Powered By Blogger

الثلاثاء، 17 مارس 2015

ليس للصبر حدود

ليس للصبر حدود


في الذكرى الرابعة للثورة الشعبية في سوريا تفَوَّه كيري كلاما صدم العاقل والأهوج والبين بين من الناس أجمعين، أصدقاؤه وأعداؤه والذين لم يسمعوا به، وهم قِلَّة يحالفها حظ  عارم قوامه أن كيري إسم بلا مُسَمَّى ، إحتل عناوين الأخبار فعرفوا أنه، ومع الأسف موجود. هذا واقعٌ لا يمكن نكرانه وقد أعلنه ورفع رايتة بشار الأسد عاليا بعد أن عممَّت وسائل الإعلام أهمية الحوار معه ، ما دفعه إلى أن يأخذ "بوزا" يظهره وكأنه لا يعرف كيري ولا يأبه لما يقوله في السياسة ولا في غيرها.

أهل البلد المنكوب بمن أوصله إلى الدمار والهلاك ومنكوب بمن له الحول والطول ويشُدُّ على يد من لا يأبه بما يقول ويفعل، بعد أن لم يترك المتفوه المذكور سانحة إلا واستغلَّها ليؤكد للناكب والمنكوب وللمتفرّج والمُتَفَرَّج عليه أنه ضعيفٌ متردِدٌ وأيضا بلا ضمير.

قلنا بأن صاحب الحول والطول ولا نصفه "بمن له القدر والقيمة" ، خذل العرب مرة بعد مرّة ، زَيَّن لهم مقاصده وتركهم يحلمون بالأيام القادمة وما ستأتي به لهم من عدل في قضاياهم ثم سحبت "البساط" من تحتهم وتركتهم يترنّحون تحت مفاجئات ما أنزل الله بها من سلطان.

ألم نَقُل، وقال كثيرون ممن نعرف ، وبآرائهم نثق ، ولم نستمع جيدا إليهم ، بأن "الكلام لا جمرك عليه" والثقة بمن يَعِد ليس بمحله وإن أصحاب المصالح لا يحترمون الوعود ولا يأبهون بما تصفهم الناس. هم يأتون ديمقراطيا ويذهبون كذلك ويأتي غيرهم ليكمل الطريق وقد ينحرف عن سياسة من سبقه أو يسير بها عن قناعة أو مصلحة، ولكن الشعوب تستمر في خطئها وتنتظر الأحسن من سياسة لم يسمح تاريخنا لنا حتى بالحلم بها.

معارك شتى تدور في أنحاء بلاد العرب من محيطها إلى خليجها وكلها تسير بنمط واحد ، مفاده أن السُنَة والشيعة لا يتعايشان ولا يمكن أن يتعايشا. وقد سبق الفضل وافترقا منذ 1400 سنة أو يزيد، واختلفا بالسياسة على من له أولوية الخلافة ولم يتفقا، وقامت حروب بينهما خفَّت حدَتها  عندما قوي أحد الفريقين وحكم ، أو إستَمرّت عندما وجد أحدهما طريقا للنزاع على السلطة. لكن الأنكى أن الحروب والإختلافات أدَّت إلى خلاف يتعلق بصلب العقيدة وأصبح سببا مذهبيا للنزاع يظهر أو يظهره من أراد وسمحت له الظروف أن لا حلَّ يبدو في الافق. مثلا معركة تكريت توقفت لسبب مذهبي وإلى أن يجري إتفاق ما فالمعركة تبقى على حالها من الجمود.

كل ما يجري في كل ساحات القتال هذه الأيام سببه مذهبي لا يستفيد منه إلا من "أيقظه الفتنة".  الشعوب، بغض النظر عن مذاهبها وعقائدها ، لا تستفيد ولا مصلحة لها بما يجري. المستفيد هو الحاكم ورجل الدين الذي يخطب في أماكن العبادة مستغيثا بالناس كي تحزم أمرها وتلتحق بفيالق أعدها المستفيدون من إستمرار المواجهات. ولا يغيب عن بالنا المستفيد الأكبر من الحال وهو يجلس سعيدا في بيته ومركز عمله، لا يستعجل حَلاًّ ولا تهمه "مصائب قوم عند قوم منافع" ، فهو المنتفع الأكبر كيفما آلت إليه الأمور، لايهمه التهجير والسبي والقتل والدمار لأن كل ذلك يفتح له أبوابا "للرزق الحلال".

نحن لا نقدِر أكثر من أن نلعن ونشتم ونحتَجُّ ونصيغ شعرا نشكو به إلى الله ما حلّ بنا وقد نسترحمه وقد يغيب ذلك عنا.

سِنان 17/3/2015



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق