Powered By Blogger

الجمعة، 27 مارس 2015

هل دقَّت الساعة


هل دقَّت الساعة

أخبار اليوم تفاجيء الكل. السعودية قررت وتدخَّلت في اليمن. إعتدنا وحتى قبل منتصف ليل الأربعاء الخميس ، على الإستنكار الكلامي  بدل الفعل الحازم. وها نحن نرى أن الوضع تغَيَّر والسعودية أقدمت وأقدم معها آخرون كانوا ينتظرون أن يلحقوا بقيادة جريئة وحازمة وقادرة فكان  للسعودية فرصة لم تتردد في إغتنامها.  الخطوة هذه تعطينا أملاً فقدناه على عقود وها هو الأمل يتجسَّد بقرار لم تتوقعه شعوبنا ولا إيران ومن يدور بفلكها.

إيران لا تستطيع السكوت فسمعتها وصورتها تهتَزّ وفقدانها الهالة التي طورتها على عقود السكوت العربي قد يفرض عليها إنزواءً لم تعتده رغم عقوبات فُرضت عليها وتكاد أن تخنقها. وهناك مكاسب حققتها في بلدان عربية كثيرة ولا تستطيع أن تخسر أيا منها، فأية خسارة في أي بلد يجُرُّ خسارات أخرى وبالأخص بسبب وجود تبعيات إنضوت تحت عبائتها خوفا منها لا إيمانا بها وبقناعاتها وسياساتها وتصرفاتها .

الوضع في الشرق الأوسط  هو الأول من نوعه والتكهنات تختلف بإختلاف المُنَظِّر وانتمائه،  ولكن كل التحليلات تؤشر إلى تفاقم المآزق وارتفاع منسوب التهيؤ لما قد يكون الأفضل أو الأسوأ  وليس بينهما مساحة لغير التوقُعين. للبعض ، حصيلة ما يجري سيكون بمثابة الإنتصار أو الفشل والربح أو الخسارة وأعتقد أن البعض ممن نعني يتهيأون لإحدى الفرضيتين، فإن ربحوا بقوا وإن خسروت هاجروا أو هربوا أو قُبض عليهم ودفعوا الثمن الذي لم يكن في الحسبان.

وبدأت ردَّات الفعل تظهر عندهم بوضوح وإن لم تكن، على ما ظهر، محددة الأهداف. بعض كبارهم ، ومنهم وزير خارجيتهم كان في تعليقه حازمامنددا لمن يريد أن يفهمه كذلك ودبلوماسيا  متأنيا لمن يريد أن يفس كلامه كذلك. وكما نسمع عن رسائل بعث من الرئيس  روحاني إلى أوباما معارضا ما أقدمت عليه المملكة وكلام نافر صدر عن رئيس لجنة الأمن في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي وكل من هو مستنكر ممن كان متضررا من إعاقة التوسع الفارسي ومنعه من أخذ مداه ،  وأيضا من قرار صدر عن مجلس الجامعة العربية يؤكد أنه لن يُسمح بعد الآن لأي كان  التعدي على أيٍّ من أعضائه.

وهذا كان  محض كلام من يومين فقط لا يأخذه عاقل بالحسبان وأصبح اليوم يُحسب له ألف حساب.  ويحضرني قول الشاعر الجاهلي "مسفر بن مهلهل الينبغي".: ويعزونه أيضا  إلى الامام الشافعي، وفي هذه الحالة معناه ذو صلة لافتة:
ما بين طرفة عين وإنتفاضتها   يغير الله من حال إلى حال

وإشاعات تتوالى عن  إنشقاقات داخل إيران واختلاف في الرأي بين المرشد الأعلى والحرس الثوري من ناحية وجماعة روحاني  من ناحية مختلفة.  فالأول. وقائده اليوم هو الفريق محمد علي جعفري ، فيما قائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله الخامنئي هو فعليا   القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية التي تشمل إضافة إلى الحرس الثوري، جميع أركان الجيش الإيراني.

أما روحاني وجماعته فهم يريدون بالفعل التخلص من مخرجات العقوبات الإقتصادية وما نشأ عنها من تردٍ على الصعيدين الإقتصادي والإجتماعي وإعطاء أولية الإنفاق المالي من الموارد الضامرة بسبب التوسع العسكري وتحقيق أحلام إعادة الإمبراطورية الفارسية إلى ماضٍ لم تعد فيه. ولا ننسى أن حرية الإنفاق والتي هي اليوم من مهام الحرس الثوري، أكان ذلك ينسجم مع القوانين أم لا،  يفسح بالمجال أيضا إلى فساد من يديرها

وبعد "عاصفة الحزم" وقبل أن توافق أميركا على مساندة الجيش العراقي في معركة إسترداد تكريت ، والجيش يضم الحشد الشبي الشيعي، إنسحب هذا الحشد من المعركة. وكانت أميركا أبدت تحفظا وإمتعاضا من سلوكياته متهمة إياه بإساءات خطيرة إرتكبها وبالأخص ضد السنة من سكان المناطق التي يجري تحريرها من قبضة الدولة الإسلامية. لماذا إنسحبت؟ سؤال جوابه قد يفيد.

التمدد الشيعي وصل إلى منتهى  قدرة إيران المادية والعسكرية وبالتنالي ورغم ما يُنتظر أن تهدد إيران والأحزاب والمجموعات التي تدور في فلكها به، فإنها لم تعد قادرة على تمدد إيضافي أو حتى المحافظة على ما سبق واحتلته. أيضا الشعوب العربية  أعطيت زخما جديدا كان ينقصها على عقود من الزمن ، زمن الغياب العربي والذي إنقضى وحلّ محله الأمل ، مجددا منذ يومين فقط، منذ عاصفة الحزم.


سِنان 27/3/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق