Powered By Blogger

الاثنين، 31 أغسطس 2015

الأثر الذي تجاوز المنطقة


الأثر الذي تجاوز المنطقة


بدأت إدارة البيت الأبيض تفهم ما يدور في العالم الذي عانى ولا يزال من أعمال وأفعال من سكن فيه والذي أصبح ذكره يخيف البعض لتماثله والبيوت المسكونة وموبوءأ بكلمات ترمى على عواهنها من غير فكر ولا رويّة، تثير غضب المعنيين والدافعين أثمان سياسة مريضة لم نشهد مثلها في تاريخ تلك البلاد وأعطاها أسباب الحياة الرضية. ناسها في واد ورئسيها في واد. قرأنا اليوم على لسانه"رأى الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست أن الأزمات في الشرق الأوسط خلَّفت أثرا تجاوز المنطقة". مدهشة هذه الرؤيا التي رآها الكل إلاّ من إكتشفها من يوم أو يومين وربما قرأ في الصحف أخبار من يلجأ إلى أوروبا من أهل البلاد التي رعاها، بعضهم يغرق في بحارنا وآخرون يموتون بعد الوصول إلى هدف لجوئهم إختناقا في حاويات،  وآخرون وصلوا،  بعضهم ساعدتهم ظروف فبقوا حيث وصلوا وآخرون محجوزون ليقرر في شأنهم

اللاجئون يأتون في أكثريتهم من سوريا وليبيا والعراق. وسوريا قصتها يعرفها البيت الأبيض بحذافيرها منذ قيامة ثورتها وتدخّلت في كل مرحلة من مراحلها وكانت لها مواقف من نظام الأسد فسمحت للمنظمات الجهادية الإرهابية أن تحتل وتحُلّ محل الشعب في مدنه وقراه ومنازله وتطردهم منها إلى لا مكان. أصبحوا من اللاجئين  الذين يرحل بعضهم إلى حيث قال الناطق  " خلَّفت أثرا تجاوز المنطقة" متى وعندما تتوفر لهم الظروف المادية

هذا "الأثر الذي تجاوز المنطقة" يختزن أكثر من ثلثي شعبها أي أكثر من 13 مليون إنسان، كلهم يطمحون إلى العيش الكريم أينما تيَسَّر وعلى من تفوّه بكلمات "جواهر" أن يبدأ بالعَدّ ويعلن بالفم الملآن أن الوضع "تجاوز" الحدود ويًتَصَرَّف بقليل من ضمير فقدَه وبالأخص بأنه سيكون له دور في دفع الثمن اليوم أو غداً وقد تكون جريمته التي تلتصق باسمه، جرائم ترتكب في بلاده وهو أهم أسباب وصولها إليها

والعراق يختزن ملايين، البعض بدأ هجرته  وآخرون ينتظرون وهم كلهم دفعوا ثمن السياسة الأميركية التي بدأت ببوش واستمرت حتى اليوم ولم تتغير السياسة بتغير إداراتها . بوش أنهى الوجود المؤسساتي في البلاد فحَلَّ الجيش والإدارة المدنية وسَلَّم عدو العراق الأساسي إيران إدارة البلاد والتحكم في أمورها ومالها وسياساتها وفرض من شاءت ليدير البلاد موظفا لها فيها. أفلس أغنى بلد عربي وتقَسَّم البلد مذهبيا بموافقة معلنة من القوى الدولية الفعالة، أميركا وروسيا وإيران. واللاجؤن كثر ، وكما في سوريا حلت داعش محل الناس ودفع العراقي الثمن وهو يهاجر إن تمكَّن ويزيد في الطين بلّة، وهو كالسوري في نفسه أحقاد لا تُشفى وسيكون لها وقع " يتجاوز المنطقة" وعلى سنين ، الثأر سيكون عنوانها والموت ليس جديدا على أي منها ققد دفعوا ثمن ذلك دم أبنائهم وبناتهم والعائلات  وسنوات العيش المُذِلّ. الثأر لن يُحصر في المنطقة التي عانوا الأمرين فيها بل يتعدَّاها إلى حيث يستطيعون دون تمييز ولا رحمة

ليبيا تختلف قليلا ولكنها تستضيف الدولة الإسلامية التي تحتل مهمة أجزاء من البلاد وفيها متطرفون وحادقون كما في غيرها من بلاد المنطقة ويجوز الإستنتاج أن أهلها ومن تستضيف لن يعترضوا على من يختزن الحقد والداعي والعامل لأخذ الثأر في بلادٍ ساهمت في ما عانى شعبها منه

الأخبار اللافتة أن المنظات الجهادية، سنية كانت أو شيعية،  لا تتقاتل فيما بينها ولا تتدخل في البلاد التي ترعاها وكأن الإتفاق قائم ومتين ولا يُمَسّ. الدولة الإسلامية لا تتدخل في الشؤون الإيرانية رغم تواجد بيئة حاضنة لها وفي سوريا لا تناحر بين حزب الله ونظام الأسد ولا ساحات حرب بينهما. وقد يعني ذلك أن رعاة الدول الراسمين لسياساتتها وسياسات المجاهدين يملكون خططاً مخفية لم نطلع على فحواها

"الخوف أن يكون " لو تدرين...المخفي أعظم

30/8/2015







الخميس، 27 أغسطس 2015

الكذب مهنة


الكذب مهنة 

إن صرخنا بأعلى صوت وأبلغنا العالم أننا سئمنا بعد أن يئسنا من أن يحيا ضمير ما ، له القدرة والقوة والبأس في عالم رديء لا يهُزُّه ما يجري في بلادنا ، بلاد الأغبياء طيبي االقلب مصدقي كل عهد والمصفقين لكل وعد، بعد أن حلَّ البلاء بالبلاد  ولم يعد يفرق الحي من الميت إلا  القدرة على الصراخ أو الكفن إذا توفَّر

المسؤولون الظاهرون أصحاب المصالح أربعة لا غير. رئيس أميركا وهو لا يتعب من تصريحاته بأن سوريا ليست من أولوياته. والوالي الفقيه الذي يُصِرُّ على حكمه لبلاد الشام وغيرها ويمنع لبنان مثلا من إنتخاب رئيس له ولنواب يمثلونه ولا يقبل من الحكومة أن تقرر دون موافقته، ونتنياهو والذي يفيده ما يجري بعد أن تعهَّد المحاربون ومن يوجههم بتقسيم البلاد مذهبيا فيصبح طلب الإعتراف بدولته دولة يهودية، طلبا مرتاحا لأن أعداءها زالوا من الوجود. وبوتين الذي يتمسّك بقاعدته البحرية في ساحل سوريا في خضَمِّ ما يجري ويسعى لتكبير حجم بلاده في البلاد التي تتمسك بخيط هواء خوفا من الغرق في ما هو أسوأ

هؤلاء المسؤولون ضمير كل منهم مَرِن ويتغيِّر مع هبوب الرياح ويكذبون إن وجدوا أن كلامهم لم يَعّد مسموعا ليحولوا الأنظار من مكان إلى مكان. يستلهمون من المآسي خططا ومن الخراب تصاميما ومن البراميل أسبابا لهجاء من لا يضُرُّهم هجاؤه ولا ينفعهم مدحه، علّ في ما يلهمهم شيئا من تطمين المتألِّمين الرازحين تحت نير الظلم الذي لم يسمعوا بمثله ولم يخطر على بالهم العيش تحت  ظلاله

أي شرح لا يفيد ونكتفي ببتين من شعر الأعشى، وهما على ما قيل "أكذب ما قيل":؟
لو أسندت ميتًا إلى صدرها *** عاش ولم ينقل إلى قابر
حتى يقول الناس ممّا رأوْا *** يا عجبا للمَيِّتِ الناشر

والكذب كان ويكون وسوف يبقى ما دام في العالم كبار قادرون يحترفونه متفنِنين بصياغته


26/8/2015

الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

من وإلى متى ننتظر


من وإلى متى ننتظر

 
للعرب عدوّان معلنان وآخرون كثرٌ إستعديناهم ، بعضهم ظاهر والبعض  مستتر ولنا قابلية في إكثار من لا يقبل بما نقول لغرض في نفسه أو لتفاهةما نقول. نحن قبائل وعشائر وعندنا من الغزوات، افراحها واتراحها،  استقرّت في وجداننا ولا يزال . عندما نُعمل التفكير أول ما يبادرنا ما رسخ في جذور عقولنا، بطولات الماضي الذي رحل وما نعيش  اليوم من عُقّد يفوق تقديرها ما عندنا من قدرات لفهمها واالتعامل معها فنبتكر دون وعي ونغامر وندفع الثمن

طبعا نُستَغَلّ وقد هيأنا ذواتنا للإستغلال فيأتي الغريب عندنا يقدِّم النصح والإرشاد ونأخذ بما يرى ويقول  ونسلمه زمامنا قال   المهلهل ابن مالك الكنانيّ:   "نَدِمَ الْبُغاةُ وَلاَتَ سَاعَةَ مَنْدَم ... "والبغي مرتع مبتغيه وخيمُ" ، ونندم ونحن البغاة وليس من يستغلُّنا. للغير مصالحهم ونبيح مصالحنا للمستغلين أغرابا كانوا أو من أهلنا وربعنا ومن يدعي أنه يعمل لأجلنا

العدوان الكبيران اللذان إستغلاّنا دون خزف وحتى الثمالة وهجرونا وقضوا على ما ملكت أيدينا وعقلنا وتراثنا وما بنى السلف لنا لنُكَمِّل فنقوى ونعيش بكرامة وعزّة ، كلها أخذها العدُوان بطريق ترسيخ هيمنتهم على ما يطمحون، أرضنا وتاريخنا والدين الذي يحكم أخلاقنا وما بنى الأجداد لأحفادهم. إسرائيل حلَّت محل فلسطين، أرضا وشعبا وديانة فهي أعلنت أنها دولة يهودية ولليهود فقط ولا مكان للغير وحظيت، لأنها عملت بجَدٍّ وبرؤية واضحة، دعما ورعاية وحماية وتمويلا وتفرق"أيدي سبأ" أهل فلسطين التي محاها العالم من خريطته ولم تعد منه

والعدو الآخر الشيعة الإثني عشرية المتمثلة ببلاد فارس وعلى رأسها ولي فقيه يحكم في أمور الدنيا والآخرة وفيه شَبَه لغيره من دكتاتوريّي الدنيا وهم كُثرٌ ولو على تراجع، ما يقوله قانون وأمر لا يُرَدّ ومن يليه من المعممين لا قول له ولا رأي يتجاوز قول ورأي سيده وكيل الإمام الغائب ، الولي الأمر في زمن الغيبة الكبرى. وإيران إجتاحت بلاد الشام وحاولت إجتياح اليمن فربحت ثم خسرت ولم يبق بأيديها إلا العراق وسوريا ولبنان. وكالعدو الآخر شردت وهجرت واستبدلت سكانا بسكان ولاقت كالعدو الأول دعما ورعاية وتأييدا لا يزال يزداد يوما بعد يوم

العدو الثالث فرضي. إسلام متحجر وله غاية واضحة تتعلق بنشر دين جديد لا علاقة للإسلام به ولكنه وعلى مدى نشوئه صٌوِّر على أنه الإسلام الصحيح واستُغِل. إستغله العدوان للعرب بكفاءة عالية، إيران تجد فيه عذرا لمتابعة خطاها للهيمنة ولولا وجوده لكانت مهمتها أصعب وانتشار هيمنتها غير مبرر وبالتالي ذو كفاءة منخفضة القدرات. فالراعيان المؤيدان للعدوين الكبيرين كما قلنا كثيرون ولكنهم معروفون وتكرار تسميتهم لا تفيد

وعندنا وفي بلادنا عدو آخر لا يمكن طرده ولا محاسبته ولا محاربته، وهذا العدو هو نحن، عربان هذا الزمان الرديء

ونغتنم هذا السياق لنضيء على أمرٍ اصبح عقدة العقد، وهو وضع المسيحيين حيث للعدوين ساحات ونفوذ. المسيحيون هم الأقدم والأعمق جذورا في الأرض الطيبة التي إنزرع فيها الإسلام بعدذلك وكان للمسيحية دور أساسي في إنتشار الإسلام فهي، وعلى قرون، هيأت بيئة حاضنة لكل ما هو جميل ومفيد ومُبَشِّر بالخير ومُطَوِّرٌ لمجتمع يشكو الكثير من الفُرقة والجهل والتقوقع في كنف قبيلة أو عشيرة ضيقة الأفق محدودة المعرفة

الإسلام الذي نذكره  هو الإسلام الذي جاء في القرآن والأحاديث الصحيحة وليس ما أنتجته أدمغة مريضة إستغلها حاكم يستفيد من تفسير يهيأ له ليحكم بغير ما جاء به الإسلام. يوم نزل الوحي كانت أولى سُوَرِه "إقرأ"، لأن الأمية كانت  النمط وقيل أن النبي طلب جدولاً  بمن يقرأ ويكتب من العرب ليسجل  ما ينزل من آيات  كي لا تنسى أو تُحفظ بخطء يشوبها فوجدوا (17) كاتبا قارءا في كل أنحاء الحجاز

الدين الإسلامي وربما غيره أيضا يُستَغَل والدولة الإسلامية شاهد ماثل للعيان، والحروب المنتشرة في ساحات بلاد الشام واليمن وغيرها ، مُخرجاتها واضحة. الشيعي عدو السني والمسيحي عدو الدولة الإسلامية وفروعها المنتشرة وأماكن العبادة بقاؤها مرهون بعقيدة المتواجد قربها والأصوات تتعالى من "مسلمين؟!" أن المسجد الحرام يجب أن يزال لأن الصلاة فيه ليست لله

بهذه العقول والمباديء والقناعات والثقافات والتحديات ماذا ينتظر العرب ليقيمون الدنيا ولا يقعدوها إلا بشرط؟

24/8/2015


 

الاثنين، 24 أغسطس 2015

إيران الجديدة وتطلعاتها


إيران الجديدة وتطلعاتها


ماذا تريد إيران من بلاد الشام بعد أن حكمتها لأعوام وساهمت بدمار الحجر فيها وبتهجير البشر منها وإبقائها ساحة حرب لا تبقي ولا تُذِر وتفسح في المجال لها لإبقاء قدراتها على التحكم في جوارها قوية  وهي لم تترك له ولا الجوار مجالا للتنفس؟

في الأمس وليوم قبله نزلت جماهير شعب لبنان الغاضب إلى ساحات بيروت القريبة من مجلس النواب المجاور لسراي الحكومة تطالب بإزالة النفايات من شوارع لبنان. والنفايات استولت على الطرق وارتفعت في الزواريب لتلامس شبابيك الببوت على طابق وحتى طابقين وانتشرت روائحها في كل مكان. عَجز الحكومة سبب،  وقصدُ بعض زعماء المعارضة منع الحكومة من حل المشكل لتأجيج مشاعر المتضررين، الأكثرية الساحقة في البلاد. وهكذا كان ونزلت جماهير إلى حيث حُدِّد لها وكانت المطلبية العارمة معيشية ولاقت من الناس كل الناس تأييدا واضحاً وبدأ الحشد يكبر واللافتات تحمل شعارات المطالبة المُحِقّة

دخلت المظاهرة عناصر شغب وتغيرت اللافتات إلى طلب إستقالة الحكومة وإستقالة النواب ولم تَمُرّ ساعات إلا وبدأ التعدي على الجيش والدرك المواكب للمظاهرة بزجاجات فارغة ونفايات ومحاولات لإزالة الحواجز المنصوبة بين المتظاهرين والسرايا الحكومية ومبنى مجلس النواب المجاور . وتغيرت الصيحات واللافتات وصارت المناداة بتغيير النظام وترك البلاد في يد الشعب لأن السياسيين كلهم "نفايات". أُطلقت أعيرة نارية وجرى إشتبالك حصيلته جرحى بالعشرات من الفريقين

إتّضح الأمر وبدأت ردود الفعل المؤيدة للتظاهر المطلبي والشاجبة لأعمال المخربين المدسوسين فأبلغت جماعة ""طلعت ريحتكم" التي نظّمت تحرّكاً شعبياً كل المؤازرين أنها تنفضَ يدَها منه وأنها ألغت دعوتها للتظاهر. بعد أن تحوّل الى حركة غير سلمية فحرّف المندسّون بين المتظاهرين التحرك عن مساره السلمي وحاولوا إزالة الأسلاك الشائكة للاقتراب من السراي الحكومي وحطّموا عدداً من السيارات وواجهات بعض المحال التجارية ونهبوها، وأضرَموا النار بالعوائق والأسلاك الشائكة ورموا قنابل صوتية واعتدوا على القوى الامنية المولجة حماية السراي الحكومي والمؤسسات العامة وأملاك الناس. وقد أحرقَوا دراجة نارية لقوى الامن الداخلي، ومحطّمَوا إشارات السير في وسط بيروت وأضرَموا النار في خيَم المعتصمين؟واعتدوا على آليّات قوى الأمن؟

قامت قيامة كل السياسيين ووسائل إعلام المجتمع المدني ، الكل يلوم الجيش على تعدِّيه بالرصاص على المتظاهرين.ونامت بيروت على خوف مما قد تؤول إليه الأوضاع. وجاء اليوم الثاني وكبرت المظاهرة وتمكّن آخرون، غير أصحاب الدعوة إلى التظاهر التي سمّت نفسها "طلعت ريحتكم" بإدارة الدفة وهجم بعض المتظاهرين على مراكز الجيش ورموا عليه قنابل "المولوتوف" ولكن الكثيرون رفضوا الأسلوب المُستحدث واجتمعت اللجنة الداعية إلى التظاهر وأعلنت أنها لن "تُغَطِّي" التحرش بالجيش ولا تغيير المطالبة من إزالة نفايات إلى تغيير النظام ودعت مناصريها بالإنسحاب وهكذا كان

بقي في الميدان من قلب ظهر المِجّنّ على رؤوس البلاد والذين تبيَّن فيما بعد بأنهم مندسوون من حزب الله التابع لإيران، الحزب الذي لا يتحرك دون إذن منها، يمشي وراءه تيار الجنرال عون والذي يلائمه خراب البلد لأن مطامعه الكثيرة في الحكم لم تتحقق. أرسل الحزب من سرايا المقاومة مُقَنَّعون وملثمون لا يهمهم من الدنيا إلا الراتب الذي يتقاضونه وأرسل عون من زبانيته وزراء ونواب وأعوان يزيدون من "الطين بلة" ومن إنفعال الناس يأسا يدفعهم للمغالاة  فيما يفعلون

هكذا تعامل حزب الله والتيار الوطني الحُر بلبنان ومستقبله لأن رجوع لبنان إلى ما كان عليه ناسه من عزة في النفس وحرية في الرأي وتفاهم وعيش واحد ، لا يناسب الفريقين التابعيت لدولة الوالي الفقيه ، راعيهم ومُحَرِّك طموحاتهم  يريد لهم  زيادة في تحقيق طموحات سيدهم القابع في قصره في مدينة قم، تلك المدينة التي كُتب عليها أن تُذكر مقاما لِمُعَمّمٍ والٍ وليست مدرسة يتعلم فيها الفقهاء ما يغيب عنهم ولم يتعلموه في الحوزات الأخرى. قم بلدة جامعية تاريخها يدعو للإفتخار ونأمل أن تعود إلى تاريخها ملجأ  للدارسة كما هو الأزهر دار علم ومعرفة

24/8/2015

السبت، 22 أغسطس 2015

بلاد الشام والعراق في عهدة فاسدين منتفعين

 

بلاد الشام والعراق في عهدة فاسدين منتفعين


الترخيص للمعتدي، أكان شخصا أم دولة أو تنظيما جاهزا يُمنح رأساً ودون وساطة وبامتنان لمن يطلبه.  القادرون على المنح وحماية الترخيص وحامله هما أوباما وقيصر الروسيا الجديد. أعطوا الترخيص للدولة الإسلامية بدليل محافظتهم وحمايتهم لها؛ لا نرى لا أميركا ولا الروسيا ولا زبانيتهما يحاربونها. وأعطوا الترخيص لبشار الأسد وهما لا يحاربانه ولا يسمحون بمحاربته. لاخلاف بين الأسد والخليفة الداعشي بدليل أن لا حرب ولا إشتباك بينهما. وأعطوا الترخيص لإيران، وبين إيران ومانحا الترخيص وُدٌّ واضح. أوباما حصل على الشهادة التي عمل بِجَدّ لنيلها والتي وقَّع  أو بصم بالباهم الوالي الفقيه عليها ورضي أوباما  بها و"من الغنيمة بالإياب. أما الروسيا فقد رضيت ببيع صواريخ سام- 3 المتطورة والمساعدة بحاجات إيران النووية


إيران أُعطِيت ترخيصا لحكم بلاد الشام والعراق والسماح بتهديد الخليج العربي ودوَله مع غَضِّ الطرف عما جرى في اليمن فسامحوا إيران على تعديها المذهبي العسكري الذي أرجع اليمن المتأخرة أصلا إلى فقر تام مُدقع ، تلوِّثه الأمراض والأوبئة وانفراط عقد مكوناته بين سنيٍّ وشيعي، مما يقتضي عقودا من العمل الدؤوب النظيف، إذا تيَسَّرت ظروفه،   للتخفيف من مخرجاته التي بدأت مظاهرها تَطُلُّ برأسها

إستمرار داعش ضروري لسببين، تقديم مانِحَي التراخيص العذر لإيران للتدخل في بلاد الشام وحيث إستطاعت، وإبقاء الأسد في وظيفته خوفا من حلول داعشة ما مكانه فنكون إستبدلنا السيء جدا بالأسوأ. وجود الأسد وإطالة مدة تواجده في بعض سوريا واستمرار إيقاع اضرار بكفاءة بالبراميل والغاز السام وما ملكت يديه مما يأتيه من الوالي الفقيه والروسيا على شعب لا مُدافع أو مُساند له ، أمور ربما خدمت وتخدم مصالح ظاهرة ومخفية لثلاثة: بوتين وأوباما والخامنئي

لكل من الثلاثة زبانية في كل الشرق العربي ولكن أبرزها حزب الله الذي هو جزء لا يتجزّأ من المنظومة العسكرية الإيرانية وهو يُعلنها ولا يتردد في إعلانه أن الوالي الفقيه هو سيده وراعيه وأنه يعمل بإرشاده ويتقيَّد بتعليماته، وهذا ما يجري اليوم في سوريا إذ أن الحزب يدفع بشبانه، شباب من لبنان، طُعماً لمعارك إيرانية تستعمل حزب الله  لعمل تشوبه القذارة دعما للأسد وهذا يحضِّر لمستقبل ضارب مّضِّر للبنان لأن شيعة لبنان قد لَبَّسهم الحزب عداء شعب سوريا وذلك شعب قد ينسى وقد لا ينسى

إيران مثلا تمنع جهارا نهارا إنتخاب رئيس للبنان، وتمنع الحكومة من العمل وكذلك مجلس النواب ، والشلل يعم كل المؤسسات وتمنع حتى جمع النفايات ومعالجتها لإبقاء البلاد في شلله ومشاكل هم يبتدعوها

إيران ، عبر حزب الله، تُغَيِّر ديمغرافية سوريا. يحتلون قرى ويُخلون سكانها ويستبدلونهم بشيعة من مناطق أخرى داخلية أو من خارج البلاد. لماذا؟ لأن مستقبل الأسد قد يكون بدولة علوية لها حدود يحصِّنونها بمنع السنة من أن يكونوا أكثرية أو حتى أقلية كبيرة في تلك الدويلة. وهذا يجري بشكل فاضح في العراق وهو يثير الكثير من المشاكل التي كانت نائمة

كانت فترة الفساد الكبير في العراق تحت رعاية إيران مؤلمة للناس وللمنطقة. الأموال التي نُهِبت وسرقت "على عينك يا تاجر" ويقال أنها تزيد عن مائة بليون دولار إستعمل بعضها للحرب في سوريا ، طبعا برعاية الخامنئي، والبعض لجيوب من تركتهم أميركا بعد إجتياحها للبلاد وهم في أحسن أحوالهم أسوأ من الدكتاتور الذي من أجله قامت الحرب واحتُلّ العراق. نكبة للعرب والسنة والأقليات لا تجارى أللهم إلا إذا تذكرنا وقارَنّا بنكبة 1948
 
22/8/2015
 

الأحد، 16 أغسطس 2015

ديك نزار قباني


ديك نزار قباني


"في حارتنا ديك" قصيدة ألقاها نزار وفيها من الوصف ما لا يضاهى. ديك يتمخطر ويتكلم ويحكم لأن من خَلَّفه ترك له إرثا كبيرا من أتباع غُسلت أدمغتهم على عقود وصَدقوا أن الديك فحل لا يُجارى وصدَّق الديك أن أتباعه على يُقَيِّموه بِحقّ

وفي حاراتنا زرازير مزنطرة معنترة لا نجوم على أكتفها ولا حول لها ولا طول ، ولكنها هنا،  ترفع الأصوات والصريخ والزعيق ليس من مناقيرها ولكن من صهيل أو نهيق مستورد، يُستجدى من آخرين يقررون نوع الصريخ المسموح ، يدعمونه بالمال والسلاح فقط عندما تكون  لهم حاجة لا تستأهل إظهار سِحَنهم فيبلغوا غاياتهم  بريش زراريهم التي يفقسونها مقلِّدين ديك نزار، لكن لا حول للزرارير ولا طول دون دعم من صهيل أن نهيقٍ ما

في الشرق جنرالات يحكمون وآخرون يطمحون ويتخيَّلون أنهم دِيَكَة او مادة لديك على مزبلة ، أيُّ  ديك أكان إسمه بشار أوصدام أو مُعمَّر لا يزال في الحكم أم محاه التاريخ وبقاياه في الثرى. هؤلاء الجنرالات لهم نظرة متقدمة لا نفهمها ولا هم يفهمونها ولكنهم يثابرون ما دام وراءهم دعم من صهيل أو نهيق

منذ أسبوع غَرِقت شابة سعودية في بحر لشاطىء لبناني، غرقت لأن والدها لم يسمح لأحد أن ينتشلها من الماء لأن "الشرف الرفيع" لا يسلم إن مسَّت يد غريبة جسمها ؛ ماتت لمبدأ ديني لم يفهمه والدها ولكنه تربَّى في بيئة تعتبر الإمام إبن تيمية متحرر وربما إباحي وهم أصوليون سلفيون أحرص منه على دينهم. وفي الماضي الغير بعيد طلَّق رجل زوجته لأنه أتى البيت فوجد فيه دبور فقال لإمرأته "اليوم دبور وبكرة زرزور وبعدها زلمي، روحي طالقة". إذا تحدثنا عن الجهل الديني إعتبروك كافرا لأن عِلمهم أتاهم من شيخ معمم، والعمامة على فهمهم كافية للحصول عاى درجة العالمية من جامعة الأزهر الشريف

يحضرنا حسان إبن ثابت بقوله:؟
لا بأسَ بالقومِ من طولٍ ومن عظمٍ،.... جسمُ البغالِ وأحلامُ العصافيرِ
المشكل أن  ضرر هؤلاء الزرازير لا يقاس بحجمهم الطبيعي بل بحجم من يساندهم وبالتالي هم على قدرة تعطيل البلاد وشل العباد وجرِّ البلاد إلى قعر لم تعتد الهبوط إليه قبل تشريف هذا الوبأ البلاد ودخوله كالحشرات من كل فجوة ليجعلوا منه بلدا موبوئا يرتاحون فيه لآنه يناسبهم خَلقا وخُلقا وبيئة كالتي أتوا منها واعتادوا عليها ، يجرّون غيرهم إلى مستواهم فتستقر لهم الأمور إذا نجحوا وإحبطوا كل من لا يرتاح لهم
في لبنان زرزور تدعمه عمامة بإذن من الوالي الفقيه وحوله من عائلته من هم على مثاله يجترّون أقواله ومذهبيته الفاجرة المدعومة من مذهبية يعتقد الكثيرون أنها ضد مذهبيته وريما هي كذلك ولكن الداعم والمدعوم، السيد والتابع، يتكاملان مرحليا وهذا يكفي لتفاهم على التقاسم الرابح الأكبر فيها من خارج البلد. هذا يُسَمّى في قواميس السياسة ،أي عندما لا تتلاءم مصلحة البلد ومصلحة الخارج، يسمى خيانة يعاقب عليها القانون إذا كان القضاء وقضاته قادرون عادلون . وفي النهاية الخسارة والفشل ، أكانت أم لم تكن في الحسبان فلا يلومون إلا أنفسهم
 
قد يكون هذا البيت للمهلهل بن مالك الكناني وربما لغيره، وهو يختصر المقال:؟ 
نَدِمَ البُغاة ولاتَ ساعةَ مَنْدَمِ *** والبغيُ مَرْتَعُ مُبْتَغيهِ وخيمُ

15/8/2015


السبت، 15 أغسطس 2015

بوادر حلحلة

 بوادر حلحلة

 
أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ (150-204هـ / 767-820م)  ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة ومؤسس علم أصول الفقه، وإمام علم التفسير وعلم الحديث، وفصيحاً شاعراً، ورامياً ماهراً، ورحّالاً مسافراً

قال فيه الإمام أحمد: " كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس»، وقيل أنه هو إمامُ قريش الذي ذكره النبي محمد بقوله: "عالم قريش يملأ الأرض علماً". هذا الذي قال:؟
ولرب نازلة يضيق لها الفتى ..... ذرعا وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلما استُحكمت حلقاتها ..... فُرجت وكنت أظنها لا تُفرجُ

الترياق جاء من العراق. وإذا برئيس الوزراء هناك ينتفض على فساد البلاد ويعلن على الملأ مشروعا إصلاحيا جريئا شاملاً واعداً ويُصدِرُ من القرارات ما يثلج القلوب ويريح الأعصاب، مع الشكِّ الذي يساور الناس  والخوُّف من الإنقلاب على الإنقلاب لتزداد قوة ونفوذ مؤسسة الفساد الضاربة أطنابها في التاريخ الحديث وفي كل مكان. وليس من عجب  في الشك والخوف فالدولة بكامل أجهزتها البشرية غارقة فيه ورفع اليد عن أموال الدولة و شعب العراق المسكين يطال شبكة أولها في رأس البلاد مرورا بالوزراء ووكلائهم والنواب ورؤساء المصالح والدوائر إلى أخمص القدمين،  وهم يكوِّنون شبكة أُحسن نسجها ولم يتركوا فجوة يدخل منها مُتفَرِّج مستطلِع فَضول

ما قام به الدكتور حيدر جواد العبادي يدعو إلى الدهشة والإعجاب، وهو مستمر في مشروعه ويُسَرِّعُه ما استطاع يسابق ما قد تدافع به مؤسسة الفساد وشبكاتها عن وجودها وما قد تخسر من الأموال التي تجبيها والنفوذ الذي يواكب نجاحاتها. كل حركة ضد الفساد تحمل في طياتها أخطار مقاومتها من صاحب المصلحة ودَفعه عن شرِّ هجوم الإصلاح عليها والذي تخشاه واقد طلَّ برأسه وأصبح أمرا ملموسا ومعلنا.  هذه المخاطر لن تقف عند حدّ والفاسد سيبقى يحارب إلى النهاية مستعملا كل الأدوات التي يملك والساحات التي تتاح له بما في ذلك التصفيات الجسدية

والعراق بداية تلتها عاصفة الحزم لتحرير اليمن والتي بدأت تحقق أهدافها وتطرد المحتل المدعوم من إيران. السعودية لا يلائمها تواجد خصمها شرقا وغربا كما هي تطمح أيضا في طريق آمن لمنتجاتها في بحر العرب، وهو هدف إستعصى عليها منذ تأسيسها إذ منعتها مصالح الدول الكبرى من ذلك ليبقى الممر الوحيد لنفطها في الخليج العربي حيث تَسهُل مراقبته وضبطه

أما سوريا فعلى ما فيها من تعقيدات فان النظام بدأ بالإنحلال ولكن نهاية الحرب لن تكون قبل أن يتقاسم الشرق والغرب المصالح هناك ويضمن كل واحد إستمرارها  ولذلك فانهم سيتفقون أولاً على من هو الاجدر  لضمان هذه المصالح فيرتبون أموره بحيث يكون أويبقى فاعلا، بعد أن تعلموا من خبرات أعمالهم في العراق وفي أفغانستان حين تركوا البلاد سائبة وفي فوضى عارمة سادت ولا تزال دون جيش ولا حكومة،  ويظهر أنهم لا يريدون أن يتركوا سوريا  "جسماً بلا روحٍ" فتنتفي مصالحهم فيها
 
الوحيد الذي لم يفهم مخرجات أعماله، الباني على نووياته مجدا لن يُفَرِّط فيه، والساكن في دنيا من نسج خياله،  يحتضن مقولة "أن الإتفاق سوف يؤدي إلى زيادة التعاون بين دول يسود شعور العداء بينها ويتوقع أن تبدأ إيران والسعودية بالفهم بأن العداء بينهما  مجرد أوهام زائفة". هذا ما قاله لل سي إن إن، إقتبسناه من جريدة النهار التي نشرته اليوم

14/8/2015
 

الاثنين، 10 أغسطس 2015

"القطبة المخفية -2"


"القطبة المخفية -2"


أيجوز أن نبدأ بتعداد ما لاح في الأيام القليلة الماضية من أصداء لتطورات يلمسُها المراقب وتدور في الذهن ولو بحذر نابع عن سنوات من الإنحدار أوصلنا إلى ما أوصلنا، زمن يُعتبر اليأس والإحباط فيه نمطا للحياة لا يتغير ولا يتحول ولا مكان فيه إلاّ لمتابعة التدهور والهبوط  إلى قعر سحيق 

لهذا لا نُصّدِّق أن من بيده الربط والحل إرتأى أن  يحيد عن طريق ألفناها لكثرة ما عانينا منها إلى زواريب كانت موئلا لأحلامنا. ولهذا نتمهّل ونتأنى بإنتقاء الكلمات كي لا نُحبَط أكثر مما نحن فيه ونفقد الرغبة في البقاء والقدرة على الحياة لو تبيَن أن ما نقول أضغاث أحلام رماها سيء خلق في طريق نسلكها ليُشَوِّه العقل والأحلام

لكننا نذكَّر أن هناك وقائع تأتي من مراقبين عادة ما يكونون صادقين يعيشون أيامهم قرب ساحات القتال والإنتحار يقولون أن تَغَيُّرا حصل وأن فريقا ربح وآخر خسر ، والربح والخسارة ملحوظتان لحجم وقعها في العالم الذي يهتَمّ أو لا يهتم ولكنه مُجبر على قول ما يقول اليوم المتعارض عما كان يقوله بالأمس، ونحن نتلَقّف الكلام ونبني عليه ونلمس تغَيُّرا في الساحات وفي كلام الأقوياء، الكلام المستجد والمتغير اللاحظ لما في الساحات من إشارات ليس في المقدور تجاهلها

طبعا لا ننسى أن يكون لصاحب القول المتغير دور ، وهو في الساحات موجود يديرها عن قرب أو بُعد لا فرق ويفاوض ويقبل ويرفض دون رضى من في الساحة، ويُعطي النصر لمن يشاء ويوقع الخسارة على الأهوج الذي صَدّق الوعود وقتل وخرب وسبى وقطع الرؤؤس وهجّر الناس وأفقرهم إلى عقود مقابل بدل لا يتحقق. أداة هو يُستعمل لأمد ثم يُرمى في مطامر نفايات التاريخ

نعود إلى واقع اليمن، حيث للحوثيين والمخلوع صالح نهاية بعد أن فقدا لزومهما لمُفاوِضٍ ما في أمر ما ، في بلد بعيد،   وحتى بقاؤهما على قيد الحياة ، وهذا ما أصبحوا يتوسلونه "كسدرة المنتهى" ، ولكنهم  لمن رعاهم  صاروا من "لزوم ما لا يلزم" ، وتنهي حرب وتبدأ مسيرة إعمار لبلد منكوب آملين أن تستمر "عاصفة الحزم" لبناء ما تهدَّم

أما سوريا فلها حسابات تختلف ولكن الساحات تحكي نفس حكاية اليمن، فالحرب وإن كانت فيها سِجال، تدور دوائرها على من كان من رعايا إيران وروسيا، والذي لم يعد له لزوم وفي مزابل التاريخ الممتلئة نفايات مكانا له. الأمر المُحَيِّر للرعاة إختيار مزبلة في بؤرة في دولة تقبله، وإن لم يتحقق ففي تاريخ ما نبحث قذافي لم تتح له فرصة الإختيار وقد تتكرر هنا ويلقى نفس المصير، وهذا يقرره الرعاة

العراق فاجأ العالم بقرارات إصلاحية لم يكن من الممكن حتى التلفُظ بها دون أن يكون للكبار قولٌ وقرار، وإن كنا لا نرى فيها الوضوح الذي يؤهلنا لمتابعة الكلام

والله على كل شيء قدير وكذلك الشعوب أن نَوَت وقررت وتحررت من نفايات الماضي الطويل ومفاهيمه
10/8/2015