Powered By Blogger

الخميس، 5 مارس 2015

الجريمة وعقاب القتيل


الجريمة وعقاب القتيل

أيَصح القول أن ما كتب قد كُتب وان الرجوع إلى الوراء لا هو ممكن ولا هو مرغوب فيه لدى من كتب. تقرر ما تقرر والشعوب تعبت وأصبح قبولها لأي حَلٍّ من المُسَلَّمات. المهجرون من سوريا وقد بلغ تعدادهم بالملايين ، الجائعون الخائفون بلا طعام ولا طبابة ولا مدرسة ولا أمن ، الملتحفون السماء والنائمون على الثرى ، يُقتلون، يُذبحون ، تستباح أعراضهم وينتقلون في لجوئهم حيثما يسمح لهم ثم يعودوا لينتقلوا هاربين من مكان لجوئهم الأخير إلى "حيث ألقت رحالها أم قشعم".

رئيسهم مجرم سفّاح يحيط به قتلة يستمرئون القتل وقد أصبح هواية يمارسونها للتسلية ولتمضية الوقت وبهذا يلقَون قبولاً حميما من المجرم الذين يدورون في فلكه. يشاركهم في كل ذلك فريقان: ما يُطلق عليه لقب "الإرهابيين" ويشمل كل من لا يسير في ركابهم ، وزبانيتهم ، وربما تَرَقّوا ليصبحوا أسياده ؛ إيران تديرهم عسكريا وسياسيا ومذهبيا وأعداؤهم " الإرهابيون" كما يصفهم المجرم السفاح زميلهم بشار وكل من يقررون هم أنه "العدو" المضاف إلى سلة الإرهاب.

طبعا لهم هدف لا قول فيه لبشار، فهو أصبح من "الزلم" الذين يعملون عندهم،  وهدفهم الإستيلاء على زمام الأمور في البلاد العربية ونجحوا في سوريا ولبنان واليمن والعراق، فهم السادة المقررون الحاكمون. وهم يتحكمكون في بحر الخليج بمضيق هرمز  والبحر الأحمر من باب المندب الذي أصبح تابعا لهم. هكذا وبدون حروب أخرى يتحكمون في نفط المنطقة من إنتاجه إلى تصديره وتحديد سعره. ولا أقول ذلك جزافا فسعر النفط يحدده العرض والطلب ولهم في هذا الأمر اليد الطولى، هذا إذا إستتب الأمر لهم بوضعه الحاضر.

الواقع أننا لا نرى سببا في تغيير الأحوال ومن هو قادر على التغيير ولو جزئيا "ماشي" معهم. أوباما لم يسمعنا أنه ضد هذا التمدد وهو دائما ما يُصرح بضرورة الحوار والإتفاق بين المتنازعين وكأن أمر الحوار متيسِّر ، فلو كان ذلك ممكنا لما إجتاحت جيوش إيران وأتباعها ما اجتاحت ولا نرى سببا لهم يلزمهم بالتراجع عما إستطاعوا تحقيقه، حتى الآن.

وإذا ما إقتصرنا الحديث على سوريا فذلك لأن الحديث عن العراق المبتلي بهم وأيضا بنقيضهم والوجه الآخر لعملتهم وأعني الإسلام السني المدعي  سلفيته والمتحجر، أو ربما هذا سبيل أنسب يعطي الذريعة للولوج إلى حروب يساهمون فيها جزئيا ويتولاهم عنهم الحلف الدولي والجيش العراقي وأكثريته شيعية. فهو سيحكم، أو بالأحرى يستمر في حكم العراق في رقعة موَسٍّعة يكسبها "بعرق جبين الحلف" وجيش العراق.

لم نر أو نسمع حتى الآن بمعركة في سوريا بين جيش الأسد وداعش فالبراميل المتفجرة والغازات السامة والصواريخ والتي تلقيها طائرات على الشعب السوري ، تزودها بها مع البراميل والصواريخ وصيانة آلات الحرب، الدولة الكبرى الروسيا  وأيضا إيران. فالأسد يذبح شعبه بأسلحة الدول العظمى، بعضها يزوده بالسلاح والعتاد والعديد وبعضها الآخر " بغض النظر " من أوباما الذي إبتلى الشرق بوجوده والذي لم يفعل شيئا إلا "خراب البصرة". وهو مستمر في مساعيه الغير حميدة.

والآن وكما قلنا في مستهل هذا المقال، أصبح أكثرية الناس في قبول لأي حل يضمن لهم الحد الأدنى ، وأقصد تعبير الحد الأدنى،  من مقومات الحياة. وعليه فقد اوصلنا كبار رجال وقادة العالم، والذين ضميرهم لا يشتغل في هذه المأساة التي إبتدعوا ويثابرون وكأن ما يجري حفل خاص ومُسَلِّي  تنقصه ، حيث يجلسون،  زجاجات الشمبانيا وحبات الكافيار. هم يحتاجونه ليخففوا من معاناتهم.

الإتفاقية التي يسعى أوباما إليها وقد قبلتها إيران ستوقَع والثمن يدفعه العربان من سذاجتهم وسيادتهم وكبريائهم، والجالسين على مقاعد الحكم والمتبوئين العروش والإمارات والمشيخات. سَيترك بعضهم حيث يجلسون تسهيلا للهدف الذي يحققه من يتركهم حيث هم.

أوباما سيضيف إلى سجله الرئاسي ما يعتبره نصرا وقيمة مضافة، والمرشد الأعلى، الوالي الفقيه،  سيدير المنطقة بصفته قائد القوة الإقليمية الكبرى في الشرق.

سِنان 5/3/2015





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق