Powered By Blogger

السبت، 10 يناير 2015

القيم العالمية وأوباما

 

القيم العالمية وأوباما


يتكلم أوباما عن "القيم العالمية" في رسالة إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، مشيرا إلى ما جرى لشارلي إيبدو ومقتل الصحافيين وكبار رسامي الكاريكاتور الفرنسيين. مأساة لا جدل فيها ولا مواساة لمن قُتِل تنفع؛ القتلة حثالة، ّذِكر أسمائهم تُقَزِّز ، ومن وراءهم أبشع منهم وأسوأ وأقلُّ شرفا ودينا وتربية وقصاصهم بقتلهم لا "يفش الغليل" ولا يتساوى مع فعلهم الدنيء المزري الذي يَصِمُ ما فعلوه بالجريمة ضد الإنسانية إرتكبها متعصبون دينا، خانوا البلد الذي إستضافهم ، عملوا بإرشاد القاعدة أو غيرها، فأساءوا للمبادىء التي يدّعون تمثيلها والتقَيُّد بها ودفَّعوا الإسلام جريرة ما قاموا به.  فهم، كما قال الشاعر صلاح مطر في رثاء سعيد عقل -؟
كَبُّوا الإباء على أذيالِ غانيةٍ     وَمَرَّغوا الرأس في أذيالِ مُنتقمِ
الموضوع ليس عن الحادثة المهينة للإنسانية ولا عن ما ستستتبع من إعتداءات على من لم تكن له صلة بالجريمة ولجوء البعض، وربما كثير من البعض،  للإنتقام من كل من هو مسلم لجأ إلى فرنسا ليعيش مبادئها والحرية التي دفعت فرنسا  الدم على مدى قرن من الزمن لتُرسِّخها وتقطف ثمارها وتعيش أجواءها
الموضوع ، مع الأسف، يزعجني عندما يذكر أوباما " القيم" عالمية كانت أو خاصة به ومفهومه لها. الصحيح أنني لا أفهم ما يعني عندما يتَفَوَّه بكلمات تتصل بالقيم إذ أن عنده أكثر من إزدواج لمعناها
أين القيم هذه عندما تقع جريمة معينة لا "تحرق"  إلا مكانها  ولمدة محدودة، مهما كانت أهميتها ومفاعيلها ، أينها من "القيم" لجريمة متمادية إبتدأت قبل أن يُشَرِّف أوباما  العالم بولادته ، قضية معروفة لدى الجميع، قضية فلسطين، ومن لم يسمع بها فإنه أمَّا لم يولد بعد أو أن ثقافته محدودة لدرجة تستدعي إجراء فحوصات طبية له تأخذ بعين الإعتبار سلامة عقله
أوباما سمع بها وتكلم يوم إنتُخب أول مرة، وكانت له هالة، عند زيارته لقاهرة ، نكلم بالمعقول ولم تغب عن كلامه مواضيع "القيم".  هو له قِيم تتغير بتغير المواضع والأمكنة ، والقضايا الأخرى وبالأخص المتعلقة بتقييم إرثه السياسي الذي لم يُكتب بسجله سطر واحد. لهذا يريد إنهاء مشكلة النووي الإيراني فيكون أول سطر في السجل ، ونشك في ذلك؛ مثل هذا الإتفاق سيترك لخليفته قضية جديدة لم تكن موجودة بشكل جدي. سيضيف إلى عداء  عربي عام ومخفي بسبب فلسطين والجريمة المرتكبة والتي لن تجد حلاًّ  في الزمن المنظور، عداءاً مباشرا مع كامل الأمة العربية وبالأخص دول الخليج
القيم، كلام فارغ يستعمل لعجز المتكلم اللغوي والذي تمنعه معرفته وثقافته من إنتقاء الكلمة التي يعنيها فعلا
سنان 
 10/1/2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق