Powered By Blogger

الجمعة، 9 يناير 2015

ماض مُخجل لم نرمِه خلفنا بعد

ماض مُخجل لم نرمِه خلفنا بعد

زخم  ما يرد في هذا المقال مواقف سياسية وضميرية تدنَّت حتى لامست قعرأ من التدني غير مسبوق على هذه الأرض. فيها الكثير من أساطير الماضي السحيق يوم كان يحق لرأس النظام أن يسجن ويقتل ويسبي ويتمتع بما يسبي ويبيع ما يسبي في سوق النخاسة أمرا كان مألوفا لا إعتراضا آنيٍّا عليه فالمفاهيم سَمحت ، والناس قبِلت بدموع وحزن ولكنها تقبّلت المألوف ورجعت إلى مساكنها تبكي سوء طالعها ودعت على اليد التي زرعت الحزن والفجع بالكسر.

هو دعاء فحسب، لا يد تُكسر  ولا يواكبه ولا يتبعه عمل يردع، واستمر كل ذلك حتى طمأنتنا ديمقراطية الغرب بأن الأنظمة الجديدة لن تسمح بما هو جارٍ أو كان يجري. وهكذا أيضا طمأنتنا الأديان السماوية مسيحية وإسلامية، التي من المحزن أنها لم تصمد أمام ما يجري ولكنه يجري بشكل وآخر، ولَبوس مختلف يضع على أعين الناس حجابا يمنعهم من الرؤيا، كل ذلك حتى يستمر رأس النظام بما إعتاد عليه من أعمال الشر. والشر واضح لكل من ينزع أو يحسر الحجاب  عن عينيه.

وإلاّ بربكم ما معنى ما يجري في فلسطين على يدي المحتل المستعمر بموافقة ودعم غربي أكثره يأتي من أمّ الديمقراطية أميركا ومشاركتها المفضوحة؟

تقدمت فلسطين من هيئة الأمم المتحدة بطلب تحديد زمن للإحتلال الإسرائيلي عليها فرفض الطلب لأسباب،  العودة إلى تعدادها أصبحت مُمِلّة، وعلى كلٍ هي ليست مجدية.

ثم تقدمت بطلب الإنضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية فصادر المحتل حصة المنظمة من واردات الجمارك ليترك ادارة الضفة والقطاع عاجزة عن دفع مستحقاتها من رواتب ، ولا مستحقات غيرها يستحق الذكر. وطلبت من المحكمة أن ترُد طلب الإنتماء،  فلما فشلت في مسعاها أعلنت انها لن تسمح لعسكرييها أن يمثلوا أمام المحكمة للدفاع عن جرائم إرتكبوها ضد الإنسانية. فهي قررت سلفا منع على الناس مرتباتهم وليعيشوا إن إستطاعوا أو يجوعوا إذا لم ترجع مرجعيتهم عن محاولاتها والخنوع الى من أتى من الهولوكوست ليحكم من إعتاد على الحرية،

وتدخلت الراعية الماشية وراء إسرائيل، أميركا ، لتقول أنها ستوقف مساعداتها للفلسطينيين إذا تقدمت أمام المحكمة الجنائية بدعوى ضد إسرائيل. وبالأمس أعلنت أنها طلبت من المحكمة الجنائية بطلب لرفض الإنتماء،  لأن فلسطين ليست دولة كاملة السيادة وبالتالي لا يحق لها أن تكون عضوا في منظمة دولية.

هكذا ودون خجل ولا حتى محاولة تفسير. نعود إلى الماضي الذي لن ينزعج من إنضمام هاتين الدولتين إلى كادر من عاش فيها وسبى وقتل وانحدر.

ما مشكلة "الدولة" وأعني "داعش" و"النصرة" في خُلقيتها ، هل تختلف أو تقوم بعمل لا تقوم به إسرائيل ومن يدعم خطاها؟

نحن الذين تربينا على دين ، وتثقفنا على مبادىء العدل، ونعمل بضمير بُني على الحق، لا يمكننا أن نلتحق لا بداعش ولا بإسرائيل ولا بمن وراءهما بإجرامها الصريح المعلن. نحن ضد كل ذلك ونأبى أن نعود إلى السحيق من  تاريخ تدهور القيم والمبادىء التي تعيشها هذه الدول اليوم .

عام 2015 قد لا يأتي إلا بما ترسم داعش وإسرائيل.

سنان 
الجمعة 9/1/2015

             

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق