Powered By Blogger

السبت، 3 يناير 2015

يقدم ثم ينكفئ


يقدم ثم ينكفئ


أيجوز سؤال أهل  فلسطينيين، مرة بعد مرة،  عن سبب  إلحاحهم  بمقاربتهم لموضوع إحتلال أرضهم من دولة إبتدعتها وأقامتها أميركا  على أرضهم بعد أن رحّلت بعض أهلها عنها ، وبذلك تستوعب مشردي العالم من اليهود بعد أن لفظتهم كل الأمم ، منفذة بذلك وعدا بريطانيا لا يستوفي شروط الوعد ، عمره من عمر الحرب العالمية الأولى؟

أوباما بشخصه زار هذه البلاد أحد عشر مرة ووعد، ولا ننسى خطابه في القاهرة مباشرة بعد إنتخابه منذ ما يقارب الست سنوات. وعد بإحقاق الحق وتراجع، وقد إعتاد على ذلك فهو يُقدِم ثم ينكفيء، ولكنه تمادى هنا إذ دار 180 درجة من متفهم لأوضاع من لحقه الظلم إلى معادٍ له، فأصبحت تهديداته لأهل فلسطين تتكرر وتتأكد ،أصبحت مصلحة الظالم المعتدي المحتل جزءا لا يتجزأ من مصلحته، وأجندته تحوي كل صفحة فيها عملا عليه إنجازه، أو ربما فقط يُطلب إليه إنجازه، وينجزه

في الأمس وبعد أن أنجز ما طُلب منه إنجازه من رفض لمشروع قرار يُنهي إحتلال غاصب لأرض فلسطين، ما تبقّى منها،  هدد بقطع المساعدات التي "اضطلعت في تعزيز الإستقرار والإزدهار ليس فقط للفلسطينيين لكن أيضا لإسرائيل". وبعد هذا التهديد التصريح ماذا تبقى لنستذكره؟ الكلام المنمّق أحيانا وليس دوما لا يغني من جوع. إسرائيل وبالتالي أميركة أوباما تنحو لإبقاء الفلسطينيين في المعتقل  وإلى أن يتم محوهم من الجغرافيا وإن أمكن من التاريخ أيضا خدمة لإسرائيل وأمنها وازدهارها

اليس تقديم طلب إنتساب للمحكمة الجزائية حق مشروع وهو يلعب على حدين وحبلين، فالعضو يتقدم بدعوى ما وخصمه له الحق في تقديم دعوى ضده. وتدعي إسرائيل وأوباما أن الفلسطينيين فاموا بأعمال إجرامية فلماذا لا يتركوا لمحكمة من هذا المستوى الرفيع أن تفصل فيها؟. الجواب واضح، حتى تقديم دعوى إلى محكمة هم أنشأوها مُضِر بأمن إسرائيل. لهذا لا يجوز لفلسطين أن تصبح عضوا فيها وهددوا بوضع العراقيل ومنع المساعدات والمثير لغضبهم أن رفض أو قبول عضو جديد ليس بيدهم

"الضرب بالميت حرام" قولٌ ومثلٌ مأثورٌ وشائع لا خلاف على معناه ولا مبناه ولا المناسبات التي تستدعي اللجوء إليه. الميت هنا هو من مات ضميره أو لا ضمير له أصلا،  ومناجاته ، ولا نقول ضربه، لا فائدة ترجى منها وغطاؤه ننتنياهو مريحٌ له، فهذا أمله والمرتجى وهو لا يترك فرصة تمر دون طلب رضاه. هو أبوه الروحي، يحق له أن يُلحق به الإهانة تلو الإهانة وعليه أن يعتذر ويطلب السماح والرضا وهذا ما تعلّم أن يقوم به صباح مساء و"ينام ملء جفونه" إذا تم الرضا ويقلق ولا ينام  إن بقيت إمارات العتب ظاهرة على وجه من له أن يرضى أو يغضب

بهذه الأرضية والنفسية والفلسفة والمصلحة تدار شؤون العالم. القوي أو من يتلطى وراء قوي يربح ومن يلجأ إلى القانون والشريعة ومحاكم الدنيا طالبا تحقيق الحق ورفض الباطل فأمره "فيه نظر"؟

هكذا نبدأ عاما جديدا بالتسلسل الزمني وإستمرارا لمآسي إبتُدعت لتسهيل تمرير ما يريده الأقوياء بأقل قدر من "لفت و "يظمطوا" بما يفعلون ونحن، الناس في أرجائها ولا حول لنا ولا طول ولا من معين، نسمح لأنفسنا أن نرفع الصوت بصياح لا يسمعه أحد

3/1/2015 





 ­

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق