Powered By Blogger

الأحد، 29 مارس 2015

الحرب المذهبية تنمو وتتجذَّر


الحرب المذهبية تنمو وتتجذَّر

يلفت كل مهتم أن الحرب القائمة في اليمن فرقاؤها إثنان :دول عربية وباكستان وتركيا ، وإيران وحلفاؤها والمنضوون تحت لوائها والحوثيين. فريق كله سني والآخر كله شيعي، هذ إذا إستثنينا المرتزقة الذين يؤيدون اليوم ويعارضون غدا، حسب مخاطر المغامرة والمردود المؤكد والمنشود.
ما يلفت المتابع أن الجامعة العربية أخذت من المواقف الجريئة والضرورية ما كان غائبا على مدى طويل، وطبعا بدفعٍ واضحٍ وحازمٍ من المملكة العربية السعودية يؤشر وينبىء لحزمه تَغيُّرا كبيرا ومفاجئا وسريعا في العقلية السائدة على المستوى الأعلى في المملكة. الملك فيصل بن عبد العزيز أخذ موقفا في سبعينيات القرن الماضي، فمنع النفط عن العالم لستة أشهر ، دفع ثمنه من حياته. ورأينا هرولة عربية لمواكبة هذا الموقف الذي وجد بين الشعوب قبولاً وأعطاهم فرصة لإعادة الإعتبار إلى أشخاصهم.
وفي البيان النهائي للجامعة العربية إنشاء جيش يحمي أعضائه وتوالت ردود الفعل الإيرانية على مستوياتها المختلفة ، بداية برئيسها والولي الفقيه فيها  مرورا بكبار سياسييها ولكن الأهم والذي مضمونه ملفت للنظر ما قاله الأمين العام لحزب الله وتاتي كغيرها من التصريحات لا تدل إلاَّ على البلبلة والضياع في تفسير أو هضم ما لم يكن متوقعا من العرب أن يخطوه. ناموا على الحرير، حرير التعالي في الكلام  والسير في ما إعتبروه انتصارات إلاهية تتتالى  في العراق وسوريا واليمن رغم الأثمان الكبيرة المدفوعة بالبشر والحجر.
ربما إعتمدت إيران وأخذت عن عنترة  أنه " إذا حمي وطيس المعركة كان يضرب الضعيف ضربة قاصمة يخاف لها القوي الشجاع فيهرب"، فضرب كل من َضَعُف أو من كان ضعيفا ، مُقتنعا بالنظرية العنترية،  ولكنها لم تتحقق ولم يهرب الشجعان. فوجئوا ،فتبلبلت أفكارهم وما كان لهم إلاَّ أن "يعبئوا" وقتهم بالكلام فلم يُقّصِّروا وتباينت أحاديثهم وتطلعاتهم  وحل الكابوس محل الحلم وزادت البلبلة والله مع الصابرين "إن صَيروا".
البلبة في اليمن بالكاد بدأت وعلي عبدالله صالح  "هدد" بالويل والثبور ولم يسترح قبل أن يصَرِّح ، وخلال ساعات، بضرورة "الحوار" بدل الحرب مما قد يعني الإنشقاق عن الحوثي . أما الحوثي القائد الذي إلتزمته فارس وقيادتها فهو "إستطعم" بالحكم الذي بدأ يحلم بأنه له، والآن يهدد ويتوعد ولكنه بانتظار صعب عمَّا تقرر إيران بشأنه وهي الآن بمعرض تفاوض على النووي وهل تبيعه ولمن أم تحتفظ به وبأي شرط؟  كل هذا والحرب دائرة والطيران يزور مواقعهم دون تأخُّر وكلما "طار" موقع "قام" غيره ينتظر ، والصبر كما قلنا صعب على من لا خيار له إلاَّه.
طبعا ، الجيران ينظرون إلى ما يحدث في بلادنا ويضحكون في "عُبِّهم" وأيضا بوقاحة إعتادوها ، يضحكون في العلن.   الجيران الضاحكون هم إسرائيل التي "رعتها أميركا" والآن العرب يرعونها والفرس أيضا. وما دامت الحروب لها أسباب لاتزول فهم في أحسن حال وأهدأ بال ويتمنون إستمرار الخلاف المذهبي في بلاد كانوا يخشونها والآن وقد تغيرت الحال فلهم فرصة تتاح ونأمل أن يستغلوها فيستريحوا ويريحوا.
البلبلة الأكبر تجتاح الموالين للفرس، أحزابا وفيالقا وأفرادا وأكثرهم لا يعرف عن مستقبله ما يريحه فهم كلهم في "حيص بيص" يرفعون الصوت مع أسيادهم ولكن الخفوت فيه هو سيد الموقف ، ولا يبقى في ميدان الصوت العالي إلا من هو منهم ويظن أنه يعرف إلى أين تؤول الأمور  ، ولا يمكن بالخيال الظن بأنه مرتاح البال .
سِنان 29/3/2015






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق