Powered By Blogger

الخميس، 15 يناير 2015

عقل يهود أوروبا على المحكّ


عقل يهود أوروبا على المحكّ

محنة فرنسا الأخيرة تنبيء بوصول إسرائيل إلى أحد مبتغياتها  التي منها تشجيع لليهود في فرنسا ، وعلى ما تشير الدراسات الميدانية ، اليهود في إنكلترا بنسبة عالية منهم، على الرحيل إلى إسرائيل حيث هم في مأمن مما يواجهون في البلدين المذكورين وباقي أوروبا .

أعلن نتنياهو ذلك وهو يشارك في المظاهرة الكبرى في باريس بعد أن إجتاح صفوفها مؤخرا و سار في مقَدَّمها وعاد بعدها إلى تل أبيب ليشارك في تشييع االيهود الفرنسيين الأربعة الذين قتلوا في باريس  ونُقلوا ليدفنوا في إسرائيل ،معلنا بشتى الطرق عن تشجيعه وترحيبه بكل يهودي أوروبي يهاجر إلى إسرائيل.

وسارع أحد وزراء نتنياهو ببدء إجراء اللازم لتوسيع المستوطنات في الضفة، أي مصادرة المزيد من الأراضي التي هي ملك غيرهم لإستضافة اليهود الغير مرتاحين في فرنسا وإنكلترا وباقي البلدان الأوروبية. وقام آخر ببدء المعاملات اللازمة لتسجيل الأملاك التي يقوم عليها المسجد الأقصى، في دوائر الطابو، أي السجل العقاري، بإسم دولة إسرائيل. لم يلتفت أحد إلى ما يُرمى من تسجيل أملاك المسجد الأقصى كما روينا بناء على ما سمعنا عن لسان مسؤولين منهم.

وسارعت مؤسسات الدراسات للعمل،  فوجدت أن أكثر اليهود في إنكلترا لا يشعرون بالإطمئنان لأوضاعهم بالأخص الأمنية منها. وفي فرنسا لم يغفل الباحثون عن ترك الإنطباع بأن ما يعاني منه اليهود في إنكلترا ، يعاني منه اليهود في فرنسا.

الواضح أن قضية كتلك التي هزّت فرنسا ومعها العالم إستُغِلَّت بكفاءة لزيادة عدد السكان في إسرائيل وجذب الإستثمارات إليها، وهذه على ما يظهر ، خطة من الخطط االمرسومة والتي حان تنفيذها أو إيهام العالم بضرورة تنفيذها.

لم نسمع من العالم من يخالف هذه الخطة علما بأن القبول بها يعني قبول الأسباب التي أدَّت إليها. أي أن أوروبا ليست من المستوى اللازم لتأمين حياة مواطنيها وأنها كباقي دول العالم غير مؤهلة لما كان يرجى منها .

طبعا لم ننتظر من أي من زعماء العالم أن يروا ما يجري من زاوية فلسطينية لأن فلسطين وحقوق أهلها آخر همومها.
اليس من المستغرب أن يكتب أي إنسان أن الأمل الوحيد في إفشال هذا المخطط يكمن في ردود فعل الأشخاص المعنيين مباشرة والذين سينتقلون من تحت "الدلف لتحت المزراب"؟ أعني يهود أوروبا العائشين بنعيم لم يحلموا بمثله، والمنتقلون إذا ما أصاب مشروعهم  النجاح إلى رحمة ربهم ورحمة كل من يرحب بهم في شرقنا المصاب بإنواع الإنفصام، ربما كلها، ولكن  أين منها ما يعاني منه نتنياهو من مشاكل بعضها يتعلق بالإنفصامات وبعضها الآخر سياسي محلّي يتعلق  بالإنتخابات القادمة عليه.يمنع عنه النوم فيلجأ إلى أحلامه المذهبية بإمتياز. لا نبالغ إذا قلنا أنه أخذ عن زعماء العرب بعض ما يؤرّق الأمة التي يحكمون، أكانوا من "داعش" أو من أضدادها.

سِنان 15/1/2015




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق