Powered By Blogger

الثلاثاء، 10 مارس 2015

أين العرب من إمبراطورية فارس


أين العرب من إمبراطورية فارس

علي يونسي، مستشار رئيس الجمهورية الإيرانية الإسلامية للشؤون الدينية والأقليات ،  وخلال منتدى" الهوية الإيرانية" في طهران، الذي إنعقد يوم الأحد 8 مارس/آذار الجاري ،أعلن بأن إيران إمبراطورية عاصمتها بغداد، وأنقل ما قال حرفياً: "جغرافية إيران والعراق غير قابلة للتجزئة وثقافتنا غير قابلة للتفكيك، لذا علينا أن نقاتل معا أو نتحد". وقال يونسي موضحا ومكملا ما أعلن : "إيران أصبحت إمبراطورية كما كانت سابقا وعاصمتها بغداد، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما كانت عبر التاريخ".

الإعلان تنقصه الديبلوماسية ويطغى الغرور عليه وتبان فيه علامات الفوقية والتعالي على الآخرين ومخاطبتهم بلهجة الآمر الناهي المسيطر الحاكم بأمره، ذو القدرة اللامتناهية تقترب أوحتى توازي وتقترن بالسلطة الإلاهية ،  ذهنية الدولة الصفوية والوالي الفقيه فيها سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي.

والسؤال، لمَ لا، والإمبراطورية المذكورة تُحكِم السيطرة على العراق بحكومته وبرلمانه وأكثر جيشه وتُقاد المعارك تحت رايتها وبقيادة جنرالاتها، وبالأخص منها ما كان في المناطق السنية كتكريت، بلد صدام حسين، وكأن الهدف فيها هدفان: أولهما الإنتقام من سُنَّة تكريت وثانيهما، إن صدقت النية، إخراج الدولة الإسلامية من الأنبار.

وفي سوريا هي الآمر الناهي المسيطر الحاكم على ما لم تحتلُّه داعش، وما حرره الأكراد في كوباني والجوار وما لا يزال الجيش السوري الحر يحتفظ به. والهدف "تحرير" المناطق التي هي خارج سيطرة فارس وضمها إلى دولة النظام ، الغير موجود إلا في عقلٍ غُيِّب و لم يعد موجودا في رأس بشار الأسد، الطاقية للدولة الصفوية الممثلة بحزب الله.

ولبنان لم يتمكن من إنتخاب رئيس له منذ ما يقارب السنة بسبب رفض إيران السماح بإجراء الإنتخاب، مبقية هذا الموضوع للبازار المتوقع بعد، أو في زمن توقيع الإتفاق ، الزاحف إليه روحاني من بلاد فارس وأوباما من بلاد لم يعد لها في عهده قول أو فعل. أوباما يزحف لتسجيل موقف يُحَسِّن من صورته الباهتة في تاريخ البلاد التي إنتخبته.

واليمن الذي كان سعيدا في تاريخه وانقلب عليه الزمن فأفقره وأشاع فيه الجهل وتركه لمصير لا يستحقه في أيدي سلاطين تلاهم حكام ما أنزل الله بهم من سلطان وكان ما كان ودخلت إمبراطورية آخر الزمان فشردت أهله وتناتشتها مذهبيا وقبليا ومناطقيا فإذا باليمن ينشطر شطرين: جنوبي سُنّيٌ شافعي ، للقاعدة فيه نفوذ وتحاربه بطائراتها بدون طيار دولة أوباما، وشمال شيعي زيدي لبلاد فارس فيه الحكم المطلق ، فصَّلتها له جموع الحوثيين وعبدالله علي صالح، الرئيس المخلوع سابقا الناشط اليوم، مقابل ثمن لا نعرف مبلغه حتى الآن.

ونعود ونسأل : أليس علي يونسي ، رغم قباحة لغته في إعلانه، وقباحة الصورة التي يرسمها لبلده، على حقٍّ فيما قال وأعلن؟

سِنان 10/3/2015





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق