Powered By Blogger

الاثنين، 24 أغسطس 2015

إيران الجديدة وتطلعاتها


إيران الجديدة وتطلعاتها


ماذا تريد إيران من بلاد الشام بعد أن حكمتها لأعوام وساهمت بدمار الحجر فيها وبتهجير البشر منها وإبقائها ساحة حرب لا تبقي ولا تُذِر وتفسح في المجال لها لإبقاء قدراتها على التحكم في جوارها قوية  وهي لم تترك له ولا الجوار مجالا للتنفس؟

في الأمس وليوم قبله نزلت جماهير شعب لبنان الغاضب إلى ساحات بيروت القريبة من مجلس النواب المجاور لسراي الحكومة تطالب بإزالة النفايات من شوارع لبنان. والنفايات استولت على الطرق وارتفعت في الزواريب لتلامس شبابيك الببوت على طابق وحتى طابقين وانتشرت روائحها في كل مكان. عَجز الحكومة سبب،  وقصدُ بعض زعماء المعارضة منع الحكومة من حل المشكل لتأجيج مشاعر المتضررين، الأكثرية الساحقة في البلاد. وهكذا كان ونزلت جماهير إلى حيث حُدِّد لها وكانت المطلبية العارمة معيشية ولاقت من الناس كل الناس تأييدا واضحاً وبدأ الحشد يكبر واللافتات تحمل شعارات المطالبة المُحِقّة

دخلت المظاهرة عناصر شغب وتغيرت اللافتات إلى طلب إستقالة الحكومة وإستقالة النواب ولم تَمُرّ ساعات إلا وبدأ التعدي على الجيش والدرك المواكب للمظاهرة بزجاجات فارغة ونفايات ومحاولات لإزالة الحواجز المنصوبة بين المتظاهرين والسرايا الحكومية ومبنى مجلس النواب المجاور . وتغيرت الصيحات واللافتات وصارت المناداة بتغيير النظام وترك البلاد في يد الشعب لأن السياسيين كلهم "نفايات". أُطلقت أعيرة نارية وجرى إشتبالك حصيلته جرحى بالعشرات من الفريقين

إتّضح الأمر وبدأت ردود الفعل المؤيدة للتظاهر المطلبي والشاجبة لأعمال المخربين المدسوسين فأبلغت جماعة ""طلعت ريحتكم" التي نظّمت تحرّكاً شعبياً كل المؤازرين أنها تنفضَ يدَها منه وأنها ألغت دعوتها للتظاهر. بعد أن تحوّل الى حركة غير سلمية فحرّف المندسّون بين المتظاهرين التحرك عن مساره السلمي وحاولوا إزالة الأسلاك الشائكة للاقتراب من السراي الحكومي وحطّموا عدداً من السيارات وواجهات بعض المحال التجارية ونهبوها، وأضرَموا النار بالعوائق والأسلاك الشائكة ورموا قنابل صوتية واعتدوا على القوى الامنية المولجة حماية السراي الحكومي والمؤسسات العامة وأملاك الناس. وقد أحرقَوا دراجة نارية لقوى الامن الداخلي، ومحطّمَوا إشارات السير في وسط بيروت وأضرَموا النار في خيَم المعتصمين؟واعتدوا على آليّات قوى الأمن؟

قامت قيامة كل السياسيين ووسائل إعلام المجتمع المدني ، الكل يلوم الجيش على تعدِّيه بالرصاص على المتظاهرين.ونامت بيروت على خوف مما قد تؤول إليه الأوضاع. وجاء اليوم الثاني وكبرت المظاهرة وتمكّن آخرون، غير أصحاب الدعوة إلى التظاهر التي سمّت نفسها "طلعت ريحتكم" بإدارة الدفة وهجم بعض المتظاهرين على مراكز الجيش ورموا عليه قنابل "المولوتوف" ولكن الكثيرون رفضوا الأسلوب المُستحدث واجتمعت اللجنة الداعية إلى التظاهر وأعلنت أنها لن "تُغَطِّي" التحرش بالجيش ولا تغيير المطالبة من إزالة نفايات إلى تغيير النظام ودعت مناصريها بالإنسحاب وهكذا كان

بقي في الميدان من قلب ظهر المِجّنّ على رؤوس البلاد والذين تبيَّن فيما بعد بأنهم مندسوون من حزب الله التابع لإيران، الحزب الذي لا يتحرك دون إذن منها، يمشي وراءه تيار الجنرال عون والذي يلائمه خراب البلد لأن مطامعه الكثيرة في الحكم لم تتحقق. أرسل الحزب من سرايا المقاومة مُقَنَّعون وملثمون لا يهمهم من الدنيا إلا الراتب الذي يتقاضونه وأرسل عون من زبانيته وزراء ونواب وأعوان يزيدون من "الطين بلة" ومن إنفعال الناس يأسا يدفعهم للمغالاة  فيما يفعلون

هكذا تعامل حزب الله والتيار الوطني الحُر بلبنان ومستقبله لأن رجوع لبنان إلى ما كان عليه ناسه من عزة في النفس وحرية في الرأي وتفاهم وعيش واحد ، لا يناسب الفريقين التابعيت لدولة الوالي الفقيه ، راعيهم ومُحَرِّك طموحاتهم  يريد لهم  زيادة في تحقيق طموحات سيدهم القابع في قصره في مدينة قم، تلك المدينة التي كُتب عليها أن تُذكر مقاما لِمُعَمّمٍ والٍ وليست مدرسة يتعلم فيها الفقهاء ما يغيب عنهم ولم يتعلموه في الحوزات الأخرى. قم بلدة جامعية تاريخها يدعو للإفتخار ونأمل أن تعود إلى تاريخها ملجأ  للدارسة كما هو الأزهر دار علم ومعرفة

24/8/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق