Powered By Blogger

الثلاثاء، 20 يناير 2015

"المغطس" يتوسَّع

"المغطس" يتوسَّع
الوضع المتأزم في سوريا والعراق وباقي الشرق العربي يدخل اليوم مرحلة جديدة من تأجيج القتال وتوسيع رقعته بعد أن قررت إسرائيل التدخل العلني وأغارت على مجموعة من مقاتلي حزب الله والحرس الثوري الإيراني موقعة خسائر بشرية هامة لأهمية من قُتل فيها
والحدث وقع في وقت يأمل فيها طرفان هما روحاني وأوباما، كلٌ لأسباب خاصة به، إنهاء مسألة النووي. إسرائيل أعطت الطرفين إنذارا بضربتها هذه يتعلق برعاية مصالحها قبل الإتفاق بينهما . والمصلحة معلنة ولا حاجة لتأكيدها ، فإسرائيل لا تريد في الجيرة من يملك قوى نووية لأن ذلك يبقي على رأسها سيفا مصلتا ويزعزع وضعها الأمني كلما "دق الكوز في الجرة"،?
وهذا لا يتناغم وأحلام وخطط في دماغ قادتها ، أكّده ونمّاه تقاعس العرب المستمر والمتمادي بترك قضية فلسطين في أيدي المرتزقة من حكامها مما أقنع الدولة المحتلة بأن الحبل تُرك على غاربه، فأمسكت إسرائيل به واعتادت على الإمساك به وهي لن تقبل  أن تتركه وكان أن أكّدت ذلك بغارة مفاعيلها العملانية واضحة أو ستتضح بالساعات والأيام القادمة
المؤكد أن إسرائيل اليهودية دخلت الميدان من بابه المذهبي الواسع. فهي تحارب السُنة "من زمان" والشيعة في لبنان،  وأدخلت اليوم الشيعة في كل زمان ومكان إلى لعبتها وحربها لتأخذ حصتها من المغانم، إذا كانت هناك من مغانم، يدعمها في ذلك من يدير اللعبة في أميركا، وربما تحققت أحلام الإعتراف بها دولة يهودية لليهود حقوق فيها
للدولة "اليهودية" منافع لإسرائيل شتى. الضفة الغربية كما هي الآن ، كانت توراتيا يهودية "يهودا والسامرة" وبالتالي لليهود حق فيها، وما المستوطنات/المستعمرات إلا  رأس جبل الثلج، فاليهود يريدونها كلها مع إضافة الغور الممتد بين بحيرة طبريا والبحر الميت، والذي سبق وأعلنت إسرائيل ، خلال الشهر الفائت، أنها تريد "إستئجاره" لمدة أربعين عاما لتحمي حدودها من شرور جيرانها
هذه تخطيطات الأمد الأطول لإسرائيل ولكن الزمن الحاضر ، وهو طريق تثبيت الأحلام وتحقيقها، يستدعي التدخل في حروب المنطقة لضمان "الحصص" من المغانم ولمنع قيام دولة قادرة على ردعها. أي أننا سنشهد توسعا في حروب العرب على العرب، أكانوا إرهابيين أو "أوادم"، أكان المسرح سوريا أو لبنان مع وجود فرص أخرى متاحة لمن له القدرة  والرغبة ، في اليمن السعيد (سابقا) الموبوء مذهبيا ، في البحرين الذي يملك كل مقومات الخلاف المذهبي، ليبيا  التي حكمها من قَصَدَ إضعافها ليتمكن من الحكم دون منازع ولا نستبعد بلادا أخرى لا نرى الإفادة من ذكرها
طبعا لإسرائيل ملعبها الذي لا ينافسها فيه أحد، يدعمها أوباما وهو من سيق وتكلم عن حقوق أهلها وعاد وغَيَّر رأيه،   كالعادة، وهو ملعبٌ كان السبب والمسبب بكل ما يحيطنا من أزمات بدأت ولا أحد يعرف متى وكيف تنتهي. ألم تكن لفلسطين المتروكة من كل العرب وحكّامها الأشاوس  يدٌ في كل ما جرى وسيجري؟
سِنان 20/1/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق