والدوائر إلى أخمص القدمين،  وهم يكوِّنون شبكة أُحسن نسجها ولم يتركوا فجوة يدخل منها مُتفَرِّج مستطلِع فَضول

ما قام به الدكتور حيدر جواد العبادي يدعو إلى الدهشة والإعجاب، وهو مستمر في مشروعه ويُسَرِّعُه ما استطاع يسابق ما قد تدافع به مؤسسة الفساد وشبكاتها عن وجودها وما قد تخسر من الأموال التي تجبيها والنفوذ الذي يواكب نجاحاتها. كل حركة ضد الفساد تحمل في طياتها أخطار مقاومتها من صاحب المصلحة ودَفعه عن شرِّ هجوم الإصلاح عليها والذي تخشاه واقد طلَّ برأسه وأصبح أمرا ملموسا ومعلنا.  هذه المخاطر لن تقف عند حدّ والفاسد سيبقى يحارب إلى النهاية مستعملا كل الأدوات التي يملك والساحات التي تتاح له بما في ذلك التصفيات الجسدية

والعراق بداية تلتها عاصفة الحزم لتحرير اليمن والتي بدأت تحقق أهدافها وتطرد المحتل المدعوم من إيران. السعودية لا يلائمها تواجد خصمها شرقا وغربا كما هي تطمح أيضا في طريق آمن لمنتجاتها في بحر العرب، وهو هدف إستعصى عليها منذ تأسيسها إذ منعتها مصالح الدول الكبرى من ذلك ليبقى الممر الوحيد لنفطها في الخليج العربي حيث تَسهُل مراقبته وضبطه

أما سوريا فعلى ما فيها من تعقيدات فان النظام بدأ بالإنحلال ولكن نهاية الحرب لن تكون قبل أن يتقاسم الشرق والغرب المصالح هناك ويضمن كل واحد إستمرارها  ولذلك فانهم سيتفقون أولاً على من هو الاجدر  لضمان هذه المصالح فيرتبون أموره بحيث يكون أويبقى فاعلا، بعد أن تعلموا من خبرات أعمالهم في العراق وفي أفغانستان حين تركوا البلاد سائبة وفي فوضى عارمة سادت ولا تزال دون جيش ولا حكومة،  ويظهر أنهم لا يريدون أن يتركوا سوريا  "جسماً بلا روحٍ" فتنتفي مصالحهم فيها
 
الوحيد الذي لم يفهم مخرجات أعماله، الباني على نووياته مجدا لن يُفَرِّط فيه، والساكن في دنيا من نسج خياله،  يحتضن مقولة "أن الإتفاق سوف يؤدي إلى زيادة التعاون بين دول يسود شعور العداء بينها ويتوقع أن تبدأ إيران والسعودية بالفهم بأن العداء بينهما  مجرد أوهام زائفة". هذا ما قاله لل سي إن إن، إقتبسناه من جريدة النهار التي نشرته اليوم

14/8/2015
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق