Powered By Blogger

السبت، 31 يناير 2015

هل أُدخل لبنان أمس في صراع قد يُدَمِّره


هل أُدخل لبنان أمس في صراع قد يُدَمِّره

بعد ظهر الأمس وبحضور رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، وعلى وقع رشقات الرصاص الكثيفة، فاجأت الجميع كلمة السيد حسن نصرالله، أمين عام حزب الله والتي إتسمت بنبرة المنتصر مهددا إسرائيل بأن الحزب سيرد على أي إعتداء "في أي زمان ومكان" وتناول هذا البعد/التهديد بخطابه عن "تمازج الدم اللبناني والإيراني" في سوريا.

وكان واضحا في خطابه هذا إذ أعلن عن خروجه على وإلتزامه بالقرار 1701 وما يستتبع ذلك من تداعيات. وقال، لا فُضَّ فوه،  إن قواعد الإشتباك لم تعد تعنيه ولا يعترف بها. وقد طال الخطاب ولكن "نَفَسَه" كان كله تهديد وإعلان بدعم إيران لما قد يقوم به من أعمال  وربما مشاركتها فيه.

كلام خطيرٌ خطير. كلام يُدخل لبنان، حيث للحزب قاعدته العسكرية القوية، في حروب المنطقة والتي هي مذهبية في روحها كما في بنيتها، ويدخل إسرائيل بعنفوانها وحماقة حكّامها ومذهبيتها الكريهة في هذه الحرب المدمِّرة التي يُعَدُّ لها والمستجدة والتي ستشارك فيها سُنة البلد والسُنة المستوردة من الشام والعراق والقاعدة الموجودة في كل مكان من جهة،  وحزب الله  الشيعي وإيران المتبَصِّرة المنتَصرة في حروب المنطقة من عراقها إلى يمَنها،  والتي تتفاوض حاليا وأوباما، وأخيرا لا آخرا إسرائيل التي لن تترك للمتصارعين أن يَبنُوا حروبهم على قواعد الإشتباك المتعارف عليها فيما بينهم فيدخلون قواعد أُخرى جديدة تجعل من لبنان "عين عرب" جديدة ، مُدَمَّرٌ مفككٌ لا مسيحيين فيه ولا دروز ولا أقليات أخرى وفقط واحدة من طائفتين: السُنة من طراز القاعدة أو داعش والشيعة من طراز ولاية الفقيه.

قلنا أن كلام نصرالله خطير ولكننا نعرف أن كلامه سيستتبع دمارا شاملا لكل القيم والمفاهيم والمبادىء التي قام عليها لبنان وتم تشويهُهُا على مدى ثلاثة عقود كانت بدايتها دخول إسرائيل على لبنان محتلة عام 1982 ونشوء حزب الله في السنة نفسها برعاية وتخطيط وتمويل وتدريب الدولة الإسلامية الإيرانية والتي كان السيد الخميني معلمها وسيدها ومنشئ ثقافتها الحديثة.

أليس في هذا التوقيت الواحد الموحد ، وبعد مرور عقود ثلاثة ونيِّف ما يلفتُنا فنسأل أنفسنا عن هذه "الصدفة السعيدة" التي أنزلها من أنزلها على رقابنا كي نبقى ونعيش في وجل دائم ما دام السيف المصلت لم يقع بعد على هذه الرقاب "التي أيعنت وحان قطافها"؟  


سنان في آخر كانون الثاني 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق